حين تستحضر الذاكرة الراحل الكاتب الصحافي والأستاذ علي سيار، فإنها تستحضر جزءًا مهمًا، ليس باليسير، من ذاكرة الصحافة البحرينية الوطنية، والتي أسسها أساتذة كبار، كانوا - وما يزالون - حجر زاوية في هذه النهضة المستنيرة التي نعيشها اليوم، على رأسهم محمود المردي، وعبدالله الزايد (رحمهما الله).

ولربما يكون لسيار بنفسي ونفس الجيل الحالي، الأثر العميق؛ لأننا عاصرنا حقبته الصحافية، ومارسنا تحت يده مهارة تعلم أبجديات الكتابة، وإعداد التحقيق الصحافي، والتقرير، حيث تشرفتُ بذلك في السنوات الأخيرة من عمر مجلة “صدى الأسبوع” بتسعينات القرن الماضي، والذي كان مدير تحريرها آنذاك أستاذي بالصحافة والمدرسة معًا كمال الذيب.

ولي أن أشير بمتن مقال اليوم، إلى وعد مفقود، يعود إلى يناير من العام 2001م (قبل 23 عامًا)، وأعيد إحياؤه في خطاب من رئيس مجلس بلدي المحرق محمد الوزان في يناير من العام 2006م، يذكر المسؤولين به، بالتوصية بتسمية الشارع رقم (9) الواقع بمجمع 221 بالبسيتين، والمحاذي لحديقة علاء الدين ومسجد طارق بن زياد، باسم الأستاذ علي عبدالله سيار (بو وائل).

وعلى الرغم من الرسالة الممهورة بتوقيع وزير شؤون البلديات والزراعة حينها علي بن صالح الصالح، وبتاريخ 1 فبراير 2005م بعدم ممانعة هذه التوصية، إلا أن الحال لم يتغير قيد شعرة حتى هذه اللحظة.

علي سيار، ابن المحرق الوفي، ومؤسس تحرير صحيفة “القافلة”، ومجلة “صدى الأسبوع”، وعضو المجلس التأسيسي الذي قام بإعداد وصياغة دستور 1973، والحائز على جائزة رواد الصحافة العام 2004م، والأهم كاتب العمود الصحافي اليومي ثقيل الوزن، الذي كان يقدم عبره لجمهور القراء دروسًا في الحياة، وفي الكتابة، وبمهارات الاختزال والوصف وصدق الكلمة الجريئة، نستحضره في مقال اليوم بهذا الموضوع، على أمل أن تكون هنالك لفتة كريمة ومشكورة، ودمتم بخير.