العدد 5483
الخميس 19 أكتوبر 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
النتائج الموجعة لفقد الأمل.. هستيريا الاحتلال تقود إلى الفوضى في المنطقة
الخميس 19 أكتوبر 2023

“فقد الأمل” هو العنوان الرئيسي الذي يلخص المأساة الفلسطينية للواقعين تحت الاحتلال والحصار وآلة الإبادة اليومية منذ نكبة التهجير في 1948 والنكسة العسكرية في 1967 ومرورا بالانتفاضات الفلسطينية المتتالية من 1987 وحتى اليوم، هذه المواجهات والانتفاضات كانت تسعى لاستعادة الأمل في الحرية والاستقلال، لكن الإصرار الإسرائيلي على الاحتلال والاستيطان والالتفاف على جهود السلام وإفراغها من أي مضمون خلق جحيما فلسطينيا أمام أعين العالم الصامت، كان آخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها العدوان على مستشفى المعمدان، هذا العدوان الذي يذكرنا بالعدوان على ملجأ العامرية في بغداد عام 1991، ما يزيد من الغضب ويسهم في انسداد منافذ الأمل.


ومن هنا ننظر اليوم إلى المواجهة الحالية في غزة، حيث دمر الاحتلال أكثر من نصف غزة وقطع عنها الماء والكهرباء والغذاء والدواء ولم يتردد حتى في ضرب المستشفيات انطلاقا من روح الثأر الذي تحول إلى العقاب الجماعي والقتل الجماعي وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها وتدمير البنية التحتية المدنية.. والتاريخ يقول لنا إن روح الانتقام تقود إلى إشعال المزيد من النيران، فالأميركان على سبيل المثال، بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2011م اندفعوا نحو الانتقام والثأر، فاحتلوا العراق وأفغانستان، وتسببوا في فضائع كبيرة وقتل وتهجير الملايين من البشر، وتدمير البلدين تدميرا كاملا وهائلا، وإلى اليوم فإن العديد من المصائب التي لا تزال تعاني منها المنطقة هي نتيجة مباشرة لتلك الأفعال الانتقامية الثأرية.


ومن الواضح أن إسرائيل غير قادرة على التحرر من المنطق الآيديولوجي الاستعلائي، وغير قادرة في ظل اليمين المتطرف على التوجه نحو السلام وإنهاء الاحتلال، وهذا يقود إلى المزيد من الحروب والمواجهات. وذلك لأن فقد الأمل يؤسس بالضرورة إلى المقاومة بكل الطرق والوسائل الممكنة طالما أن قادة إسرائيل يستمرون في السعي وراء فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وشل مقاومته بدكّ جميع أسس الحياة المادية والاجتماعية والإنسانية، وفرض الاستسلام عليه، فيستمر النضال المشروع ضد الاحتلال دون توقف، لأن هذا الشعب لن يتبخر في السماء كغيمة صيف.


* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .