العدد 5480
الإثنين 16 أكتوبر 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
الحل في طيّ صفحة الاحتلال
الإثنين 16 أكتوبر 2023

المواجهة الدائرة حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة وما حولها أكدت مجددًا أنّ الحلّ الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود هو الذهاب نحو السَّلام بطي صفحة الاحتلال، والقبول بالحل الوسط الذي أقرته الشرعية الدولية والمبادرة العربية 2002م، لكن القوى اليمينية المتطرفة التي تهيمن حاليا على المجتمع الإسرائيلي وعلى الحكومة الإسرائيلية، غير مهتمة بإقامة السلام العادل، متجاهلة حقيقة وجود الشعب الفلسطيني على الأرض وحقوقه المشروعة.
صحيح أن إسرائيل تمتلك أكبر قوة عسكرية وأحدثها في المنطقة، إلا أن هذه القوة وحدها لا توفر الأمن والأمان، بل السَّلام هو الذي يحقق ذلك، أما الاستمرار في قهر الفلسطينيين وتدجينهم وإذلالهم وإجبارهم على القبول بواقع الاحتلال والاستيطان والخنق اليومي واعتداءات المستوطنين، فإنه يغذي الصراع ويؤججه بما يحمله من النتائج الأكثر تدميرا للإنسان وإذلالا لإنسانيته.
إن هذا الكلام لا يقوله الفلسطينيون والعرب المعتدلون فحسب، بل يقوله العقلاء من الإسرائيليين أيضا، والذين يدعون إلى تبني سياسة واقعية، تعترف بأن الفلسطينيين متجذرون في أراضيهم، ولا يمكن اقتلاعهم منها، ولا مناص من الحل السلمي الذي ينهي المواجهة ويمهد للتعايش ضمن حل الدولتين، لكن السَّلام غير ممكن إلا إذا اتخذت إسرائيل قراراً بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وهو مطلب عربي ودولي وأممي راسخ لن يتغير مهما طال زمن الاحتلال. لقد قبلت الدول العربية منذ العام 1991م بصيغة الأرض مقابل السلام، لكن إسرائيل أفرغتها من أي محتوى، وتناستها الإدارة الأميركية الراعي الأساسي لمفاوضات السلام، والتي توقفت دون إنهاء الاحتلال وإنشاء الدولة الفلسطينية، ما شجع إسرائيل على فرض سياسة الأمر الواقع التي لا يمكن أن يقبل بها الشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات.
ولعلنا ومن صلب هذه المواجهة الدّامية والمعاناة الرهيبة المتكررة وسحق المدنيين وتدمير البيوت على رؤوسهم، قد يتمكن العقلاء من إحياء الأمل بوضع حد للظلم والاحتلال والغطرسة. ولكن كم يلزم من الوقت والمآسي والضحايا والدماء حتى نصل إلى تلك اللحظة المنشودة لحظة إنهاء الاحتلال وإقامة السلام العادل والشامل؟!.
كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .