+A
A-

المرحوم عيسى سويد: صاحب النظرة القاسية والقلب اللين

عرفه تلامذته، سواء أولئك الذين أحبوه في الفصول الدراسية معلما ومربا، أو أولئك الذين تتلمذوا على يديه من حكام ولاعبي كرة اليد، على أنه ذلك “الإنسان” الذي يحيط كل من حوله بحنان الأب أو الأخ الأكبر.. نظرته حازمة وقاسية في كثير من الأحيان، لكن قلبه اللين يجمعهم وكفه الكريمة تحنو عليهم، فلم ولن يشك أحد، حتى بعد رحيله عن هذه الدنيا في الرابع من شهر ديسمبر من العام 2016، بأن همه الأول والأخير هو أن يربي ويعلم ويدرب كفاءات وطنية متسلحة بالعلم والمعرفة والمهارات والقدرات وشغف التميز.


سويد المعلم
المعلم والمربي والرياضي والحكم الدولي المرحوم عيسى محمد سويد من مواليد العام 1949. عمل في مهنة التدريس منذ تخرجه وحصوله على دبلوم المعهد العالي للمعلمين في العام 1969 (كلية البحرين الجامعية للعلوم والآداب والتربية التي تعرف بأنها نواة جامعة البحرين)، وكانت البداية في السبعينات بمدرسة الخميس الابتدائية للبنين، ومن ثم مدرسة البلاد القديم الإعدادية للبنين، التي عمل فيها، إضافة إلى التدريس، مشرفًا إداريًا، واستمر في عطائه وخدمته في قطاع التربية والتعليم حتى عُيّن مديرًا مساعدًا في مدرسة عثمان بن عفان الإعدادية، ثم مديرًا لمدرسة الخليل بن أحمد الإعدادية للبنين حتى تقاعده في العام 2005. وفي فترة خدمته بقطاع التعليم، حصل على دبلوم الإدارة المدرسية في العام 1999، وله مشاركات كثيرة في دورات تدريبية انخرط فيها منذ بداية الثمانينات في إدارة مؤسسات تعليم الكبار، وورش ودورات التنظيم والإدارة وتطوير المناهج التدريبية والإدارة المدرسية التي كانت تعقدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.


رفيق درب
يسترجع رفيق دربه المعلم الجليل حسين الشيخ علي آل عباس، الذي رافقه منذ العام 1977 حينما التحق للعمل بمدرسة البلاد القديم الإعدادية مدرسا لمادة اللغة العربية وكانت المدرسة حينها “ابتدائية إعدادية” فيقول: “لا تمحى الذكريات الجميلة مع المرحوم من الذاكرة، وكان نعم الأخ والزميل.. دمث الخُلق قوي الشخصية يجمع بين حب الفُكاهة والجد واللين والشدة إن اقتضى الأمر، مخلصًا في عمله يوفي كل ذي حق حقه”.


ويضيف “تميز (رحمه الله) بأنه نظامي لا تفته شاردة ولا واردة في الأداء الوظيفي، وكان محبوبًا من المدرسين والتلاميذ، لا سيما أنه كانت له صولاته وجولاته في ضبط أمور المدرسة، واستفدتُ منه كثيرًا في أدائي الإداري فترة شغلي مشرفًا لمرحلة الثالث الإعدادي نيابةً عنه، وسرتُ على نهجه بعد أن ترك المدرسة متنقلًا، بين المدارس حتى وصل إلى درجة مدير مدرسة باستحقاق، ويشهد له الجميع لما له من نشاط اجتماعي وتربوي، ومشاركته للناس في كل المناسبات”.


سويد الرياضي
وعلى الصعيد الرياضي، مارس لعبة كرة اليد والسلة والطائرة في نادي البلاد القديم، ولم ينقطع عن المجال بعد اعتزاله في العام 1977، فاتجه للدورات التدريبية التحكيمية ثم مارس التحكيم حتى عام 1998، علمًا أن الفترة من العام 1992 حتى العام 2004 ترأس لجنة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة اليد، واهتم كثيرًا بترجمة القوانين وإضافة التعديلات والأفكار لتأهيل وتخريج جيل من الحكام الشباب، علاوة على أن الفترة من العام 2000 حتى العام 2005، شغل منصب عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي لكرة اليد، وفي الفترة من 2005 حتى 2011، كما شغل منصب المدير التنفيذي للاتحاد البحريني لكرة اليد وبرز اسمه في الكثير من البطولات والدورات العالمية والقارية، وتوج هذه المسيرة بمنحه جائزة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للعمل التطوعي في المجال الرياضي من لدن ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، في السابع من يونيو 2016 في محفل تكريم القيادات الرياضية البحرينية التي تتولى مناصب إدارية خارجية.


مدرسة عريقة
أجيال بحرينية تستذكر عطاء الراحل سويد، تختصرها مقولة للاعب السابق والمحاضر الدولي نبيل طه، الذي قال عنه إنه مدرسة بحرينية عريقة، حيث رأيناه طيلة حياته (رحمه الله) في الخطوط الأمامية، وتعلمنا منه الالتزام والانضباط في المجالين التربوي والرياضي.. ولأنه كان “نعم المربي”، فأثره سيبقى مخلدًا.