لقد أصبحت معارض الكتاب التي تقام في مختلف الدول، جزءا لا يتجزأ من حياة المجتمع، وحاجة من حاجات الأفراد الملحة، ولا يمكن أن تتخلف أية دولة مهما كان مستواها الاقتصادي، وأن تسمح بركود سوق الكتاب، وأن تبقي المعارض على الهوامش المظلمة، وحقيقة لن أضيف أكثر مما أضاف زملائي الكتاب وجموع المثقفين عن حسرتنا التي وصلت إلى حد خلع الريح بتأجيل معرض البحرين الدولي للكتاب بعد أن أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار اعتذارها عن التنظيم لأسباب ليست لها مفاتيح الزمان والمكان.
ألا تكفي ساحتنا الثقافية المشلولة ومعاناة الأديب والمثقف والضربات التي يتلقونها على جبهات متعددة، كيف اختلفت الأوضاع وانعكست الطباع وتقلص اهتمامنا بالكتاب، ووضعنا بين هذا التخبط الذي تتوه فيه حركتنا الثقافية والفكرية، ومعرض الكتاب هو العنصر الأساسي الذي لا تتم نهضة ثقافية بدونه، حتى أننا نسينا أصلا شكل معرض البحرين الدولي للكتاب وأروقته الجميلة التي لها ضياء الكواكب وحنجرة العشق الدائم للحرف والكلمة، فآخر معرض كان قبل نحو أربع سنوات واليوم نصعد مركب الأمل الحالم بعودة هذا المعرض.
دلائل المظهر الصحي لأي مجتمع ازدهار الثقافة والفنون وتنوع الأنشطة والفعاليات.. “مهرجانات موسيقية، سينمائية، مسرحية، ندوات فكرية، معارض تشكيلية، أمسيات شعرية، معارض كتاب”، والأخيرة بمثابة غذاء روحي وذوقي وجمالي، كما أن البنية التقليدية المتوارثة للحياة الثقافية في أوطاننا العربية تكمن في معارض الكتاب التي تعكس دور الكلمة في صنع الإنسان.
دول الجوار والبلدان والعواصم، تكحل عينها سنويا بمعارض الكتاب، ونحن يحيط بنا الحنين والشوق كاللعنة، حتى أن البعض وخصوصا – المقتدرين – يسافرون إلى تلك الدول لزيارة المعارض والاستمتاع بوهجها وتغريدة قيثارتها، ثم يعودون وفي بالهم مليون سؤال يتعلق بدور الثقافة والكتاب في مجتمعنا.
*كاتب بحريني