شهيد الواجب يفوز بالضوء الأبدي وعرس المجد في السماء، وهو الملاذ الأكبر، شجر يمد إلى النجوم الغصن الأخضر والفرح القادم، صوت يرج في أنحاء الكون ويوقظ أنهارا ميتة وصخورا يابسة ويناديها لتنطق، ما أجمل الشهادة والموت على ذراع الوطن.. التواريخ تستدير وتلتقي في راحة يديه والرمال التي اغتسلت من دمائه تصير زيتونا يغطي كتفيه كخيوط الضوء.. كالصحو.. راكبا مهرة الخلود نحو السماء في قافلة تغطي وجه الأرض.. الشهداء لا يموتون، فأسماؤهم تشعل الآفاق نورا يرتفع إلى الفردوس.. إنهم معنا على امتداد السنين وامتداد العمر كالفرح الأخضر، كالبرق، كالرعد، كالفجر والزهر والخمائل، كالوشاح المبتل بالسعادة الأبدية، السعادة المتلألئة في وجوه الناس، مع نسمات الفجر الذي سيأتي وسيولد ثانية وثالثة ورابعة وخامسة إلى نهاية المطاف.. الشهداء نداء وأوسمة فوق صدر الوطن ونجم يهدي القوافل.
تضحية وتصميم من أجل النصر واستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة، وفي ساحة الحرب والدفاع عن الوطن والدين يكون للموت معنى، وللعروبة معنى، وها هي قوة دفاع البحرين، تقدم شهداء آخرين شاركوا في أداء الواجب المقدس، ليلحقوا بالشهداء الذين قدموا أرواحهم حماية لشرف الأمة العربية ودفاعا عن حدود الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في عمل إرهابي جبان من قبل الحوثي عبر إرسال طائرات مسيرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة رغم وجود توقف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن.
رغم الألم والحزن على شهداء الواجب الوطني المقدس والجرحى، إلا أننا نشعر بالفخر والاعتزاز، لأن الأرض التي تقدم الشهداء وتسيل فيها دماؤهم الطاهرة.. دماء الكرامة والنبل، هي بلاد عظيمة تحمل آمال الأمة نحو الأفق ولها من القوة وسع السماء.
* كاتب بحريني