دورهم يقوم على فهم المجتمعات بطريقة علمية، والتوفيق بين القرارات والاستراتيجيات العامة وحاجات الناس والمؤسسات، والفهم العميق لبنية المجتمع ككلّ، وعمليات التفاعل بين كل هذه المكونات، وقياس الآثار الإيجابية والسلبية لكل ذلك، بمعنى أن نفهم لماذا يفعل الناس ما يفعلونه، فهم يقدمون أجوبة لكل ذلك عبر استخدام وتوظيف الأدوات العلمية المحَكَّمة، فهم أقرب ما يكونون إلى وظيفة العدسة المكبرة التي تبين العلة بشكل واضح للفاحص، وبذلك يمكن العمل على تطوير وتجويد العمليات والمعالجات اللازمة لكل حالة مستقلة في إطار المجتمع الواحد، وفي ظل التحولات السريعة والكبيرة التي نعيشها، فهل عرفتهم؟ إنهم السوسيولوجيون المختصون بدراسة المجتمع، خريجو علم الاجتماع.
قبل أيام أقام عدد من أصحاب السعادة النواب اجتماعا مع جملة من خريجي علم الاجتماع لبحث سبل تعزيز فرصهم في التوظيف، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تأخر توظيفهم أصلًا والاستفادة من مهاراتهم وأدواتهم العلمية، وظل ملفهم عالقا لسنوات طويلة؟ فهم من خيرة خريجي جامعة البحرين، ويحملون درجة البكالوريوس، ويمكن الاستعانة بهم في معظم القطاعات، لأهمية دورهم القائم على فهم وتحليل تحديات المجتمع، وتقديم الدعم والتوجيه لإزالة العوائق أمام خطط التطوير، ولمعالجة الإشكاليات بشكلٍ واضح وعلمي، ولزيادة الإنتاجية والراحة والرفاهية للجميع، تخيل أن أصوات السخط من القرارات المهمة والمصيرية يمكن أن تغير إلى حالة من القبول والرضا، وذلك عبر حقن المعلومات الصحيحة اللازمة التي كانت ناقصة أو مشوهة في وريد المجتمع من خلال وسائل الإعلام، نحن نحتاجهم حاجة ماسة في ظل نشر المغرضين الشائعات والأخبار الوهمية والمغلوطة، إنهم سلاح لا ينبغي إهمال استعماله خصوصا في مرحلة التنمية والتطوير، فالمختصون في علم الاجتماع لابد أن يكون لهم موقع يعينهم على أداء وظيفتهم في مساعدة الناس والمجتمع.
* كاتب بحريني