يتحدث كثيرون عن شعور المرأة بالأمان مع الرجل، ولا يفتح أحد سيرة أن يشعر الرجل بالأمان مع امرأة ما، هذا الشعور بالأمان لا يتحقق إلا بصحبة امرأة الكرم فلسفة حياتها، كرم المرأة ينعكس على كل شيء فيها، من درجة ضبط التوابل في طعامها إلى درجة اهتمامها بكحل عينيها مرورا بكرم المودة تجاه الآخرين، المرأة الكريمة ساحرة بالفطرة، لا تدخر شيئا لسعادة من يهمها، المرأة التي لا تجيد الطبخ هي امرأة بخيلة تفوت مناسبة لإسعاد الآخرين بحجج فارغة، المرأة التي لا تهتم بنفسها هي امرأة بخيلة لا يهمها أن تقدم قدرا من الهدوء والسكينة في صحبتها، المرأة التي لا تعبر عن مشاعرها بخيلة، البخل مُنفر والكرم يملأ القلب بسهولة حتى فوهته ثم يفيض منه فيما بعد على صاحبة الأيادي السخية.
يقولون إن أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته، وهي مقولة صحيحة ولا شك فيها، لكن الأمر لا علاقة له بالأصناف، له علاقة بفتح الشهية، هناك كثيرات طعامهن بارد لا شهية فيه، هذا ما اكتسبته بعضهن من مشاهدة قنوات الطبيخ، مقادير وخطوات، ولا روح، قد يمتلئ قلب الرجل بالطعام الشهي، لكنه يصبح أسيرا للمسة ما بسيطة تغلف هذا الطعام، الطريقة التي يتم تقديم الطعام بها، التخلص من كلاسيكية المنيو، الاهتمام بتفاصيل تفتح النفس. يمتلئ قلب الرجل عندما تصبح وجبة الطعام مناسبة للبهجة أيا كانت أصناف القائمة الموجودة، يصبح قلب الرجل فارغا عندما يكون الأكل في البيت من أجل الاستمرار على قيد الحياة، بخلاف الرجل الذي يناضل للاستمرار على قيد الحياة حتى يهنأ بلحظة الطعام في البيت.
يمتلئ قلب الرجل عندما يجد شريكته صاحبة وجهة نظر، وامتلاك وجهة نظر يختلف تماما عن امتلاك مجرد رأي، وجهة النظر عبارة عن بصيرة في استخدامها لقراءة الموقف كله، محاولة للموضوعية والعدل بعيدا عن أمنيات شخصية، جزء كبير منها قائم على أن يضع الشخص نفسه مكان الآخر ليجرب ما فيه، وجهة النظر تفتش عن منطقة لم يقع عليها بصر صاحب المشكلة أو طالب المشورة، تقدم الجديد، تتخلص من كل ما هو شخصي، وتفتش بأمانة وذكاء في كل تفصيلة.
تقديم الرأي يقوم عادة على انطباعات سريعة شخصية تضلل في معظم الأوقات ولا تفيد، يمتلئ قلب الرجل عندما يعرف أن شريكته تمتلك بوصلة تقدمها له وقت اللزوم ولا يستغني عنها الرجل بداية من طريقة اختياره ملابس سيشتريها نهاية بقرارات مهنية مرورا بمشاكله الشخصية.