تتهافت الفضائيات التلفزيونية كل عام على بث محتويات إعلامية في رمضان تتضمن مسلسلات وبرامج ومسابقات، وسبب تركيز هذه الفضائيات على بث محتواها الإعلامي في رمضان يكمن في أن الأسرة العربية تجتمع بشكل كلي تقريبا في رمضان سواء قبل وبعد الفطور أو قبل وخلال فترة السحور، ما يجعل الأسرة هدفا وصيدا ثمينا لهذه الفضائيات. ولا غبار على ذلك مطلقا طالما كان المحتوى الإعلامي الذي تبثه هذه الفضائيات محتوى هادفا وله فائدة ثقافية أو دينية أو صحية أو توعوية، لكن المحتوى الإعلامي من مسلسلات وبرامج ليس هابطا فقط، بل إنه محتوى شاذ ولا يليق أبدا بقيم ومبادئ الأسرة العربية بالأشهر العادية فما بالك بشهر رمضان المعظم، الذي جعل له الله عز وجل مكانة رفيعة. 
رمضان هذا العام 2023 ليس استثناء عن أشهر رمضان الماضية من حيث انتهاك حرمته وعظمته من قبل الغالبية الساحقة من الفضائيات العربية ومن خلال بثها هذه المواد غير اللائقة لا بالشهر الفضيل ولا بالأسرة العربية المحافظة. وقد حاولنا نحن بمنتدى الأمن الإعلامي العربي أرامس، وهو من جمعيات ومؤسسات مجلس العلاقات العربية الدولية “كارنتر”، ومن خلال حملتنا السنوية حملة “كارنتر” لتعظيم رمضان، أن نشخص ونسلط الضوء على سبب هذه الحملة الشرسة على القيم العربية والإسلامية خلال شهر رمضان من خلال بث هذه الفضائيات لمحتواها السيئ هذا.
الأول يكمن في فلسفة هذه الفضائيات القائمة على أن كل ممنوع مرغوب، أو بشكل أوضح أن كل شاذ، أقصد المحتوى الشاذ طبعا، سيكون له جمهور وسيكون له صدى وردة فعل تتمثل في الاستمرار بمتابعة هذا المحتوى الشاذ. أما السبب الثاني فيتعلق في أن بعض المؤلفين أو المخرجين الذين وبشكل غير مباشر يعرضون ما تعرضوا له في حياتهم من صدمات فردية وذكريات سيئة من خلال طبعا هذه الدراما ومن خلال قصص وحوادث لا وجود لها بالمجتمع العربي إلا بنسبة واحد بالمئة. بل يتمادون في ذلك بالانتقام من المجتمع من خلال تشويه صورة الأب والأم والأخ والأخت وكل أفراد الأسرة والمجتمع.
كاتب سعودي