العدد 5233
السبت 11 فبراير 2023
banner
فضاءات لغوية رضي السماك
رضي السماك
سيرة المحامي حسن رضي
السبت 11 فبراير 2023

في مساء الحادي عشر من يناير الماضي، حاضر الدكتور المحامي الكبير حسن رضي عن سيرته الذاتية في جمعية تاريخ وآثار البحرين، وهي نفس السيرة التي سبق وأن دونتها الأستاذة باسمة القصاب في كتابها الذي جاء تحت عنوان “ارفع رأسك يا أخي”، لكنه قام بتكثيفها وتركيزها بشكل جميل من خلال روايته الشائقة لأهم محطاته على مدى ساعة كاملة، مع بعض الإضافات التي أستذكرها من خلال إجاباته على أسئلة الحضور. وأعتقد أن تدوين سيرة رضي جاء في توقيته المناسب وهو في أواسط سبعينيات عمره، بصفته محامياً شهيراً يتحلى بذاكرة جيدة، ويمتلك الكثير من خبرات الحياة في المحيط العائلي والمجتمع والحياة الطلابية والمهنية، وكذلك في ضوء ما مرت به البلاد من محطات وأحداث تاريخية مهمة. 
وهو في بداية حديثه ينوّه عن سبب اختيار العنوان الذي اتضح أنه لا صلة له - كما يبدو للوهلة الأولى - بمقولة شهيرة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وفي كل المحطات التي تحدث عنها استنطق فيها ذاكرته التي أخذ يرويها على سجيته، كما تناول في ذكرياته مواقفه تجاه القوى القومية واليسارية التي وقف مسافة واحدة تقريبا لكل منها، بما في ذلك قصة محاولات بعضها لضمه إلى صفوفها، كما ذكر بعض المواقف الطريفة المتعلقة بلهجة سترة والتي قد يجهل كثيرون من المناطق الأخرى بعض مفرداتها، وهو يؤكد أن من أخلاقيات المهنة واحترام حقوق الإنسان أن تدافع بصفتك محامياً عن أي متهم، بصرف النظر عن اختلافك الشديد مع أفكاره، وهذا ما يُذكرني بموقف المحامي التقدمي المصري الراحل أحمد نبيل الهلالي المعروف عنه دفاعه عن قضايا منتسبي الجماعات الإسلامية. 
وفي المداخلة التي أدليتها أثناء الحوار معه، أثنيت على محاضرته، وعلى خطه الوسطي الوطني العقلاني المعتدل الذي ينتهجه في إبداء مواقفه الوطنية، وقارنت بينه وبين ثلاث شخصيات لعلها تنتهج نفس هذا النهج: الأولى تتمثل في الدكتور علي فخرو، والثانية تتمثل في المرحوم جاسم مراد، والثالثة في الدكتور عيسى أمين رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين الذي أدار محاضرة الضيف، واستطاع بهذه الوسطية المعتدلة أن يكسب احترام القوى السياسية والحكومة على السواء.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية