العدد 5186
الإثنين 26 ديسمبر 2022
banner
صانع الإبداع
الإثنين 26 ديسمبر 2022

يغيب دائماً صانع الإبداع “جيمس كاميرون” ليعود بمفاجأة من العيار الثقيل، فلا يخلو ذاك الغياب مهما طال من سنوات من إنتاج عمل مميز يغرق شباك تذاكر صالات السينما حول العالم بأيادي المشاهدين الشغوفين بفنه، ويحفر بماء من ذهب في تاريخ السينما العالمية.
ليست سينما تقليدية، بل سينما ثورية، تصبر وتبذل لتعرض شيئاً لم يقدم من قبل سواء على مستوى القصة أو التكنولوجيا المستخدمة أو أية عناصر فنية أخرى تشكل جزءاً من العمل الفني الإبداعي.
وتمتلئ هذه الأيام صالات السينما بجمهور ومشاهدي الجزء الثاني من رائعة كاميرون الجديدة المتمثلة في فيلم (أفاتار)، وذلك بعد ما يقارب 13 عاماً من تقديمه الجزء الأول الذي حقق وقتها نجاحاً كبيراً، هذا الفيلم الذي لا يعد فيلماً عادياً يعرض في السينما، بل استثنائياً من الدرجة الأولى، يقدمه كاميرون كالمعتاد بمختلف الأدوار كمخرج وكاتب ومحرر فيديو ومنتج وموزع وعقل مفكر لصناعة سينمائية ساحرة. يمتد الفيلم إلى  أكثر من 3 ساعات ليكون ملحمة من ملاحم الأعمال السينمائية الخالدة التي يرسمها ويصيغها كاميرون الآتي من الشمال الأميركي من كندا تحديداً، ويسجل اسمه في تاريخ السينما بأعظم الأعمال التي تحترم عقلية المشاهد، وتتلاءم مع المرحلة والعصر الذي نعيش، بل ويسابق الزمن بمستوى الأعمال التي يقدمها.
أمثال كاميرون هم من صنعوا أمجاد هوليوود وجعلوها المتربعة على عرش السينما العالمية، وذلك باهتمامهم غير المسبوق بكل تفاصيل العمل الإبداعي من البدايات الأولى للسينما الأميركية وحتى يومنا هذا، وهو ما تحتاجه بالفعل أية صناعة سينمائية على وجه الأرض حتى تصنع مجدها، وتقدر على المنافسة، والوصول إلى المختلف الفريد، وإلى ما هو أبعد مما تم بلوغه على مستوى الفن السابع حتى الآن.
* كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية