+A
A-

يوسف من دواعيس جدعلي إلى صداقة الحيوانات وسط غابات الفلبين

قرر‭ ‬البحريني‭ ‬يوسف‭ ‬جاسم‭ ‬“أبو‭ ‬فاطمة”‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الزواج‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬السيدة‭ ‬الفلبينية‭ ‬المسلمة‭ ‬رادل‭ ‬والإقامة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018‭.‬

وفي‭ ‬اتصال‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬ابن‭ ‬منطقة‭ ‬جدعلي‭ ‬البحرينية‭ ‬يوسف‭ ‬جاسم،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭ ‬هو‭ ‬حبه‭ ‬للبساطة‭ ‬في‭ ‬العيشة‭ ‬بحياة‭ ‬الريف‭ ‬الفلبيني‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مواصلات‭ ‬الحيوانات‭ ‬“كالخيول‭ ‬والجواميس”‭ ‬في‭ ‬التنقل‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬كالسيارات‭ ‬والدراجات‭ ‬النارية،‭ ‬حيث‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الحيوانات‭ ‬في‭ ‬التنقل‭ ‬والحراسة‭ ‬مثل‭ ‬كلاب‭ ‬فصيلة‭ ‬“بسايا”‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬صديقة‭ ‬للإنسان‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اعتدال‭ ‬حالة‭ ‬الطقس‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬وتساقط‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬كل‭ ‬3‭ ‬أيام‭.‬

سفيراً‭ ‬للبحرين

ووصف‭ ‬“أبو‭ ‬فاطمة”‭ ‬نفسه‭ ‬بسفير‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقل‭ ‬الصورة‭ ‬الحسنة‭ ‬عن‭ ‬طبائع‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الفلبين‭ ‬التي‭ ‬يزورها،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬الريف‭ ‬الفلبيني‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المواطنين‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬والغابات‭ ‬الفلبينية،‭ ‬ولدى‭ ‬“أبو‭ ‬فاطمة”‭ ‬جار‭ ‬كويتي‭ ‬يدعى‭ ‬بـ‭ ‬“أبو‭ ‬محمد”‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬وهما‭ ‬صديقان‭ ‬يعتمدان‭ ‬على‭ ‬أنفسهما‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭.‬

طابع‭ ‬مختلف

ويؤكد‭ ‬جاسم‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬لها‭ ‬نمط‭ ‬وطابع‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تضج‭ ‬بضوضاء‭ ‬السيارات‭ ‬والحركة‭ ‬والسهر،‭ ‬حيث‭ ‬الناس‭ ‬التي‭ ‬تقطن‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬السهر‭ ‬وتنام‭ ‬في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ ‬6‭ ‬مساءً،‭ ‬وتستيقظ‭ ‬في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ ‬4‭ ‬فجراً؛‭ ‬لأجل‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المزارع‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬حصد‭ ‬المنتج‭ ‬الزراعي‭ ‬كالمانجو،‭ ‬التفاح،‭ ‬الموز،‭ ‬الذرة،‭ ‬والأرز،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭ ‬تأكل‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬حصاد‭ ‬الغابات‭ ‬الخضراء‭ ‬والمنتجات‭ ‬الطازجة‭ ‬كالفاكهة‭ ‬والخضار‭ ‬وشراب‭ ‬الحليب‭ ‬الطبيعي‭.‬

عسل‭ ‬للبحرين

ويعكف‭ ‬يوسف‭ ‬أبو‭ ‬فاطمة‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬دراسة‭ ‬مشروع‭ ‬تصدير‭ ‬منتج‭ ‬عسل‭ ‬غابات‭ ‬الفلبين‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وأسماك‭ ‬الزينة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المسافات‭ ‬الطويلة‭ ‬للتنقل‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬الغابات‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الفلبينية‭ (‬مانيلا‭) ‬تحتاج‭ ‬لمدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعتين‭ ‬عبر‭ ‬الطيران‭ ‬الجوي،‭ ‬وفكرة‭ ‬توريد‭ ‬“العسل‭ ‬وأسماك‭ ‬الزينة”‭ ‬متروكة‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬

تعدد‭ ‬اللهجات

ورداً‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬“أبو‭ ‬فاطمة”،‭ ‬أجاب‭ ‬أنها‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬كثرة‭ ‬وتعدد‭ ‬اللهجات‭ ‬الفلبينية،‭ ‬ولكن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يتحدثون‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬عليه‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

وعلق‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬السكن‭ ‬والحياة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الغابات‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الحيوانات‭ ‬في‭ ‬المواصلات،‭ ‬واصفاً‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬جميلة،‭ ‬ولكن‭ ‬تبدو‭ ‬صعبة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬الحياة‭ ‬الريفية‭ ‬في‭ ‬الغابات،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬النمطية‭ ‬ومجتمع‭ ‬المدينة‭ ‬وسط‭ ‬المباني‭ ‬وحياة‭ ‬الرفاهية‭ ‬والضوضاء،‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليه‭ ‬التأقلم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الريف‭.‬