+A
A-

خلال جلسة حوارية في "الشارقة الدولي للكتاب 41" "مواقع التواصل الاجتماعي" تمثّل التحدي الأكبر للرواية إيجاباً وسلباً ​


أكد عدد من الروائيين خلال جلسة "مستقبل تأليف وقراءة الروايات" التي عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 41 ، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تمثل التحدي الأبرز بالنسبة للرواية، فقد تؤثر سلباً من حيث تراجع مستوى القراءة، لكنها في الوقت ذاته تلعب دوراًإيجابياً في تحرير المواهب الشابة من سلطة النقاد.

استضافت الجلسة كلاً من الأديب الروائي د. واسيني الأعرج، والروائية نجوى بن شتوان، والروائي الإماراتي عبدالله النعيمي، وتحدثوا خلالها عن راهن الرواية العربية، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على معدلات القراءة، وقدرتها على تحقيق الجماهيرية للأعمال الأدبية والكتاب في المنطقةوالعالم.

وقال الأديب والروائي د. واسيني الأعرج: "لا أرى أن الرواية تعاني من إنذار مستقبلي، ولا أرى مخاطر على الرواية العربية، لأن هناك فائضاً مُنتجاً كبيراً بالنسبة للكتابة الروائية؛ فيجب أن نتعلم قبول المختلف وأن نكمل عملية الفرز الثقافي باعتبارها طبيعية"، مشيراً إلى أن هناك ظواهر كثيرةمرتبطة بالرواية؛ فمثلاً شكسبير تم إخراجه من مدفنه بعد 200 سنة في الوقت الذي كان غير معترف به في عصره واتهم بأنه يشوه المسرح، لكن قوة وسلطة التاريخ فرضت كل شيء، فنتذكره اليوم ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك.

وقال واسيني الأعرج: "الكم ليس دائماً دليلاً سلبياً، فلا يُخاف على الرواية لكن يمكن أن يُخاف على الشعر بصورة أكبر، فاليوم نحن نتحدث عن موت الشعر؛ وفي رأيي فإن نقاد الشعر هم الذين قتلوا الشعر، لأنه يعتبر لغة أرستقراطية منتقاه ونظاماً مركّباً، وهذا النظام جعل الشعر يمثل قيمةخاصة للنخبة، بينما الرواية التي كلما ظن الناس أنها بدأت تنتهي تعود ولديها إمكانية لاستقبال كافة المستجدات، وجنس من هذا النوع لا يُخشى عليه لقدرته على تقبل ذلك".

وأوضح أن "مواقع التواصل الاجتماعي" يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الرواية بأن تحول إلى أفلام أو مسلسلات، فإذا خرجت مواقع التواصل الاجتماعي من الدائرة الضيقة يمكن أن تجعل من الرواية قيمة ثقافية وحضارية، مشيراً إلى أن علاقة القارئ مع الكتاب الورقي مازالت كبيرة، وقضيةحقوق التأليف مقدسة.

بدورها، قالت الكاتبة والروائية الليبية نجوى بن شتوان، إن كثرة الكتّاب شيء طبيعي ولا يمثل إشكالية للرواية، لأن الدرة لا تأتي منفردة فلابد أن يأتي كاتب مرموق وسط هذا الزخم؛ فالطبيعة تستقر بعد فترة على كاتب بحجم تولستوي وماركيز وشكسبير، ومن ثم نستطيع القول بأن النخبةتأتي تباعاً.

وأضافت: "أكبر ما يواجه الرواية أو الكتابة بصفة عامة هو تشتيت "مواقع التواصل الاجتماعي" التي أخذت انتباه الناس صغاراً وكباراً وكذلك التطبيقات الصوتية والمرئية الاستهلاكية، فلم يعد هناك وقت للقراءة، وأصبحنا نحتاج إلى التحرر وهو أمر صعب لكنه ليس مستحيلاً؛ فنحنككتاب نعزل أنفسنا إذا كان لدينا عمل أو مشروع ننجزه، لكن الطرف الآخر الذي يكمل عملية الكتابة هو المُشتت، كما أن فوضى الإعلام والدعاية لأشياء غير حقيقية احترافية تأكل من نصيب الآخر".

وأشارت إلى أن الرواية تخضع مثل أي شيء للتكنولوجيا والتغير، فهي تكيّف نفسها لتعيش، ولأنها تحتوي على روح القصّ والإنسان يحب القصّ؛ فإن روح القصص لن تموت، وجوهر الرواية قائم على هذا المبدأ، ولأنها تعتمد على الخلق والإبداع وشئ به روح الإنسان، فلا أعتقد أن أي آلة فيالكون ستكتب رواية رائعة بنفس القدر الذي يلعب به الحاسوب الشطرنج أمام الناس، مؤكدة أن الرواية تنبع من الإنسان وروح الشخص، لأن الآلة لا تستطيع أن تشعر بنفس ما يشعر به الإنسان.

وقال الكاتب والروائي الإماراتي عبدالله النعيمي: "في عام 2014 قرأت مقالاً لأحد الكتاب الإماراتيين بعنوان (موت النص)، وكان يتحدث عن طغيان المقاطع المصورة والتغريدات على النص السردي الطويل، فأتذكر أنني اتصلت بالكاتب وناقشته في هذا المقال، وقلت له: هل تتنبأ أن الروايةتواجه تحدياً وجودياً في السنوات القادمة، فقال لي "نعم"، لكن اختلفت معه وقلت له إن "مواقع التواصل الاجتماعي" ستخدم الرواية على المدى الطويل وتحررها من سطوة الناقد، فستنقل النص الروائي من مجالس النقاد إلى حكم الشارع وتذوق العامة، وهذا أمر له جانب إيجابي وجانبآخر سلبي."

وأضاف النعيمي: "هل ماتت الرواية الآن؟ وجهة نظري لا، فمواقع التواصل خدمت الرواية بشكل كبير جداً، واليوم استطاع القارئ الخليجي أن يصل إلى المغرب العربي وأوروبا وكل أرجاء العالم"، لافتاً إلى أن الروائيين الخليجيين كالكاتب الكبير عبد الرحمن غيث أو عبده خان لو عاششبابهم في عصر مواقع التواصل الاجتماعي لتضاعفت جماهيريتهم؛ فهم حفروا في الصخر ليصلوا إلى الشارع المصري والمغربي لكن حضورهم الأساسي كان في منطقة شبه الجزيرة العربية".

وأشار إلى أن الكاتب الذي يظهر حديثا تصل به مواقع التواصل إلى العالمية خلال 3 سنوات، مضيفاً: "حتى الآن أستطيع أن أرى المؤشرات إيجابية وليست سلبية“.

"شغف القراء وأذواقهم"

أسئلة عميقة تثيرها كل ورشة وكل ندوة وكل فعالية في "معرض الشارقة الدولي للكتاب" في نسخته الـ 41، والتي تستمر حتى 13 نوفمبر الجاري، حيث يحفل هذا الحدث الثقافي الدولي بالعديد من الجلسات الفكرية والثقافية التي تناقش مواضيع مرتبطة بالكتاب والحياة، ومن ذلك جلسة"شغف القراء وأذواقهم"، التي استضافت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني، ورئيس تحرير مجلة "أخبار الأدب" المصرية علاء عبد الهادي، والكاتبة النيجيرية  حديزة الرفاعي، والروائية الأمريكية ليزا جاردنر، وأدارت الجلسة همسة يونس.

وقال الإعلامي علاء عبدالهادي: "إن شغف القراء الحقيقي يتولد من مثل هذه المعارض الاحترافية الصاخبة بالمعرفة"، مشيداً بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كمكان يضج بالحياة ويحتفي بأبدع ما ينتج الإنسان وهو الكتاب، طارحاً سؤال الأذواق والتغيرات التي طرأت بفعل الوسائط الجديدةمؤكداً أن أمة «إقرأ» تقرأ، نافياً اتهامات النمطية حول تراجع القراءة في عالمناً العربي، ومؤكداً أن ثمة جيل قارئ ومتعطش لكل جديد، لكن نحتاج رفع سقف الإبداع، والانفتاح على مختلف الثقافات.

كما تحدث عبدالهادي عن الشكل والمحتوى وأثرهما في سلوك القراء وتوجهات الجمهور وتحفيزه على الاقتناء، مضيفاً أنه أمر شغل اهتمام الناس، حيث التسويق أصبح يحدد العناوين الجاذبة أحياناً، لكن تبقى القيمة الفعلية للكتابة ثابتة برأي النقاد المتخصصين، وللجمهور اعتباراتهالأخرى غير الخاضعة للقياس.

وضمت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني صوتها لعبدالهادي وقالت: "إن القراءة بخير، وإن كنا نجلد ذواتنا في كثير من الأحيان"، وقدمت تفصيلات وفوارق بين الأزمنة والأجيال والوسائل، والاهتمام المنقطع النظير من قبل أجيال اليوم بكل ما يتعلق بالخيال العلمي والفضاء، ما جعلها كجدةأولاً وكاتبة قصص الأطفال ثانياً تفكر في التواصل مع أحفادها وفهم عوالمهم والاقتراب منها، والبحث عن حمولات قصصية مشوقة مليئة بالقيم والدروس يستطيع أطفال اليوم تقبلها وقراءتها دون ملل، مضيفةً أن أطفال الأمس كان باستطاعتهم قراءة قصة من مئة صفحة، وهو أمريستحيل اليوم، نتيجة لقصر النفس والميل لما هو بصري.

وتحدثت الكاتبة النيجيرية حديزة الرفاعي عن منظورها لتجربة الأدب النيجيري، وما الذي يريده الشباب، مؤكدةً أن الرواية النيجيرية في مرحلة ما تناولت مواضيع جوهرية مرتبطة بالعرق والفساد، لكن القراء اليوم يبحثون عن مواضيع جديدة أكثر ارتباطاً بالخيال، مضيفةً أن أدب الطفلالنيجيري بحاجة إلى مزيد من الإسهام في مجالاته، ويكاد يكون قليلاً، وما تزال بطلته طفلةً شقراء، في حين أنه من حق أطفال نيجيريا أن يقرأوا عن أبطال يشبهونهم ومن وحي بيئتهم. 

كما أشارت الرفاعي إلى أن نفس الأمر يرتبط أيضاً بالثقافات والتنوع في نيجيريا، فأغلب الكتاب جنوبيون، بينما توجد أقلية مسلمة في الشمال لا يعرف الناس الكثير عن ثقافتها، وانحازت الرفاعي إلى أهمية شكل الكتاب في جذب القراء موضحة بعض التجارب في هذا الأمر.

وقالت الروائية الأميركية ليزا جاردنر، إنها ككاتبة لا تتفق نهائياً مع نظرية الشكل قبل المضمون، وتحاول قدر المستطاع أن يظل جوهر الحكاية هو المحدد الأول لكل ما يجري من تغييرات لاحقة قد تطرأ على الكتاب، مبينةً أن هناك أحداثاً مهمةً تروى وتكتب لأن القصة لها تأثير، رغمتوجهات سوق المتعة والترفيه، وعلينا أن نتعامل مع هذا الأمر، وكذلك تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، التي أيضاً على الكتاب أن يركبوا موجتها، فهي ناشر قوي لهذه القصص، ومتابعيها عنصر أساسي في القصة ورسالتها.

دور جمعية الاجتماعيين في إثراء البحث العلمي

دور جمعية الاجتماعيين في إثراء المجال الأكاديمي بدولة الإمارات العربية المتحدة، هو مضمون الجلسة الحوارية التي جمعت عدداً من الباحثين المختصين في العلوم الاجتماعية تحت عنوان: "النشر العلمي المحكّم"، متناولةً أساسيات كتابة الأبحاث الأكاديمية، وطرق نشرها في المجلاتالمتخصصة.

جاء ذلك، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تستمر فعاليات الدورة الـ41 منه حتى 13 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، متضمناً العديد من الفعاليات والجلسات الحوارية وورش العمل، التي تخاطب كافة الاهتمامات والتخصصات والفئات العمرية. 

وأدار الجلسة، د. إنعام يوسف، الباحثة الأكاديمية والعضو في جمعية الاجتماعيين بالشارقة، التابعة لوزارة تنمية المجتمع، حيث عرفت بعمل الجمعية ودورها الأكاديمي، مستضيفةً د. محمد صلاح الدين مضوي، الباحث المختص في مجال المكتبات والمعلومات، والذي تبوأ مناصباً عديدةفي مختلف المؤسسات الأكاديمية بدولة الإمارات والسودان.

وقدم الدكتور مضوي، الذي انتخب رئيساً للجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات، عرضاً تقديمياً للحديث عن أساسيات النشر العلمي المحكم. مركزاً على تجربة مجلة "شؤون اجتماعية"، الصادرة عن جمعية الاجتماعيين، باعتبارها من أقدم المجلات العلمية المُحكّمة في دولة الإمارات،والأكثر انتظاماً في الصدور منذ تأسيسها العام 1984 بواقع 155 عدداً، جعلتها من أكثر المنصات المعينة على ترقي الباحثين والأساتذة في المؤسسات الأكاديمية الإماراتية.

وخلال العرض، لخص د. مضوي دراسته التحليلية لمجلة "شؤون اجتماعية"، مستعرضاً دورها البارز في البحث العلمي الاجتماعي، متطرقاً إلى العديد من المحاور التي ناقش فيها أساسيات نشر الأبحاث العلمية في المجلات المتخصصة، وكيفية التحكيم العلمي بأنواعه وأدواره، إضافة إلىأخلاقيات التحكيم العلمي، ورحلة البحث من المخطوطة الأولى، مروراً بمراجعته، والمحددات التي يُقبل البحث بموجبها للنشر أو الرفض.

ووضح مضوي في عرضه أهمية النشر في المجلات المُحكّمة بالنسبة للباحثين، التي تستوجب العديد من الشروط كالأمانة العلمية، والدقة، والحيادية، لكونها الطريق الأكثر موثوقية لبناء مستقبل أفضل للمجتمع. مستشهداً بالدور الكبير الذي تلعبه مجلة "شؤون اجتماعية"، ليس علىالمستوى المحلي والعربي فقط، ولكن عالمياً، حيث نشرت الكثير من أعدادها أبحاثاً لأكاديميين من مختلف الجامعات حول العالم، من بينها جامعات هارفرد، وأكسفورد، وباريس، وغيرها.

وتأتي أهمية هذه الجلسة من كون ضيفها واحداً من أبرز الأكاديميين الذين ساهموا في رفد المكتبة الإماراتية بالعديد من الدراسات والكتب التي أثرت المجال الأكاديمي في دولة الإمارات، عبر دراسته المتأنية له بحكم مناصبه المختلفة في جامعة العين، وجامعة رأس الخيمة للطب والعلومالصحية، ووزارة التربية والتعليم، وهي الجهود التي تكللت بدراسته التحليلية لاتجاهات البحث العلمي في دولة الإمارات على مدار ربع قرن، والتي حاز على إثرها جائزة سلطان العويس للإبداع في فئة أفضل بحث حول دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2015.

الكلمة الطبيّة 

مُحتوى طبي ودوائي ثري ومبسّط، تُقدّمه عدد من دور النشر المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، بهدف تعزيز وعي وثقافة العائلة حول أسس وطرق وأدوات العلاج المنزلي والإسعافات السريعة، التي لا بدّ من توفرها كخطوة أولى لمواجهة ما يستجدّ من أمراض أو أعراض، فيالوقت الذي يشهد فيه العالم تفشي أمراض مختلفة، بين الفترة والأخرى.

صيدليتك المنزليّة، والحدّ الأدنى من الثقافة الطبيّة، باستطاعتك الآن أن تشكّلها كما يجب، عبر الحصول على العديد من الإصدارات ذات الصلة، التي تزخر بها أجنحة الحدث الدولي الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "كلمةللعالم".

وفي هذا الإطار، يطلّ كتاب "الصيدليّة الخضراء.. دليل العلاج بالأطعمة" أحد الكتب الأكثر مبيعاً على مستوى العالم، والذي تجاوزت مبيعاته المليون نسخة، لمؤلفه الدكتور جيمس ديوك، الذي يعدّ مرجعيّة في علم النباتات الطبيّة، ليقدّم للقارئ ما ينفعه حول سرّ العلاجات الطبيعية،الذي يكمن في أطعمة المطبخ الصحيّة، إلى جانب سبل الوقاية من الإصابة بما يقرب من 80 مرضاً ومشكلة صحيّة، ويتوفر الكتاب في دار الفاروق للنشر والتوزيع.

أفضل البدائل الطبيعية للعقاقير والأدوية المتوفرة في الصيدليات والأسواق؛ يوفرّها كتاب "صيدلية الأعشاب" – دار العلم للملايين، الذي يقدّم نفسه للقارئ كمفهوم مختلف من الصيدليات، نوع تعطى فيه العلاجات العشبيّة إلى جانب العقاقير الطبية المتعارف عليها، وتُصَف فيهمستخلصات عشبة الحمى إلى جانب علب الأسبيرين، أو عشبة الأخيناشيا لتكون بين أدوية الرشح والإنفلونزا الأخرى. إلى جانب كتب أخرى توفرها ذات الدار، ككتاب "طبب نفسك بنفسك" للدكتور ترافيس ستورك، مقدم برنامج "ذا دكتورز" الشهير، وكتاب "موسوعة صحّة العائلة"،الذي يقدّم دليلاً صحيّاً شاملاً بجميع أفراد الأسرة.

مطبخك سرّ بداية العلاج والوقاية كذلك، هذا ما يحاول كتاب "صيدليتك من مطبخك" للدكتورة صهباء محمد بندق، والذي توفره شركة ميديا بروتك للنشر والتوزيع، ويستعرض الأمراض التي تصيب جميع أجزاء الجسم بعيداً عن العرض الأكاديمي والشرح الطويل، ويقدم كذلك الأعراضإلى جانب مسبباتها وطرق الوقاية منها ويشرح مجموعة مجدية وسهلة التطبيق من النصائح العلاجيّة الطبيعية لحل المشكلات الصحيّة اليومية، وغيرها.

أمّا "الموسوعة الطبيّة للأسرة" المتوفر في دار الكتاب العربي، فتوفّر دليلاً للاحتياجات الصحيّة الأسريّة، لمواجهة مئات من الحالات المرضيّة وأعراضها وطرق الوقاية منها ومعالجتها، بأساليب تقليدية وتكميلية وأكثر من 300 رسم وصورة فوتوغرافية. وليس انتهاء بكتاب "الصيدلية الشعبيّةللعلاج بالأعشاب" في دار أفريقيا للنشر، والذي يقدم من خلاله الدكتور عبد الحميد الجوهري، دراسة لجسم الإنسان والقيمة الغذائيّة للخضروات والفواكه، والفيتامينات، وحالات الشفاء بالعسل والأعشاب، وغيرها.

قصة كتابة الرواية الأولى

أكدت الكاتبتان الشابتان عائشة الظاهري ونوف الحضرمي أن التخطيط لكتابة الرواية الأولى يمر بتحديات تصاحبها المحفزات في نفس الوقت، وأن القراءة وتكوين جمهور عبر الإنترنت والتعريف بالتجارب الإبداعية منذ بداية انطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يخدم الكاتبات ويوفرلهن في المستقبل القراء الذين يتابعون أعمالهن ويقتنون كتبهن.

جاء ذلك في جلسة بعنوان "لماذا كتبت روايتي الأولى"، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أدارها وليد المرزوقي، وطرح فيها مجموعة من الأسئلة على الكاتبتين الموهوبتين، ضمن برنامج الكتّاب الإماراتيين الشباب، الذي يعد من البرامجالجديدة في المعرض.

وخلال مشاركتها أشارت الكاتبة الشابة والمحامية عائشة الظاهري إلى أنها تميل إلى كتابة القصص الساخرة التي تعالج الظواهر الاجتماعية، وتتمنى أن تسهم كتابتها في تغيير واقع الشباب ودفعهم إلى التخلي عن أية ظواهر سلبية كلما ظهرت، حفاظا على العادات والتقاليد الراسخة وتضمينأدب الشباب رؤية تجمع بين فنيات الكتابة وشروطها الضرورية وبين حماية القيم الأصيلة.

وأضافت الظاهري أنها بدأت الكتابة كرد فعل حفزها على المشاركة بقلمها في كتابة قصص ومذكرات ويوميات كانت الجسر الذي أوصلها إلى إصدار كتابها الأول عام 2018، إلى أن أصبحت الكتابة بالنسبة لها المتنفس الذي تعبر من خلاله عن موقفها ورغبتها في المشاركة في تأمل الواقعورصد ظواهره.

وركزت في حديثها عن روايتها "ذات العشرينية" التي استلهمت أحداثها من بيئة عملها المهني في المحاماة، حيث جمعت فيها بين الخيال والواقع، وسردت قصة فتاة واجهت انتكاسات في مسيرة حياتها، فقررت الكاتبة توظيف القصة ليكون فيها درس يحمي من تقرأها من الوقوع في الخطأالذي ارتكبته بطلة الرواية.

وبدورها تحدثت الكاتبة الشابة نوف الحضرمي عن مبادرة لها بعنوان "ورقة وقلم" أصبحت تقدم عبرها الاستشارات الأدبية للفتيات والشابات اللواتي يرغبن في دخول عالم الكتابة والنشر، وتضع تجربتها أمامهن، وتخبرهن كيف بدأت الكتابة وأين نشرت كتبها التي وصلت إلى 7 إصدارات،رغم أنها كانت تعاني حتى سن الـ13 من صعوبات في التعلم والقراءة.

وأوضحت الحضرمي أنها دخلت عالم القراءة والكتابة وأنها كانت صديقة نفسها خلال فترة من العزلة التي واجهتها بسبب بعض التنمر، إلى أن عثرت على صديقة أسهمت بدور كبير في تشجيعها على خوض تجربة الكتابة التي تعالج الروح وتلهم الآخرين من خلال القراءة.

وختمت مشاركتها مشيرة إلى الدور الأساسي لأسرتها التي شجعتها ودعمتها خلال خوضها للمسابقات ونشر المشاركات الإبداعية في المنتديات الإلكترونية، إلى أن تمكنت من تكوين جمهور من المتابعين الذين شجعوها بدورهم على مواصلة رحلة الكتابة والانتقال إلى طور طباعة الكتاب الأولالذي حمل عنوان "19 جرعة أمل". 

يشار إلى أن دور النشر الإماراتية المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ41، تحظى بإقبال كبير من قبل القراء الشباب في الإمارات الذين يحرصون على اقتناء أحدث الروايات والقصص الإماراتية المكتوبة بأقلام شابة.

ويحفل البرنامج الثقافي للمعرض بسلسلة فعاليات وجلسات حوارية تستضيف الكتاب والكاتبات الشباب وتنظم لهم ورش عمل حول الكتابة، في إطار برنامج  الكتّاب الإماراتيين الشباب، الذي ينظم هذا العام للمرة الأولى، ويتزامن مع الفعاليات المستمرة للمعرض في مركز إكسبو الشارق حتى13 نوفمبر الجاري.

الشعر الشعبي مرآة مجتمعه 

استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، الباحثة والأستاذة الجامعية د. مريم الهاشمي، في جلسة حوارية حملت عنوان آخر مؤلفاتها "الشعر في الخليج بين الشعبي والفصيح"، تناولت فيها الأثر الاجتماعي والثقافي للشعر في الخليج.

واستعرضت الهاشمي، خلال الجلسة التي أدارتها عائشة الرويمة، محاور كتابها الفائزة بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الرابعة 2022، والصادر ضمن منشورات المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة.

الهاشمي تحدثت عن اتجاهات الشعر بين الفصيح والنبطي والجامع المشترك، والسياقات التاريخية والفنية، معرفة الشعر الشعبي أو النبطي، بأنه بدأ بتحوير للفصحى، حيث اتكأت في دراستها على المقومات الجغرافية والقومية والمصطلحات، مبينة أن أغلب الباحثين ذهبوا إلى أن الشعرالشعبي بدأ فصيحاً، لأن الشعر الفصيح نفسه تغيرت أشكاله، ومن ذلك دخول الموشحات الأندلسية، ذات الإيقاع الموسيقي السهل.

وحول إدراج الشعر الشعبي في المناهج التعليمية، قالت بأنه أمر جيد لأن هناك تجربة في إدراج "السنع"، تقدم خصال وعادات المجتمع الإماراتي وأخلاقياته، والشعر الشعبي حامل للسنع والقيم، مضيفة أنها كأكاديمية مختصة بالنقد كانت مهتمة منذ سنوات بالعمل على سد فجوة قلةاهتمام الطلاب باللغة العربية الفصحى، لكنها لاحظت في السنوات الأخيرة عدم معرفة بعض الطلاب بموروثهم اللغوي المحلي، نتيجة لخيارات دراسية شخصية مرتبطة بلغات أجنبية، ما يشكل خطراً على الموروث اللغوي الشعبي.

وأضافت الهاشمي أن كل نوع من الأنواع الأدبية هو مرآة للمجتمع، والشعر الشعبي يقدم انعكاساً عميقاً لواقع الناس وحياتهم، مبينة بأننا نحتاج قاعدة معرفية عن التراث، خاصة فيما يتعلق بالشعر الشعبي، لأن هذا الشعر له علاقة قوية بالموروث والألغاز والأهازيج والحكايات والأماكن،وتوجد فيه ملامح البيئة الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية لأنه الأكثر تعاطيا مع الناس، لذلك فهو أداة اتصال جماهيري، وله تأثير عظيم في منظومة القيم وفي الوجدان الجمعي، وراهنا هناك مبادرات عديدة تخرج من الخليج تدل على مكانة هذه الألوان الشعرية.

كتّاب أدب تشويق

أكد الروائي الأميركي دانيال بالمر، والروائي الإماراتي الشاب سعيد الزيودي المتخصصان في أدب التشويق أن الخيال هو حامل الحكاية في هذا النوع من الفن الروائي، جاء ذلك في جلسة ضمن جلسات معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ 41، استضافت الكاتبين، وحملت عنوان "أنتتحب التشويق"، وأدارتها منى المصري.

الكاتب والروائي الأمريكي دانيال بالمر، كشف أنه دخل عالم الرواية بالصدفة، مع أن له محاولات كتابية كان والده يشجعه عليها، وقد اشتهر والده مايكل بالمر، وهو طبيب وروائي، بكتابة روايات التشويق التي تغوص في عالم الطب والأمراض.

وقال: "حين توفي والدي سنة 2013، اتصل ناشر أعماله بي وسألني إن كانت استطيع إكمال السلسلة التي كان والدي يكتبها، ففكرت في الأمر، وهو عالم مثير يتطلب خيالاً وتشويقاً، وقد كنت مولعاً سابقاً بهذا الأدب وقرأت للكاتب ستيفن كينغ في مجال التشويق وآخرين، فالكاتب لابد أنيقرأ كي يكتب"، مضيفاً كنت أبحث كثيراً، وأستشير الأطباء في الجزئيات التي أحتاج في روايتي فقط، وأمزج بين العلوم والمتعة، لأقدم رسالة أمل.

وقال بالمر: "مهمة كاتب التشويق أن يظل محتفظا بالقارئ حتى لا يضيع في غابة المضمون، وأن لا يمل من القراءة، من خلال أحداث مليئة بالحركة والتناقضات تتطلب أن تكون للكاتب رؤية عامة من خلال القراءة المستمرة لما كتب وإعادة الصياغة، لكي يصل إلى التوازن بين النزاع فيالقصة".

وأضاف بالمر: "روايتي شريرة نوعا ما، أهتم فيها بالشخصيات، وتلك النصيحة الأولى من والدي، حيث لم يكن بطل قصتي الأولى مقبولاً أو محبوباً، فقال لي أن أجعله يربي كلباً في الجزء الثاني من هذا الكتاب، ما أعطاه بعداً أكثر راحة، فكسبت الكثير من الأشياء من خلال تلك النصيحة، علىمستوى التطور في الكتابة والخيال وإثراء الشخصيات، وكذلك على مستوى نجاح الكتاب".

الكاتب الإماراتي الشاب سعيد الزيودي، صاحب رواية التشويق "الفريسة"، وهي سلسلة حكايات عن آكلي لحوم البشر، قال: "أنا أميل إلى مواضيع الإثارة والغموض، لأن الكتابة لا حدود لها، وأنا أحاول طرق مساحات غير متناولة، تعتمد على الخيال وتقتبس أحياناً من الواقع، لأن الفكرة تأتيمن الحياة، من مشاهداتنا اليومية، من نوافذ مواقع التواصل الاجتماعي، كما تستهويني  المواضيع التي يخافها الناس أو تشكل جزءًا مظلماً من تفكيرهم، كالجن، وقد كتبت عن هذا، لذلك أنصح الكتّاب بالكتابة عن كل ما يخطر ببالهم، لأن الكتابة تطورنا وتعلمنا الكثير".

وعن تجربته في الكتابة أوضح الزيودي أنه أراد أن يكتب عن كل شيء، فوجد نفسه في عالم التشويق، وهو عالم مخيف لكنه جزء من حياتنا، ويكون واقعاً أحياناً، كما تحدث عن العنوان واختلافه عن المضمون والتغييرات التي قد تطرأ في ذهن الكاتب، ضاربا مثالاً بأن كتابه "الفريسة" كانعنوانه الأول “الحسناء".​

“بروكرييت"و صناعة "القصص المصورة"

هل تختلف نظرة صانع الأفلام والرسوم المصورة التقليدي عن نظيره في زمن تطبيقات "الآيباد"؟ معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ41 يكشف عن إجابة هذا السؤال عبر ورشة استضافتها منصة "القصص المصورة"، ونظمتها شركة "سكيل دير" تحت عنوان "برنامج بروكرييت"،وتأتي انطلاقاً من توجه الأجيال نحو تعزيز مهاراتهم في مجال تصميم الرسوم المتحركة عبر التطبيقات الذكية.

واستطاع الحضور خلال الورشة تعلم كيفية استخدام أدوات البرنامج المتخصص بتصميم الرسوم المتحركة وإبداع الوجوه والحركات والتعبيرات المناسبة للقصة التي يصممونها، إضافة إلى الاستخدامات المتعددة التي يترجم من خلالها المستخدم تقنيات التصميم في رسم المحتوى وتأليفالكتب المصورة.

وحول نظام الورشة وآلية العمل، تحدثت جريس فواز، قائلة: "باستخدام أجهزة الآيباد، نسعى من خلال 3 جلسات يومية طيلة أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى تعليم حضور المعرض أولاً على تطبيق "بروكرييت" وخيارات الاستخدام التي يتميز بها، ودور كل واحدة من أدواته، وهيضرورية في فهم المستخدم أولاً لتفاصيل التطبيق قبل البدء به، بعد ذلك ننتقل مع المشارك إلى تنفيذ الأفكار التي تخطر على باله ليترجمها إلى قصة مصورة أو عمل إبداعي، وفي هذه المرحلة تظهر الفوارق بين الشباب في تكوين رؤية فنية تعتمد على سعة خيالهم وتجاربهم مع تطبيقاتتصميم الصور والرسومات".

وأضافت: "أوصي الطلاب بأن يستثمروا أفكارهم الإبداعية على أرض الواقع عن طريق الرسومات، وأركِّز لهم على أهمية الأفكار في الإبداع، وأن يدونوا كافة الأفكار التي تخطر على بالهم ولا يستهينوا بها، لأنها قد تكون في المستقبل أرضية لقصة مصورة غاية في الروعة، وأضرب لهم أمثلة حيةعن تجارب رائدة لأفكار لم يكن يخطر على بال أصحابها أنها ستصل إلى شخصيات عالمية معروفة لدى الجميع“.

الرسوم الكرتونية على الغلاف 

أثارت الإعلامية شيخة المطيري تساؤلات حول حضور الرسوم الكرتونية في كتب الأطفال، ووجهت عدداً من الأسئلة للضيوف حول حاجة العالم للمزيد من كتب الرسوم الكرتونية، وكيف تفتح الرسوم الموجودة في صفحات الكتب، في شكلها وإيقاعها وحديثها وحوارها معنا، مجالاتجديدة في الحياة. 

جاء ذلك في ندوة ثقافية خلال فعاليات "معرض الشارقة الدولي للكتاب" في دورته الـ41، استضافت الكاتب والفنان الأمريكي لينكولن بيرس، رسام الكاريكاتير ومؤلف سلسلة كتب القصص المصورة "بيغ نيت"، والكاتبة والفنانة الإماراتية فاطمة العامري.

وفي معرض حديثه عن قدرة الرسومات على إيصال فكرة الكتاب والكلمات للقارئ، أشار الكاتب والفنان الأمريكي لينكولن بيرس إلى ضرورة التمرس في الكتابة لأن الكلمات تأتي أولاً وعلى الكاتب أن يمرن نفسه على الكتابة لأن الصورة أقل أهمية من الكلمة، ويمكن للكاتب أن يكتب قصة ممتازةإذا نجح بابتكار شخصيات جذابة، وحوار سلس وواضح حتى لو لم تكن الرسوم الكرتونية جميلة جداً، ولكن إذا كان النص رديئاً فالقارئ سيمتنع عن قراءة الكتاب حتى لو كانت رسوماته جميلة، لأنها تكمل القصة التي يريد المؤلف كتابتها.

وقال: "بدأت علاقتي مع الشخصيات الكرتونية خلال طفولتي، حيث أنني أحببت الرسوم الكرتونية (الكوميكس) في الصحف اليومية، وهي قصص صغيرة جداً تروى في بعض الأعمدة، وكانت الشخصيات محدودة في القصص، وكلما قرأت أكثر، تعرفت جوانب وتفاصيل الشخصيات، وعلىأشكال السرد القصصي المختلفة، وأدركت أن القصة الجيدة ستنال إعجاب القراء سواء في ألف صفحة أو في بضعة أعمدة، وأن الشيء الوحيد الذي يقيد الكاتب هو مخيلته، وعندما بدأت تعليم نفسي كتابة القصص المصورة (الكوميكس)، ساعدني التمرين على تطوير الشخصيات".

وأضاف: "تعلمت عبارة (القارئ المتردد) عندما بدأت كتابة روايات اليافعين، واكتشفت أن الأولاد أكثر تردداً في القراءة من البنات وهن في الحقيقية قارئات أفضل من الأولاد، ويتمثل هدفي الأساسي من تأليف كتب الأطفال هو أن أجعلها ممتعة، لأنني مفكر بصري، وأردت إضافة الرسوماتإلى القصص، لأن قراءة الكتب المصورة تمهد الطريق أمام القارئ المتردد وتحفزه على قراءة قصص أطول وكتب أكبر".

من جانبها، أكدت الكاتبة والفنانة الإماراتية فاطمة العامري أن غلاف الكتاب هو البوابة الأولى التي ندخل منها إلى الكتاب، وأن الرسم يلعب دوراً كبيراً في جذب انتباه القارئ، حيث نجد في الغلاف صورة أو شكلاً معيناً يجذب انتباه الناس الذين يميلون للسرديات البصرية المرئية وتشدهمالصورة لأنها تتضمن مجموعة من العناصر التي تجعل الرسوم تتكلم والشخصيات تحاور، فالغلاف هو الصوت الذي ينادي القارئ، والرسومات داخل الصفحات أحياناً تترجم النص تماماً كما هو، وأحياناً تضيف أشياء خفية تعطي طابعاً إضافياً للنص، كأنها حكاية وراء النص يتفاعل فيهاالرسام مع الكاتب لتجسيد تفاعل النص مع الصورة.

وأضافت: "اتجهت مجموعة من دور النشر والكتّاب إلى جعل الكتاب يتكلم مع الطفل، ولم يعد الموضوع مجرد شخصية تكلم الطفل، وأصبح هناك جانب آخر للكتب التفاعلية يختلف عن الألغاز والأسئلة، حيث أصبح هذا الأسلوب قديماً، خصوصاً مع تعامل أطفالنا اليوم مع الهواتفالذكية وأجهزة الحاسوب، فإذا خرجنا عن الإطار التقليدي لفكرة الكتب التفاعلية، نجد أن التفاعل عملية أكبر من الإجابة على سؤال أو استنتاج حكمة أو رسالة معينة من النص، والتفاعل الحقيقي في مبدئه الجديد يتطلب من الكتّاب محاورة الطفل من خلال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلىتقديم مواد تفاعلية تحرك حواس الطفل الأخرى مثل اللمس والسمع".

ونوهت إلى نجاح تجربة إشراك الطفل في صناعة الكتاب، حيث يتم عرض الكتاب على الطفل قبل إصداره، لقياس تأثير كتاب معين على الطفل واستشراف مدى تأثيره على أقران هذا الطفل، لأن الأطفال كائنات خلاقة تساعد على تحريك الخيال، وتعطي الكاتب زاويا مختلفة عن الفكرة التييناقشها في كتاباته.

"الدحيح" 

هل فكرت يوماً كيف تعد حلقات البرامج العلمية على موقع يوتيوب؟ هذا هو السؤال الذي قام بالإجابة عليه فريق البرنامج العلمي الشهير "الدحيح"، في ورشة خاصة بمحطة التواصل الاجتماعي، احتضنتها الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

واستضافت الورشة كلاً من الدكتور أحمد رجب، رئيس تحرير المحتوى بالبرنامج، إلى جانب الدكتور أحمد جمال سعد الدين، المحرر والمدقق العلمي، اللذان أخذا الحضور إلى ما وراء كواليس البرنامج، متحدثين عن تجربتهم الشخصية في كتابة حلقاته، بعد أن أطلقه الغندور في العام2014، وهي الرحلة التي تحول فيها "الدحيح" من مجرد محتوى مصور في غرفة باحث علمي، إلى فريق عمل متكامل أقرب ما يكون إلى مختبر علمي لإنتاج المحتوى.

تحدث الكاتبان بالتفصيل عن مراحل إعداد الحلقات، من اختيار الفكرة، وكتابة مسودتها الأولى، مروراً بعملية البحث الدقيقة في "المصادر"، ذلك الركن الأساسي من عملية الإعداد، الذي لطالما يشير إليه الغندور في نهاية كل حلقة من "الدحيح"، الأمر الذي يعزز من مصداقية البرنامجوأمانته العلمية.

وبجانب المحتوى البحثي، تناولت الورشة أيضاً الجانب الترفيهي من البرنامج، الذي استطاع عبر أسلوبه في تبسيط العلوم من تحقيق أكثر من 250 مليون مشاهدة لحلقاته في مواسمه المختلفة منذ انطلاقه، مع التركيز على الفقرات التمثيلية "الإسكتش" التي يؤدي فيها أحمد الغندور مشهداًفكاهياً في مقدمة كل حلقة، اعتبرت جزءاً من هوية "الدحيح"، بجانب الجمل الطريفة التي تعتمد على المفارقة، الأمر الذي خصص له فريق العمل كاتباً خاصاً، هو عبد الرحمن جاويش، والذي كان من حضور الورشة.

وللتدليل على أهمية الفكاهة، شرح الكاتبان المستويات الخمسة التي تواجه كاتب المحتوى العلمي، حيث تبدأ من الأطفال حتى سن الثامنة، وطلاب المدارس المراهقين، فالجامعيين، فالأكاديميين المتخصصين، انتهاءً بالعلماء والأساتذة من حملة الشهادات العليا. 

وفي الإجابة عن أسئلة الجمهور، رفض فريق "الدحيح" فكرة أن يكونوا منافسين لأي برنامج آخر، قائلين أن "الدحيح" لا ينافس إلا نفسه، فبعد إنتاج كل حلقة، يتصل الكتاب ببعضهم البعض لتبادل الآراء، وأن أهم ما يدور ببالهم هو إن كانت الحلقة الجديدة التي نشرت على موقع يوتيوبأفضل من سابقتها أم لا، واضعين في عين الاعتبار أن يبقى كل عضو في فريق البرنامج  - والذين بلغوا 100 شخص - يواصلون القيام بما يحبون فعله، كون ذلك هو ما يشعرهم بالتحقق.

"شركة منصة للتوزيع" 

ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أطلقت جمعية الناشرين الإماراتيين الموقع الإلكتروني الخاص بـ"شركة منصة للتوزيع"، دعماً لأعضاء الجمعيّة وسعياً لتطوير وتسهيل آليات تسويق إصداراتهم وإتاحتها لجمهور القراء في معارض الكتب المحليةوالدولية، وعبر الإنترنت.

ويستهدف إطلاق الموقع لـ "شركة منصة للتوزيع" على الرابط www.menassah.ae تحقيق نقلة إضافية لجهود الجمعية في التسويق الإلكتروني لإصدارات أعضائها من الناشرين والمؤلفين الإماراتيين، ومساعدتهم على عرض أعمالهم أمام أكبر عدد ممكن من المهتمين عبر الإنترنت، ما يفتحالمجال أمام الكتاب الإماراتي لدخول أسواق جديدة وتوسيع نطاق أعمال الناشرين والمؤلفين خارج السوق المحلية.

وعقب إطلاق الموقع الإلكتروني الذي يتيح للجمهور شراء الكتب إلكترونياً ضمن تصنيفات حسب حقول التأليف وأصناف الكتب، دعت جمعية الناشرين الإماراتيين كافة الناشرين والمؤلفين والكتاب والأدباء والباحثين في الإمارات لتقديم طلبات توزيع أعمالهم والتوقيع على عقود تسويقكتبهم عبر موقع شركة التوزيع.

وتتضمن اختصاصات "منصة للتوزيع" تقديم خدمات متكاملة للمؤلفين والناشرين والقراء محلياً وعربياً وعالمياً، تضم تحرير وتصميم وإنتاج الكتب وتسويقها بأحدث الوسائل والتقنيات. وهي متوافرة باللغتين العربية والإنجليزية، كما تمثل نادياً للكتاب تتوافر فيه مدونات يمكن للقراءالتفاعل من خلالها بهدف خلق بيئة ثقافية تفاعلية عبر الفضاء الإلكتروني للكتاب العربي، حيث تسعى "جمعية الناشرين" مستقبلاً إلى تطوير الموقع ليكون أكبر شركة توزيع تركز على الكتب العربية في المنطقة. 

وقال الأستاذ راشد الكوس، المدير التّنفيذي لجمعيّة النّاشرين الإماراتيّين: "نجدد الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لما يوليه سموه من اهتمام بالثقافة والكتاب ضمن المشروع الحضاري الكبير للإمارة، وبإطلاق الموقعالإلكتروني لمنصة التوزيع، التي أمر سموه بتأسيسها، تتوفر لدى الجمعية خدمة استراتيجية جديدة تقدمها لأعضائها ولجميع الأدباء والمؤلفين والباحثين في الإمارات، تجمع فيها بين إمكانية توزيع الكتب عبر المعارض وبين التوزيع الإلكتروني عبر الإنترنت، ضمن توجهات الجمعية ومساعيهاالدائمة لمواكبة اهتمامات القراء الراغبين في الحصول على نسخ إلكترونية من الكتب، مع الاستمرار في توزيع الإصدارات المطبوعة بالشكل التقليدي".

ويشار إلى أن "شركة منصة للتوزيع" تتبع جمعية الناشرين الإماراتيين، وتستهدف تقديم حلول لإشكالات التوزيع التي تولّدت خلال تفشي جائحة كورونا وترافق معها ارتفاع رسوم نقل وشحن الكتب، وتعذر على العديد من الناشرين المحليين تسويق كتبهم وإيصالها إلى القراء خارج الإمارات.

ومن المتوقع أن تسهم الشركة في زيادة رقعة توزيع إصدرات الناشرين في الإمارات وتخفيف الأعباء المالية عنهم بتوفير النصيب الأكبر من تكاليف شحن الكتب مقابل رسوم رمزية وفقاً لعقود اشتراك وطلبات يتقدم بها الناشرون للحصول على خدمة توزيع مطبوعاتهم.

وكانت جمعية الناشرين الإماراتيين قد أعلنت عن شعار ورؤية "منصة للتوزيع" خلال الدورة الماضية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتسعى إلى جعلها المصدر الأول للكتاب الإماراتي والعربي، ضمن جهود الجمعية للمساهمة في توسيع رقعة القراءة في المنطقة والعالم، تماهياً مع مشروعالشارقة الثقافي  القائم على نشر المعرفة وثقافة القراءة والاهتمام بصناعة ونشر الكتاب.

وستقدم الجمعية من خلال شركة التوزيع خدمة إيصال الكتب إلى منافذ البيع في المكتبات وإلى القراء بأسعار تنافسية لتوفير تكاليف نقل الكتب داخل الدولة وخارجها، بالاعتماد على التعاقد مع شركات محلية رائدة في صناعة الكتاب وتقديم الخدمات اللوجستية.

وتأسست "جمعية الناشرين الإماراتيين" عام 2009، بهدف خدمة وتطوير قطاع النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة والارتقاء به، والنهوض بدور الناشر من خلال برامج التأهيل والتدريب التي ترفع كفاءته، وتعمل الجمعية على رعاية العاملين في قطاع النشر بالدولة، وتحسين شروطالمهنة والقوانين الخاصة بها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالنشر داخل الدولة وخارجها.

"سلامة الطفل"

تشارك إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بجناح في الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، الذي يستمر حتى 13 نوفمبر الجاري، ,وتنظم الإدارة في منصتها لهذا العام لعبة توعوية تتضمن طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقةبسلامة الطفل والتي تهدف لرفع الوعي لدى الأطفال واليافعين وأولياء أمورهم بشأن تدابير السلامة في الحياة اليومية.

وتستهدف الفعالية جميع زوار المعرض من فئة الأطفال واليافعين من مختلف الفئات العمرية وطلاب المدارس من جميع أنحاء الدولة، حيث تضمنت الأسئلة التفاعلية على العديد من الجوانب التوعوية المتعلقة بسلامتهم في المركبة  وآلية التعامل مع حالات التنمر بالإضافة إلى تعريفهمبأرقام النجدة مثل الشرطة والدفاع المدني والإسعاف وغيرها الكثير

 ويأتي تنظيم اللعبة التفاعلية سعيا من "سلامة الطفل" لتمكين المشاركين فيها خلال أيام المعرض من التعرف على أساليب تجنب الخطر والتوعية بقواعد السلامة العامة داخل وخارج المنزل وعلى متن المركبة والحافلات المدرسية، وكيفية تجنب التنمر، واتباع قواعد الأمن الإلكتروني،وغيرها.

وتتيح "سلامة الطفل" المشاركة في اللعبة من خلال زيارة المنصة في الفترتين الصباحية والمسائية بمعدل 5 جلسات في كل فترة، حيث تنظم بأسلوب تفاعلي يتطلب من الأطفال واليافعين المشاركة في نشاط يعتمد على لعبة صغيرة يصطاد خلالها المشارك  من صندوق "بحيرة سلامتي"الأسئلة ثم يحاول الإجابة عنها ليتعرف على تدابير السلامة ضمن موضوعات حملات التوعية التي تنفذها سلامة الطفل.

 وحددت "سلامة الطفل" جوائز فورية للأطفال واليافعين المشاركين في اللعبة التفاعلية تشمل دمى تحمل شعار الحملة التوعوية السنوية لإدارة سلامة الطفل "سلامتهم أولاً" بالإضافة لقصص توعوية.

"بينوكيو على الجليد“ 

شهد مسرح معرض الشارقة الدولي للكتاب في يومه السادس، تقديم عرض مسرحي ممتع للأطفال عن الشخصية الكارتونية الشهيرة "بينوكيو" حمل عنوان "بينوكيو على الجليد".. تلك الشخصية الشهيرة بأنفها الذي يزداد طولاً عندما يكذب.

شهد العرض حضور عدد كبير من الأطفال وطلبة المدارس الذين تفاعلوا معه، خاصةً وأنه تم تقديمه بطريقة استعراضية اعتمدت على التمثيل الحركي الصامت باستخدام الإضاءات المتعددة والألوان المبهرة مع أداء العرض بتقنية التزحلق على الجليد، بينما يروي الراوي تفاصيل القصة.

وتضمن العرض استخدام الرسوم المتحركة 3d على الشاشة الخلفية لمقدمي العرض، بصورة مبهرة ولافتة للأطفال، فيما تم استخدام الموسيقى التشويقية متعددة الإيقاعات خلاله.

قدّم العرض "داي دريمز إنترتاينمنت"، وتضمّن تقديماً لشخصية بينوكيو الطفل المصنوع من الخشب، والذي صُنفت قصته كواحدة من أشهر قصص الأطفال على الإطلاق، حيث حققت شخصية بينوكيو شهرة عالمية بفضل الرسوم الكرتونية التي أنتجتها مؤسسة ديزني في حدود عام1940.

تجربة ممتعة في العثور على الكتب

أصبحت عملية عثور زوار الدورة الـ41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" على كتبهم ودُور نشرهم المفضلة عملية سهلة، حيث يحصل الضيوف والزوار على كافة المعلومات التي يحتاجونها من خلال التسهيلات التي تقدمها "هيئة الشارقة للكتاب" ابتداءً بكتيّب الفعاليات، والشاشات التفاعلية المنتشرة في قاعات وردهات المعرض، ومكتب الاستعلامات الرئيسي عند مدخل "مركز إكسبو الشارقة"، والفرعية عند مدخل كل قاعة، والمتطوعات والمتطوعين الذين يرشدون الزوار ويجيبون على أسئلتهم واستفساراتهم.

وفي ضوء الإنجاز الذي حققه "معرض الشارقة الدولي للكتاب" 2022 كأكبر معرض كتاب في العالم على صعيد بيع وشراء حقوق النشر للعام الثاني على التوالي، وملايين الكتب المعروضة فيه، أثبتت هذه الأدوات والخدمات فاعليتها في مساعدة الجمهور وتسهيل عملية عثورهم على الكتب التي يبحثون عنها بسهولة، وبشكل خاص كتّيب المعلومات الذي أصبح الكتاب الأكثر طلباً واستخداماً في دورة العام الجاري من المعرض.