+A
A-

ندوات أدبيّة عروض ومناقشات مستمرة في "الشارقة الدولي للكتاب"


أكّد روائيون أنّ العلاقة الحتميّة بين المؤلف والقارئ تعدّ علاقة تأثر وتأثير متبادل، مع ميل بسيط نحو تأثر أكبر للقارئ بالكاتب، بحكم أنّ القارئ يقرأ ليتفاعل مع العديد من الكتّاب والمؤلفين في آن واحد، بينما يكتب المؤلف ليعبّر عما يراه وما يريد أن يقرأه، مع ضرورة حرص الكاتب على الحفاظ على الوعود التي قطعها للقارئ الذي قرّر اقتناء إصداره أي كان، على اعتبار أنّ هناك عقداً غير مكتوب بين الكاتب والقارئ، وتشارك في العواطف، مع اختلاف زوايا النظر وأشكال التفاعل.
جاء ذلك خلال ندوة "حوار المؤلف والقارئ" التي أقيمت ضمن فعاليات "معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022" الذي تنظمّه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "كلمة للعالم" وتستمر فعالياته حتى 13 نوفمبر الجاري. حيث استضافت الندوة كلاً من الروائي الليبي محمد النعّاس، والروائي الكويتي خالد النصرالله، والروائيّة الإيطالية فيولا أردونيه، فيما أدارتها الإعلاميّة راما مهنا.
وقال محمد النعّاس: "إنّ الكاتب ليس بحاجة إلى أن يتأثر بالقارئ، بمدى تأثر الأخير بالكتابة والمنتج الأدبي الذي أصدره المؤلف، أو الطريقة التي دخل بها القارئ إلى مغامرة القراءة، هل هي بداعي الاستكشاف وحب الاطلاع على هذه التجربة أم دخل بداعي التجارب السابقة، فكل تجربة أدبيّة هي بحد ذاتها تجربة جديدة ربما تكون مختلفة عن سابقاتها، والكاتب يحاول أن يفرّغ عقله للاستمتاع بها. الكاتب في نهاية المطاف يجب أن يكتب قصة أو رواية أو منتج أدبي يمكن للقارئ أن ينهيه، والقارئ علاقته بالكتاب أن يستكشف تلك القصّة ويخرج في النهاية بما يريد، وهذا الأمر لا يجب أن يؤثر على الكاتب لأنّ وجهات النظر تتباين من قارئ إلى آخر".
بدوره قال خالد النصرالله: "في السابق ربما كانت العلاقة بين القارئ والمؤلف منفصلة ولا يوجد محطات تلاقي كثيرة، ولكن اليوم تغير الحال، فالكاتب يطلب من القارئ التفاعل، وعلى الكاتب مقابل ذلك أن يتقبل هذا التفاعل مهما كان نوعه، وأن لا يخشى ردة فعل القارئ فهي في النهاية تغذية راجعة قد تقدّم الفائدة للكاتب من حيث يعلم أو لا يعلم، المهم أن يكتب المؤلف بصدق لأنّ مهمته تنتهي عندها، ويبدأ دور القارئ في التلقي". وأضاف: "إن النصّ الذي يستفزّ القارئ هو ذاته النصّ الذي يستفز الكاتب، مع أنّ القارئ متعدد المزاجيات ويصعب اصطياده أو تحديد هدف معيّن لاستفزازه من خلاله، لذلك نؤكّد على أن أهم عناصر تميز الكاتب يكمن في الصدق".
من جانبها أشارت فيولا أردونيه إلى أنّ الحدّ الحقيقي الذي يجب على الكاتب أن ينظر إليه هو أن لا يتسبب في شعور القارئ بالخيبة الأدبيّة، فالعلاقة بين الطرفين علاقة تفاعلية متنامية، والكاتب المبدع لا يترك أثر ضعف أو إحباط لدى القارئ، الذي بدوره قد يؤثر على أحداث القصة أو الرواية أكثر من الكاتب نفسه.
وفي ختام الجلسة استعرض المتحدثون أحدث إصداراتهم، وناقشوا حجم تأثيرها على القراء والجمهور، حيث صدر مؤخراً للروائي محمد النعّاس روايته "خبز على طاولة الخال ميلاد". فيما صدر للروائي خالد النصرالله رواية "الخطّ الأبيض من الليل". في حين صدر للروائيّة فيولا أردونيه رواية "قطار الأطفال".
 
الشارقة صديقة للطفل
أطلق "مكتب الشارقة صديقة للطفل" بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع خلال حفل انطلاق الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، في جناح المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، كتاب "طفولتي للخمسين الجديدة".
ويعد كتاب "طفولتي للخمسين الجديدة" أحدث إصدارات المكتب التي خطت بأقلام الأطفال معبرة عنهم ومستخرجة من واقع عالمهم ، حيث تعد نموذجاً للكتب التي أبدعها الأطفال من أفكارهم، حيث يهدف المكتب من خلالها إلى تعزيز مبدأ خطاب من الأطفال للأطفال، حيث يستشرف الصغار فيه مستقبل دولة الإمارات برؤيتهم الطفولية، وطموحاتهم ببناء مجتمع تقني أفضل للإنسانية. 
وتم الإطلاق بحضور معالي حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، والدكتورة خولة الملا، رئيسة هيئة شؤون الأسرة والأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، سعادة الدكتورة حصة خلفان الغزال، مديرة مكتبة الشارقة صديقة للطفل، وإيمان حارب، مديرة إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، وعدد من موظفي الدوائر الحكومية والتربويين والمربين والجمهور.
ويمثل كتاب "طفولتي للخمسين الجديدة" نتاجاً لتعاون مشترك بين مكتب الشارقة صديقة للطفل ووزارة تنمية المجتمع، والذي تم من خلاله تنظيم ورش عمل وجلسات عصف ذهني بمشاركة 80 طفلاً من مختلف الأعمار والجنسيات والقدرات الذهنية، والتي أبرزت أفكار الأطفال وتطلعاتهم، وقد شارك في تأليفه ورسوماته 12 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9-16 سنة، انتسبوا لعدد من ورش العمل في الكتابة الإبداعية، والتي نظمها المكتب للأطفال والناشئين بهدف تعزيز حق الطفل في الإبداع والابتكار، والتعبير عن أفكاره وآرائه وتطلعاته من خلال الرسم والكتابة والتعبير.
ويسعى مكتب الشارقة صديقة للطفل إلى الارتقاء بالخطط والسياسات التي تكفل رعاية حقوق الأطفال واليافعين بكافة أشكالها، بخطط واستراتيجيات تضمن رعاية حقوق الأطفال من مختلف الفئات العمريّة والجنسيات، وإيجاد بيئة تراعي حقوق الصغار من مختلف القطاعات التي تلامسهم، في المنزل والمدرسة وكافة الأماكن العامة.
ويلمس الكتاب ضمن هذا الإطار عملية التنشئة الإجتماعية للطفل التي تقوم على حب المعرفة والتعلم، وتعزيز خطاب الأطفال لبعضهم في بيئة تسودها المحبة والتسامح بين كافة فئاتهم دون النظر إلى أي اعتبارات، حيث تدور أحداث قصة الكتاب في أجواء الخيال العلمي، فيحكي قصة علياء، الفتاة الإماراتية المولعة بالاختراع والابتكار، رغم إصابتها بإعاقة أقعدتها على كرسي متحرك. ومع مجموعة من المغامرات والأحداث العجيبة تنتقل علياء وأخوها عبر آلة الزمن إلى أرض غريبة لم تكن تألفها، وهناك تتسارع الأحداث، التي ترويها حبكة القصة المشوقة، لتأخذ الأطفال من خلالها إلى عالم من الخيال والمغامرة، وجولة معرفية تغرس في نفوس الصغار حب التعلم والابتكار، لدخول عالم المستقبل الواسع، وتزرع في وعيهم أن الإعاقة لا تمنع الطفل من إطلاق العنان لأفكاره وعبقريته ليكون مكتشفاً أو باحثاً أو مخترعاً ينفع الإنسانية في مختلف قطاعات الحياة. 
بدورها قالت الدكتورة حصة الغزال، مديرة مكتب الشارقة صديقة للطفل: "يمثل كتاب "طفولتي للخمسين الجديدة" حصيلة شراكة تعد نموذجاً رائداً للتعاون المشترك بين الهيئات والجهات الحكومية، ممثلة بمكتب الشارقة صديقة للطفل، ووزارة تنمية المجتمع، حيث تتوافق تطلعاتنا المشتركة إلى استثمار إبداعات الطفولة وطاقاتها في ترجمة أفكارها على الورق لتكون مرآة ينظر من خلالها الطفل إلى ذاته، ويتعرف بها إلى عوالمه".
واضافت: "نؤكد من خلال الكتاب قدرة الأطفال غير المحدودة على الإبداع، فعالم التأليف والكتابة لفئات الصغار واليافعين يحتاج إلى أدوات إبداعية تختلف عن الكتابة للكبار، وقد أردنا من خلال هذا الإصدار أن نعزز خطاب الأطفال بعضهم لبعض، ما يرسخ أحداث القصة ورسائلها في نفوسهم، ويبعثهم إلى مجاراة أقرانهم من المبدعين الذين خطَّت أيديهم تلك القصة ليصبحوا مؤهلين لإبداع أفكار ملهمة وتحويلها إلى قصص مؤثرة". 
وفي تعليقها على إطلاق الكتاب، قالت إيمان حارب، مديرة إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، إن الوزارة حريصة  بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ومنها مكتب الشارقة صديقة للطفل، على صياغة رؤية مشتركة تعزز تنمية مواهب الأطفال، والارتقاء بإمكاناتهم وقدراتهم من خلال الدعم والتشجيع الذي يُقدم لهم، بما يحقق جودة حياة أفضل لجميع الأطفال الذين يعيشون على أرض الدولة، انطلاقاً من رؤية إشراكهم وتحفيزهم وتمريرهم بالتجارب العملية المفيدة التي تثري حياتهم الفكرية والعلمية والمعرفية، وتحفز تطلعاتهم للمستقبل.
وينظم "مكتب الشارقة صديقة للطفل"، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، جلسة حوارية تجمع الأطفال المشاركين في تأليف كتاب "طفولتي للخمسين الجديدة"، حيث يتحدثون عن تجربتهم في تأليف الكتاب، والبرامج التي انتسبوا إليها لتنمية مهاراتهم الكتابية والإبداعية. 
"طفولتي للخمسين الجديدة" حصيلة ورش العمل الأدبية التي نظمها "مكتب الشارقة صديقة للطفل"، التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة"، بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع، تحت إشراف الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف، والإشراف الفني لسندس الشايبي، وهو من تصميم وإخراج يسر العبايجي، وقد تم ترجمته باللغة الإنجليزية. 
 
ندى جابر توقّع كتابها الجديد 
وقّعت الكاتبة اللبنانية والباحثة في الدراسات الإعلامية، الدكتورة ندى أحمد جابر، كتابها الجديد (في قرية ماكلوهان.. الإعلام الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والميتافيرس)، المتفرّد بأسلوب أدبي مُمتع وطرح علمي، والذي أبصر النور خلال مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ41.
وجاء توقيع الكتاب يوم 7 نوفمبر 2022، في ركن التوقيع بالمعرض، وذلك استكمالاً لجهود وإنجازات الدكتورة ندى جابر المتواصلة في مضمار التأليف الإعلامي، وفي أعقاب إصدار كتابها الأكاديمي الأول (الإعلام الدولي والتواصل الثقافي)، الذي وقعته خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في مايو الماضي.
وقالت الدكتورة ندى أحمد جابر: "إن كتاب (في قرية ماكلوهان) يدور في فلك القرية، التي نعيش فيها اليوم.. فهي شاسعة بحجم الكون، وصغيرة بحجم كف اليد.. تتسع فتحتار كيف ابتعدنا فيها، وتصغر فتحتار كيف اقتربنا فيها.. هي القرية الإلكترونية.. أو القرية الكونية".
وأضافت: "إن ماكلوهان، هو الفيلسوف الكندي (هيربرت مارشال ماكلوهان) (Herbert Marshall McLuhan) الذي كان أول من تنبأ بهذه القرية الكونية، ومات قبل أن يراها، وتركها لنا في كتبه، وغادر في عام 1979 من القرن الماضي قبل الثورة الإلكترونية".
وتابعت ندى جابر: "اخترت في هذا الكتاب أن أدور في أحياء قرية ماكلوهان، شوارعها، مقاهيها، وحتى أزقتها الخلفية، المعتمة الخفية، والتي نعرفها جميعاً ونفتح عيوننا عليها كل صباح، وننام على نسماتها، وسكونها، وأحياناً رياحها وعواصفها كل مساء. وأمام الإشاعات والإعلانات الكثيرة التي تمتلئ بها شوارعها، كان لا بد من المرور على الجديد القادم فيها بكل سحره، ووعوده الذكية، وأسراره الخفية". 
وعرّفت الدكتورة ندى هذه القرية كما نعيشها اليوم.. وكما سنعيشها غداً. قائلة: "هنا أحياؤها، بدءاً من محركات البحث إلى موسوعاتها، وبريدها الإلكتروني، وحكايات (السوشال ميديا)، وأسرار من حققوا الثروات من هذه المقاهي، إلى المقاهي التي تستعد لاستقبالنا غداً، مقاهي الذكاء الاصطناعي والميتافيرس والروبوتات. هنا القرية بسلمها وحربها، بنورها وعتمتها، هنا حيث نقيم في واقع افتراضي يَعد بواقع مُعزز.. هنا حيث العالم يقع.. على مرمى نقرة إصبع".
وحرصت الدكتورة ندى جابر في هذا الكتاب أن تتابع ما بدأته في كتابها الأول (الإعلام الدولي والتواصل الثقافي) وأن تبقى في مجال إيصال المعلومة الإعلامية التي تفيد وتنفع. وفي هذه المساحة تقول: "عندما اخترت هذا العنوان وهذا المكان (قرية ماكلوهان)، وجدتني أبتعد عن الجفاف في تقديم المعلومات. 
وأحسست أنني سأبدو بنت هذه القرية أكثر، حين أضيف على صفحاتي بعضاً من روحها.. ربما (فلتر) و(هذا من لغتها الحديثة)، لكي يكون للحرف نوراً يجذب القارئ، ولكي يعيش معي ملامح عصر ذكاء اللون، عندما يحكم العلم ليصبح للكلمة المطبوعة صوت يُسمع، وللمعلومة السريعة وقع يُوقظ ويُقنع". 
وأكدت الكاتبة اللبنانية والباحثة في الدراسات الإعلامية، أن كتابها الجديد انطلق من وجهة نظر إعلامية أكاديمية، تسعى من خلاله لإضافة شيء إلى المكتبة الإعلامية، لعله يكون ضوءاً ملوناً ينير درب الطالب أو الباحث أو المثقف المهتم بمعرفة أين يعيش، وأين يسير، وأين يقف، وأين، يقع في قرية وقع العالم كله فيها؟.
وتطرح الكاتبة والباحثة الدكتورة ندى جابر، حزمة من التساؤلات الاستشرافية: "إلى أين سيأخذنا زمن الذكاء الاصطناعي الآتي من أجنحة الخيال العلمي؟ وإلى أين سيأخذنا الطريق الصاعد إلى آفاق ما وراء الكون أو (الميتافيرس)؟ وهل ستصبح الروبوتات أكثر تعاطفاً وإحساساً معنا من بعض البشر؟". وتضيف: "إن القرية (قرية ماكلوهان) التي بدت غريبة وصعبة على الفهم في ستينات القرن الماضي، عندما كتب لنا عنها مكتشفها الأول العالم الكبير (ماكلوهان)، والتي تبدو اليوم عادية، تكشف لنا أن كل تلك الأسئلة الغريبة لن يطول الزمان حتى تصبح حقيقة وجزءاً من حياتنا، لذلك جاء هذا الكتاب لنسلط الضوء فيه على ما نعيشه اليوم، ونتعلم عما سنعيشه غداً، ولنتعلم أكثر لأن الزمن القادم لن يرحم من لا يعلم”.
 
تحديات اللغة والهوية في أدب المهجر المعاصر 
عبّر 5 من أدباء المهجر عن سعادتهم بمبادرة معرض الشارقة الدولي للكتاب بدعوتهم للمشاركة في فعاليات دورته الـ41 واحتضان الندوة التي عرضوا خلالها مساء اليوم الخامس من أيام المعرض جوانب من التحديات الثقافية واللغوية والحياتية التي يواجهها الأديب العربي المعاصر المهاجر في الغرب والذي يواصل إبداعه في بيئة ثقافية مختلفة.
جاء ذلك في ندوة بعنوان "كُتّاب المهجر، التحديات والصعاب"، وشارك فيها كل من الروائي حبيب عبدالرب، والشاعر محمد مظلوم، والشاعر مروان علي، والقاص مازن معروف، والكاتبة سونيا بوماد،  والدكتور هيلموث نيدرلي رئيس نادي القلم النمساوي.
أدار الندوة الشاعر علي العامري، مدير تحرير مجلة الناشر الأسبوعي، الذي استهلها بالتعريف بالضيوف والإشارة إلى أهمية موضوع أدب المهجر وطبيعة المتتالية الجديدة من الهجرة أو النزوح الذي يؤثر على الحياة الشخصية للكاتب وإبداعه، واتصال قضايا المهجر المعاصر بمجموعة تحديات وتساؤلات حول إشكاليات الهوية واللغة. 
وكان أول المتحدثين الكاتب حبيب عبدالرب، الروائي والخبير في مجال الذكاء الاصطناعي المقيم في فرنسا، الذي اعتبر أن الهجرة تطرح مجموعة أسئلة جوهرية وأنه يفضل من واقع تجربته اعتبارها تحديات أكثر من كونها صعوبات، ولخصها في إشكاليات التعامل مع اللغة والتعليم وفتح المهاجر آفاقاً لنفسه تمكنه من تغيير العلاقة مع الهوية الأولى واكتساب هوية جديدة تقوم على التفاعل مع الآخر لإثراء التجربة الذاتية.
وبدوره تحدث الشاعر مروان علي حول تحديات الانتقال من لغة إلى أخرى من خلال تجربته التي دفعته أولاً إلى الدراسة في الطفولة بلغته الكردية، ثم بالعربية، وعندما هاجر إلى هولندا وجد نفسه أمام لغة ثالثة، ثم انتقل إلى المانيا ليواجه أيضا تحدي تعلم اللغة الألمانية، وأشار إلى أن التحديات تواجه كافة المهاجرين لكن تحدي اللغة بالنسبة للكاتب يتعلق بالكتابة وحاجته إلى متابعة ألوان الأدب باللغات الأخرى في البيئة التي يعيش فيها، وأكد أنه مع أن يكتب الأديب بلغة المكان الذي يعيش فيه، مستشهداً بما حققه بعض الأدباء العرب من نجاحات داخل اللغات الأخرى.
وخلال مشاركته رأى القاص مازن معروف أن انتقاله من لبنان إلى آيسلندا منذ العام 2011 أحدث لديه في البداية صدمة وحالة من الجمود في الكتابة لاعتياده على ديناميكية الحياة السابقة في بيروت، كما وجد أن الأدباء في آيسلندا غير معتادين على وجود كتاب من ثقافات ولغات أخرى، إضافة إلى أن عدد الكتاب في آيسلندا بالآلاف، ما يجعل الأديب العربي المهاجر إلى ذلك البلد يتعرض لقدر من التهميش وعدم إشراكه في الفعاليات والأنشطة الثقافية.
أما الشاعر العراقي محمد مظلوم فتحدث حول تجربته في الانتقال من العراق إلى سوريا، وركز على محنة النفي التي تعرض لها كثير من أدباء العراق، وخاصة أولئك الذين ظلوا يكتبون  في المنافي القسرية بأسماء مستعارة وينشرون بها دون أن يعرف أحد أسماءهم الحقيقية، حتى بعد وفاة بعضهم ظلت مقالاتهم ونصوصهم في المجلات مجهولة وتحمل تلك الأسماء المستعارة، وختم مشاركته جازما بالقول إن المنفى يبقى مصيراً حتمياً ودائماً لمن ظلوا يعيشون فيه لفترة طويلة حتى أصبح وطناً لهم و لعائلاتهم.
في حين أبدت الكاتبة اللبنانية المقيمة في النمسا سونيا بوماد سعادتها للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب واعتبرت أن احتضان الشارقة لعدد من كتاب المهجر يمنحهم شعور الطيور المهاجرة بالعودة إلى الوطن، لأن ما يطلبه الأدباء في المهجر هو الاحتضان العربي، والشارقة حققت لهم ذلك.
وشارك الدكتور هيلموث نيدرلي، رئيس نادي القلم النمساوي في الجلسة بحديث حول طبيعة التحديات التي تواجه المبدعين القادمين إلى أوروبا من خلفيات ثقافية ولغوية محلية، وأعاد التذكير أن القرن العشرين هو قرن اللاجئين بامتياز، وذلك ما جعل الأدباء المهاجرين ضمن من يعانون من صعوبات التكيف والبحث عن فرص لنشر إبداعاتهم في مجتمعات لا يتحدث فيها أحد بلغتهم، ناهيك عن الكتابة عن موضوعات قد تحتل أهمية بالنسبة للمهاجر لكنها بالنسبة للناشر الغربي ليست ذات أولوية، وأن هذا الإشكالية قد يواجه أحياناً حتى بعض الأدباء في الغرب عندما يتناولون موضوعات غير شعبية في سوق الأدب.
 
انتشار الثقافة العربية في غرب أفريقيا
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، جلسة حوارية بعنوان "الاستعراب الأفريقي"، التي جمعت عدداً من المتخصصين في اللغة العربية من غرب أفريقيا، لتعريف الجمهور بعمق الروابط الثقافية للكثير من الشعوب الأفريقية على الحضارة العربية الإسلامية على مر العصور.
وشارك في الجلسة، الدكتور ثاني عمر موسى، الأكاديمي وعميد كلية الدراسات العربية السابق بجامعة أوسمانو دانفوديو (عثمان بن فودي) بمدينة سوقطو- نيجيريا، الذي ابتدأ حديثه بشرح مصطلح الاستعراب وجذره اللغوي، والفترة التي بدأ فيها استخدامه في الدراسات والأبحاث العلمية المختلفة، مبرزاً مظاهر انتشار اللغة العربية في العديد من دول أفريقيا جنوب الصحراء، منهم: مالي والسنغال ونيجيريا، وتاريخ توسع الحضارة العربية فيما عرف قديماً ببلاد السودان، سواءً كنتيجة للرحلات التجارية، أو عبر الدعوة الإسلامية.
للدلالة على عمق الاتصال بين الحضارات العربية والأفريقية، ذكر موسى أمثلةً من بينها رحلات الأديب والفقيه الشافعي جلال الدين السيوطي، في الداخل الأفريقي، بجانب انتشار الطرق الصوفية من شمال القارة نحو الجنوب، خاصاً بالذكر رحلة الشيخ محمد بن عبد الكريم التلمساني.
وأضاف موسى: "نحن في أفريقيا نتمتع بحضور الثقافة العربية، التي وصلت إلينا وتبنيناها". مستشهداً بإنجازات الشيخ والفقيه المالكي عثمان بن فودي، الذي أسس دولة الفولاني المعروفة بخلافه سوقطو، في القرن التاسع عشر، ناشراً للغة العربية التي كانت لغة التخاطب، والبلاط، والدواوين، وما نجم عن ذلك من ازدهار الحركة العلمية.
وعلى النسق نفسه، واصل البروفيسور عبد القادر ميغا رئيس فرع جامعة الوفاق الدولية في مالي، في معرض شرحه عن التأثير الكبير للثقافة العربية على مجتمعات غرب أفريقيا المسلمة، مستشهداً بالعديد من المفردات ذات الأصل العربي في لغات القبائل المحلية، كالهوسا والفولاني والسونغاي، التي وصلت لمرحلة كانت تكتب فيها لغاتهم بالأبجدية العربية. 
ونسب المتحدثان الانحسار الكبير للغة العربية منذ مطلع القرن العشرين إلى الاستعمار الأوروبي، الذي مارس سياساتٍ إقصائية حدت من استخدام اللغة العربية، في مقابل اللغات الإنجليزية والفرنسية، التي باتت لغات رسمية لأغلب الدول الأفريقية بعد الاستقلال، فيما باتت اللغة العربية مواجهة بالكثير من التحديات للحفاظ عليها، وعلى تراثها في غرب أفريقيا.
واتفق المتحدثان، على أهمية الجهود التي من شأنها نشر اللغة العربية وتعزيزها في أفريقيا، مشيدين بالمشاريع الرائدة في دولهم من قبيل "قرية اللغة العربية" في مدينة مايدوغوري بشمال شرق نيجيريا، بجانب العديد من المنظمات والجمعيات كجمعية معلمي اللغة العربية للدراسات الإسلامية. مؤكدين على ضرورة دعمها، الذي تبشر مشاركاتهم في الفعاليات العربية، كمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في استمرارها. 
 
ساعة من السفر مع وهج الكلمات
جمعت أمسية شعرية بعنوان "وهج الكلمة" في الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الشاعر والروائي ووزير الثقافة المغربي السابق محمد الأشعري، والشاعرة الإماراتية خلود المعلا، وقدمتها الشاعرة شيخة المطيري.
وامتازت الأمسية بقراءة الشاعرين قصائد نثر تنتمي لمكاشفة أحلام الذات وهواجسها وتأمل عالمها الداخلي حين يشع ويتوهج بالكلمات، في تقاطع مع عنوان الأمسية التي أرادت التماهي مع شعار المعرض لهذه الدورة "كلمة للعالم"، فأسهم الأشعري والمعلا شعرياً من على منصة المعرض في إرسال الكلمة الشاعرة إلى أسماع الجمهور.
وكشفت قصائد الأشعري التي جاءت معظمها من ديوانه "جمرة قرب عش الكلمات" عن انحيازه إلى روح سردية في قصيدته النثرية تميل إلى تضمين الدهشة في زوايا النص وكسر السياق الذي يتوقعه المستمع من خلال إيراد صور شعرية تدمج بين الحلم واليقظة، وتمضي بسطور القصيدة إلى اللامتوقع.
ومما قرأ الأشعري هذا المقطع:
ماذا أفعل باليوم الذي وضع حقائبه
على ظهري
واتكأَ إلى حائط المبنى القديم
ليبدأ البحث في شاشته الثقيلة
عن كائن مَرَّ من هنا؟
ولو وَصَلْتُ إلى أمكنة أليفة
تظللها الأشجار
ومشربيات تلعب بالريح
فماذا سأفعل بيوم قائظ
ليس فيه يوم
وَلاَ ساعة فاسدة
تطلّ ميتةً على سكة الحديد؟
ماذا سأفعل بالطرقات
التي تمسك بيدي
وتقودني كطفل تائه إلى عشّ مهجور.
مَاذا سأفعل
بالعناوين في جيبي
والقصائد المثلومة
والمظلة التي تتوقع مطراً لا يجيء.
أما خلود المعلا فقرأت قصائد متنوعة، بعضها من مسودات ورقية وبعضها من ديوان "ربما هنا" الصادر عن دار الفارابي، وجاءت نصوصها قصيرة ومتشعبة بصوتها الذي ترسخه منذ سنوات داخل النص، لتعبر بدورها عن صوت الذات وهي ترصد تناسخ وتوالي اللحظات والأشياء والأماكن من حولها.
وتبدو الحياة اليومية في قصائد النثر التي قرأتها المعلا حياة ممتدة وقابلة لاستنساخ حضورها في مشاهدات الشاعرة التي تراقب بالكلمات كل ما ينطفئ لتمنحه المزيد من الضوء كي يحيا في القصيدة والذاكرة، وكي يمتلك وجوده الخاص المتصل بها وبتأملاتها الشفافة.
قرأت خلود المعلا قصائدها بأسلوب يشف عن حالة من الوفاء للشعر والعيش به ومعه، في دلالة على التشبع الواعي واليقين بجدوى مصاحبة القصيدة، والثقة بقدرتها على تخليد لحظات الكائن، بكل ما فيها من شجن وأمل وسعادة ومحطات أخرى، لا تخلو من التشبث بالمعنى الذي تراهن الشاعرة على كونه يدل على أن الحياة يمكن أن تعاش أيضاً لنكتبها.
ومن القصائد القصيرة التي قرأتها قصيدة بعنوان "مزهرية": 
أقطف من الذاكرة وجوها
أرصها بتأنٍ في مزهرية قرب سريري
تماما تحت النافذة التي أنتظر منها الغيمة
فتنمو شجرة.
 
لويد لونا 
استعرض المتحدث التحفيزي ومدرب إعداد القادة الفلبيني لويد لونا، قصته المؤلمة التي أوصلته إلى مصير بهيج، حيث تحدث عن السر الذي يمكننا من تحويل الفوضى إلى رسالة هادفة، خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وقال لونا؛ صاحب الكتب الأكثر مبيعاً عالمياً: "إن الحياة لا تتعلق بما تحققه، لكنها تتعلق بما تصبح عليه في عملية تحقيق شيء ما"، لافتاً إلى أنه كان ينفر من مادة الرياضيات وكان السؤال الأهم بالنسبة له هو: "ما هي الوظيفة التي ستنتظرني بعد التخرج؟".
وأضاف، مؤلف 16 كتاباً في التنمية الذاتية: "تقدمت للعديد من الوظائف وتم رفضي عدة مرات، وكنت قد ألّفت كتاباً، وكلما أذهب لدار نشر ترفض نشره، فقلت لنفسي: لو لم ينشر أحد كتابي سأنشره بنفسي، وبعد ذلك نشرت أكثر من 15 كتاباً أصبحوا الأكثر مبيعاً على مستوى العالم".
وأكد لويد لونا أن الخطأ الذي يكسر قلبك هو نفس الخطأ الذي يجعلك أقوى، مضيفاً: "ليس معنى أنه تم رفضك أنك خاسر، فالرفض قد يجعلك تصل إلى هدفك الرئيسي في الحياة.. وكلما يتم رفضك تستطيع التغلب على ذلك بالإصرار".
وتابع: "لم يكن في بالي إطلاقاً أن أصبح متحدثاً عاماً، لكن بعد 17 عاماً، أصبح لي أكثر من 1500 خطاباً في 3 قارات هي آسيا وأوروبا وأوقيانوسيا"، وواصل: "لن تعرف إلى أي مدى يمكن أن تذهب، حتى تقرر أنك تريد بشدة الذهاب إلى هناك".

فن الطهي يحاكي الطبيعة
في رحلة ممتعة إلى عالم الطهي الزاخر بالفنون والأسرار، أخذ الطاهي الإيطالي المتميز أليساندرو بورغيزي زوار الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى عالم يمزج الخيال بالفن في طبق مبتكر من أطباق المطبخ الإيطالي المعروف.
لم يكن يعرف الطاهي الإيطالي عندما خرج في نزهة على الأقدام مع زوجته وبنتيه  إلى البحيرة ، أنه سيبتكر هذا الطبق المميز الذي مزج مكونات متناسقة الألوان، مستوحاة من روح الطبيعة الساحرة الغنية بألوانها ومكوناتها.
مزج الطاهي الإيطالي لحم البط مع عصير البرتقال الطازج والأعشاب البحرية وبعض الملح واليانسون والشومر، مع قليل من الزبدة والزيتون ونبات البقلة الذي منح الطبق نكهة حموضة حادة ليحضّر واحدأ من عديد الأطباق الشهية التي ابتكرها.
ومتسلحاً بالخبرة والإبداع ليتقن طهي هذا الطبق بالطريقة المثلى، قدم بورغيزي مزيجاً من التقليدي والمبتكر، فتمكّن بلمسته الخاصة من صنع وجبة صحية بثت السعادة في نفوس الحضور الكبير الذين استمتعوا بنكهته المميزة.
وأشار الطاهي الإيطالي إلى أنه يشعر بسعادة كبيرة للمشاركة في المعرض، وأضاف: "إن فن الطهي يحاكي الطبيعة بكل ما فيها من ألوان وجماليات، ويقوم على التجربة والخيال، ولهذا يختلف الطاهي عن الناس العاديين في طريقة تفكيره، إذ دائماً ما يربط كل شيء في الطبيعة بفن الطهي". 
 
منافسة عقلية لبرمجة "الروبوت" 
تضمنت ورش العمل التي جرى تنظيمها خلال فعاليات اليوم الأول من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ورشة "الآليون السومو"، والتي يقوم من خلالها الحاضرون ببرمجة "روبوت خيالي" يتنافس مع روبوتات أخرى تحاكي قتال السومو.
وبحسب مهندس الكمبيوتر يزن دردس، فإن فكرة الورشة تستهدف تطوير المهارات الذهنية للطلبة، حيث يُستخدم روبوت (eve 3)، معتمداً في ذلك على طريقة البرمجة البسيطة، حيث يقوم المشاركون باستخدام حساسات استشعار مثل حساسات اللون والمسافة لتفادي الأشياء الموجودة أمام الروبوت، حتى لا تعوق حركته، ويتم تطبيق ذلك التدريب على لعبة السومو الشبيهة بالحلبة المربعة.
ويقول دردس: "نتيح حلبة محاطة بمسار أسود كالذي يُستخدم في لعبة السومو اليابانية، ومَن يخرج من هذا الإطار يعتبر خاسراً، وبالتالي يجب تفاديه من خلال حساسات اللون المتاحة في الروبوت، بحيث كلما يرى الخط يتفاداه، وهنا يتنافس الطلبة داخل ذلك المسار، والذي يفوز هو مَن يُصمم الكود المثالي لحركة الروبوت حتى لا يخرج من المسار".
وأضاف: "نُجري مسابقة بين الطُلاب، ونتيح للطلبة قطعاً لبناء أدوات واستخدامها بالحلبة خلال المبارزة لتحقيق الهدف المنشود والفوز على منافسيه".
وذكر أن تلك المنافسة متاحة لأعمار 16 عاماً فيما فوق، دون التقيد بسن محدد، حيث تم فتح المجال للمشاركة للجميع سواءً طلبة المدارس أو الجامعات أو حتى الأكبر عمراً، فيما أتيحت المشاركة للأطفال من ذوي القدرات العقلية العالية واستثناءهم نظراً لقدرتهم على التكيف مع نظام البرمجة.
وتابع: "تعتمد فكرة الروبوت على برمجته من خلال ربطه بجهاز اللاب توب من خلال البلوتوث والتحكم به من خلال الكمبيوتر، وذلك في برنامج مدته 45 دقيقة"، لافتاً إلى أن الهدف من تطبيق ذلك التمرين بالتوازي مع معرض الشارقة الدولي للكتاب يأتي من كون معرض الكتاب فرصة لتعزيز المهارات الذهنية بالقراءة، ونفس الأمر بالنسبة لهذا التمرين الذي يحفّز قدرات الذكاء ويطوّر مهارات التفكير العقلي.
 
عرض "علوم البلاستيك”
تفاعل الأطفال وذويهم مع العرض الكوميدي السحري "علوم البلاستيك" ومع شخصياته المضحكة بأزيائهم الملونة، السيد بلاستيك، والآنسة بوليستر، والبروفيسور بوليميرو، الذين أجروا تجاربهم العلمية، وأنتجوا مواد مفيدة من خلال إعادة تدوير البلاستيك.
الطابع العلمي الترفيهي الذي يجمع بين السحر والكوميديا، أثار حماسة الأطفال الذين صفقوا بحرارة وعلت ضحكاتهم وصرخاتهم، تجاوباً مع مشاهد العرض الممتع، الذي بدأ بالسيد بلاستيك يخاطب الأطفال ويعرفهم على شخصيات العرض؛ البروفيسور بوليميرو الذي يريد تعريف العالم على اختراعه الجديد، والمديرة الآنسة بوليستر التي تشرف على الاختراعات.
وأثارت الخدع البصرية لمشاهد الخدع البصرية التي تحررت من قواعد الفيزياء دهشة الأطفال الذين لم يصدقوا أعينهم، وتابعوا بترقب أعداد الأكواب والعلب البلاستيكية اللازمة لصناعة منتج مفيد، فكم عدد الأكواب التي نحتاجها لصناعة فريزبي؟ أو قميص؟ أو بطانية؟ ليختتم العمل بعرض ضوئي لأشكال الهولوغرام والليزر.
ويأتي العرض إيماناً بفاعلية التعليم عن طريق الترفيه التفاعلي ودوره في ترسيخ المعلومات في أذهان الأطفال، حيث تستضيف الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب عرض "علوم البلاستيك" (Scienza della Plastica)، للفرقة الإيطالية "ماجيك ستوديو"، في المسرح الخارجي.