+A
A-

فعاليات ثقافية مستمرة في "الشارقة الدولي للكتاب "

في الشارقة حيث يقام أكبر معرض للكتاب في العالم، وقّع الإعلامي رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "الخليج" كتابه "من يجرؤ على الحلم..كيف حول محمد بن راشد أحلام دبي إلى حقيقة" بنسختيه العربية والإنجليزية Dare to dream الصادر عن عن دار "موتيفيت" للنشر في دبي.
يسعى الكتاب إلى الإجابة عن سؤالين مركزيين، الأول: كيف روّض الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المستحيل لتصبح دبي نموذجاً فارقاً، ليس في المنطقة وحسب، ولكن على مستوى العالم؟ وكيف مكّن لثقافة الأحلام في وسط محيط عربي توقف منذ عقود عن الحلم؟.
وللإجابة عن هذين السؤالين يتجول برقاوي في الزمن الإماراتي المختلف في معناه ومبناه، فيرحل إلى الماضي ليتتبع كتابات وذكريات الشيخ محمد بن راشد عن طفولته وشبابه ليحلل العوامل التي أسهمت في تكوين شخصيته، ثم ينتقل إلى الحاضر ليختبر دور هذه العوامل في إنجازات دبي، تلك الإنجازات التي جعلت  حلم الشباب العربي في كل مكان.
ينقسم الكتاب إلى مقدمة بعنوان " كأن الريح تحته" وثلاثة فصول: "السر في الدهشة" و" رجل قدره الريادة" و "حديقة الخيال"  وخاتمة "وما الدهر إلا رُواة أحلامنا".
يتحدث برقاوي في المقدمة عن المرض بالدهشة، ذلك الذي أصابه في أعقاب مشاهدة إطلاق مسبار الأمل الإماراتي في يوليو 2020، فما الذي تمتلكه الإمارات ليؤهلها للصعود إلى الفضاء بينما توقف الكثير من العرب حتى عن محاولة اللحاق بركاب الآخرين؟، هذه الدهشة دفعت المؤلف للبحث في التجربة الإماراتية التي بدأت كما قال الشيخ محمد بن راشد خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي لاتحاد الإمارات من صحراء السديرة وتستعد لخمسين عاماً جديدة من صحراء المريخ، ما تمتلكه الإمارات، وفق برقاوي، ليس الموارد والبنية التحتية والعقول وحسب، ولكن هناك أيضا الحلم، ففي بداية الستينات من القرن الماضي حلم الشيخ محمد وهو يقف على مبنى "الإمبايرستيت" بأطول برج في العالم، وفي الفترة نفسها حلم بمطار يماثل مطار لندن، وبشوارع مرصوفة وبمستشفيات ومدارس..الخ، ولم تمر عقود قليلة حتى تحققت الأحلام.
يتوقف برقاوي كثيرًا في الكتاب أمام العقبات التي أعاقت نهوض العرب خلال القرن الماضي، ويلاحظ مثلاً أن الصحراء التي كانت عقبة رئيسية في تلك النهضة لدى الكثيرين من المفكرين العرب تحولت إلى فرصة من منظور الشيخ محمد، والذي تعامل معها برؤية الشاعر والمفكر ورجل الدولة، فاستثمر فيها بطريقة أبهرت الجميع.
يؤكد برقاوي في كتابه أن الشيخ محمد لا يفكر للإمارات وحدها بل للعرب جميعًا، وفي ذهنه مدن ذهبية في الحضارة الإسلامية مثل: القاهرة وبغداد ودمشق وقرطبة.
يلفت الكاتب إلى قول محمد بن راشد: لو لدينا عشر مدن عربية مثل دبي لاستعاد العرب مكانتهم المستحقة، فهو عاشق لأمته، أطلق مبادرات: صانع الأمل ومليون مبرمج عربي وتحدي القراءة العربي وغيرها ، ولا يحجب عن أحد الدروس المستفادة من تجربة الإمارات ولا يمل من الحديث عن الشباب العربي وكيفية استيعابهم والبحث عن السبل المثلى لتحقيق أحلامهم.

عدم ملائمة اللغة لـ"اليافعين" أبرز إشكاليات الأعمال المتقدمة هذا العام
اتفق عدد من أعضاء لجنة تحكيم جائزة "اتصالات" لأدب الطفل لعام 2022، على أن عدم ملائمة اللغة المكتوب بها الأعمال الموجهة لليافعين تعد الإشكالية الأكبر في الأعمال المتقدمة هذا العام، بالإضافة إلى عدم توافق موضوع الكتاب مع الفئة المتقدم لها، موضحين خلال جلسة حوارية على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والأربعين، أن الجائزة تضم 5 فئات؛ تقدم لها 16 عملاً متنوعاً، باستثناء كُتب "الكوميكس" التي بلغت 9 أعمال.
وقالت الدكتورة هنادي سيلط، رسامة مستقلة وأستاذة مشاركة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، إن لغة الخطاب الموجهة للطفل تغيرت، حيث أصبح هناك تنوع للغة البصرية التي نخاطب بها الجمهور؛ فاللغة البصرية لا تختلف كثيراً عن اللغة المكتوبة، إذ يظل لديها نفس العناصر وهي التكوين والتسلسل والصعود والهبوط وحتى النهاية.
وأضافت: "أصبح الموضوع أوسع من ذي قبل؛ فاللغة تغيرت وأصبح هناك تنوع، وبالتالي لابد أن تتضمن الكتب لغة أيسر تساعد الطفل على الفهم"، لافتة إلى أن هناك بعضاً من الملحوظات على الأعمال المقدمة؛ منها أن الغلاف قد يكون أحياناً أقل من مستوى الكتاب، رغم كون الكتاب جيداً جداً، وكذلك تركيز الكتب على الموضة باعتبارها الأفضل بدلاً من الحفاظ على الموهبة الموجودة لديهم.
وأشارت إلى أن بعض الكتب بها مبالغة في حجم الكتاب، رغم أن صِغر حجمه قد يكون أكثر ملاءمة للطفل، بالإضافة إلى أننا وجدنا قوة في بعض الكتب نصاً ورسماً وتجريباً، فإذا كان هذا النوع من الرسم صعب على الطفل لكن هذا لا يمنع كون الكتاب، فضلاً عن احتواء بعض الأعمال على زخرفة وألوان ملائمة لهذه المرحلة العمرية.
وقال سنان صويص، المؤسس والرئيس التنفيذي لجبل عمّان للناشرين، إن وجود 9 أعمال مقدمة في فئة الكوميكس هي رقم قليل مقارنة بما كانت عليه في السابق، فالحاجة إلى "الكوميكس" في السوق العربية مهمة جداً، والأعمال التسعة لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب.
وأضاف: "هناك مجال للناشرين للعمل بمجال الكوميكس، وأيضاً متاح فرصة كبيرة لكتب الطفولة المبكرة؛ فكتب اليافعين تحتاج لطريقة كتابة معينة لأن هناك صعوبة في بيئتنا العربية؛ فماضياً كان هناك سلسلة الألغاز "المغامرون الخمسة"، وكانت تُكتب بشكل يتناسب مع هذا الوقت، لكن حاليا أصبح لدينا فجوة لأن الوعي لدى المؤسسات الحكومية ووزارة التربية والتعليم والأهالي ازداد تجاه كتب الطفولة المبكرة".
وتابع: "المراحل الانتقالية دائماً ما تكون مراحل إشكالية؛ فالكاتب لا يعرف كيف يخاطب هذه الفئة.. هل بلغة الطفل أم لا، مع أن الأطفال يدهشوننا والمفاهيم لم تعد مفاهيم طفولية كالسابق، وبالتالي أصبحنا أمام تساؤل هو: كيف نخاطب هؤلاء الأطفال بلغة مستساغة لهم ومتناسبة مع احتياجاتهم واهتماماتهم".
وأوضح أن الرسم أبسط من الكتابة، ومع تجربتنا كناشرين مع من حاولنا العمل معهم في السابق، فدائماً نجد أن هناك نواحي إشكالية كبيرة؛ منها ضعف الدور التحريري في دور النشر بالتوازي مع ارتقاء مستوى كتاب الطفل، غياب الابتكار في الأفكار؛ فأحيانا لا نجد أفكاراً مبتكرة متناسبة بنفس الدرجة مع ارتفاع المستوى العقلي للأطفال، بالإضافة إلى أن بعض دور النشر تفتقر لمنطق الكتابة.. والسؤال هو: هل يمكن لنا أن ننتج أدباً للطفل بمشاكله وحياته اليومية؟.. وبالتالي لابد أن نواكب هذه التحديات.
بدورها قالت مؤلفة كتب الأطفال الإماراتية الدكتورة نسيبة العزيبي، إننا وجدنا في الأعمال المتقدمة للجائزة عدم ملائمة البعض للفئة المتقدمة لها رغم كونها عملاً مميزاً، فمثلاً وجدنا أعمالاً مناسبة بصورة أكثر لـ"الكوميكس" ضمن فئة الكتاب المصور، وأعمالاً مناسبة للكتاب المصور في فئة الطفولة المبكرة، وأيضاً وجدناً كتباً مصورة موجودة ضمن كتب اليافعين رغم أنها جميلة للغاية، لكن هذا يعد خطأً، مشيرة إلى أن اللجنة رأت استبعاد أي كتاب في فئة غير مناسبة له.
وأوضحت نسيبة العزيبي، أن عدم مناسبة اللغة للفئة المستهدفة يعد إشكالية أخرى، فكل شيء يرجع إلى اللغة العربية الفصحى مهما تطورت اللغة، لكن وجدناً كتباً لليافعين- ورغم كتابتها بلغة راقية- لكن الموضوع والفكرة لم يكونا مناسبين لليافعين، فضلاً عن أننا وجدنا في الكتب المصورة ضعفاً في البناء الفني للقصة؛ فالمشكلة دائما في الوسط، ودائماً ما يكون هناك تعجُّل للوصول إلى الحل، لأن النهاية قد تكون في رأس الكاتب ويرغب في الوصول إليها بسرعة.
وأشارت إلى وجود إشكالية أخرى في الأعمال المتقدمة تتمثل في الرغبة في التباهي والاستعراض بالقدرات الكتابية، حيث يحدث هذا في الرواية والأعمال الكبيرة، لكن في الوقت ذاته هذا الأمر لا يخدم الكتاب المصور لأنه يُفقد الطفل اهتمامه ويصعّب النص، مؤكدة أهمية أن تكون اللغة سهلة ومناسبة للأطفال، وأن تتماشى اللوحات مع النص، حتى يظل الكتاب راسخاً في عقل الطفل ولا ينساه مطلقاً.
بدورها، قالت الكاتبة والمُحاضرة بجامعة نيويورك أبوظبي، الدكتورة ليلى فاميليار، إن إشكالية اللغة المكتوب بها الكتاب تعد الأبرز ضمن الملاحظات التي رصدتها لجنة الجائزة، فتقديم كتاب لفئة لا تتناسب مع المستوى اللغوي المكتوب بها هي إحدى المشكلات الموجودة في أغلب الكتب، وكأن الكاتب لا يكتب للطفل الذي عمره 6 سنوات، لكن كأنه يكتب للآباء أو لنفسه.
وأضافت: "في استبيان أُجري في أبوظبي على 6 آلاف شخص، توصل إلى واحدة من المشكلات التي تواجه شريحة عريضة من الأطفال القراء وأولياء أمورهم، وهي أن النص ليس على مستواهم، وخاصة اللغة الفصحى التي لا يتحدثها"، لافتة إلى أنه يغيب عن نظر الكُتّاب أن طفل اليوم ليس هو طفل السنوات العشر الماضية، فالانفتاح الذي حدث من الناحية التكنولوجية جعل الطفل لديه إمكانية الوصول لمفاهيم لم تكن موجودة في السابق، وبالتالي فإن عدداً من الكتاب أصبح غائباً عنهم أو غير قادرين على استيعاب قاعدة أن طفل اليوم ليس هو طفل 10 سنوات مضت.
وتابعت الدكتورة ليلى فاميليار، أنه يوجد أكثر من أزمة في موضوع اللغة، لأننا ليس لدينا معايير لغوية أو مؤشرات لتوجيه الكُتّاب إلى المفردات التي يعرفها الطفل في سن معينة، وكيف تزداد بشكل طردي آلاف الكلمات التي يتعلمها الطفل، لكن اللهجة هي اللغة الأم التي يتعلمها الطفل.

التواصل بين الأجيال الأدبية لاستلهام التجارب وتطوير الكتابة
أكدت الناقدة الدكتورة هند المشموم الباحثة في اللغة العربية، أن إبداع المرأة الإماراتية في كتابة القصة القصيرة بدأ منذ أكثر من خمسة عقود، كانت فيها القصة تركز على تناول موضوعات وقضايا جوهرية في البيئة الاجتماعية وتراثها المرتبط بالموروث الشعبي الغني.
جاء ذلك في ندوة بعنوان "القصة القصيرة والمرأة" نظمها المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ضمن فعاليات الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارتها الكاتبة عائشة الجسمي.
وتناولت المشموم مسيرة الأقلام النسائية في الإمارات ورحلتهن في كتابة القصة القصيرة منذ السبعينيات، مشيرة إلى أن الأديبة شيخة الناخي كانت أول قلم نسائي كتب القصة في الإمارات عام 1970، وتزامنت مع تجربة أدباء كتبوا القصة أيضا مثل الكاتب عبدالله الصقر الذي أصدر أول مجموعة قصصية بعنوان (الخشبة) عام 1974.
وأوضحت أن القصة القصيرة في الإمارات منذ بداياتها في السبعينيات استمرت من الناحية الفنية والموضوعية متفوقة وملهمة للجيل الجديد من الكتاب والكاتبات، مشيرة إلى أن الكاتبات نجحن في تطوير البناء الفني للقصة القصيرة بإبراز الذات الأنثوية وكشف ملامح من هموم الأنثى وتحدياتها وتحليل بعض القضايا الاجتماعية وطرح توجهات المرأة ورؤيتها لواقعها.
وتطرقت المحاضرة إلى مرحلة الثمانينيات التي شهدت ظهور جيل آخر من كتاب القصة الذين نشروا إبداعهم في الصحف والمجلات، ومن أبرز الأسماء النسائية التي ظهرت آنذاك مريم جمعة فرج، وسعاد العريمي، وغيرهما.
وحول مسار القصة القصير بأقلام المبدعات الإماراتيات، أشارت إلى ظهور جيل جديد من الكاتبات مثل أسماء الزرعوني وسارة الجروان وغيرهما من اللواتي بدأن الكتابة في التسعينيات، ومثلن امتداداً لبدايات القصة الإماراتية من حيث الأساليب الفنية والمضامين.
وختمت مشاركتها مؤكدة أن كتابة القصة تتطلب الإلمام بشروطها الفنية وأن اختلاف جنس الكاتب قد يظهر خصوصية في تناول بعض الموضوعات لكن الشروط الفنية الأساسية للكتابة تبقى مطلوبة من الكتاب والكاتبات على حد سواء.
ونصحت الجيل الجديد من الأدباء والأديبات بعدم الاعتماد على قراءة النصوص والخواطر التي تنشر على منصات التواصل الاجتماعي والعودة إلى ما أنجزته أجيال القصة القصيرة من أعمال ناضجة في القصة والرواية ليستمر التواصل بين الأجيال وتطوير الكتابة من خلال الوعي بمراحلها المختلفة.

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر
تزامنا مع الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، صدر للباحث والإعلامي محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عن منشورات القاسمي، كتابه الجديد بعنوان "سورة القمر - دراسة أسلوبية"، جاء في 309 صفحات من القطع الكبير، واشتمل على مدخل عام وأربعة فصول وخاتمة.
توجه الباحث في مستهل كتابه بالشكر والعرفان لكل من قدموا له المساندة والتشجيع على إكمال بحثه، وفي المقدمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي وصفه بالأب المعلم والأستاذ الموجه الذي يتعلم منه في كل يوم شيئاً جديداً، حيث أشار إلى أن حب صاحب السمو للغة العربية ودفاعه عنها، كان له أثر كبير عليه دفعه لخوض غمار البحث العلمي في مجال اللغة العربية.
والكتاب هو عبارة عن دراسة للنص القرآني في سياق المنهج الأسلوبي، وهو من المناهج الحديثة التي تفرعت عن علم اللسانيات حديث النشأة مقارنة بالعلوم اللغوية الأخرى، ويظل البحث والتأمل في النص القرآني مقصدا للباحثين اللغوين لاستخراج أسراره وجمالياته وإعجازه اللغوي، وهذا ما حفز الكاتب والإعلامي، محمد حسن خلف على إنجاز بحثه الذي اختار المنهج الأسلوبي سبيلا للوصول إلى التناسق في بناء النص القرآني وذلك من خلال دراسته لسورة القمر، في دلالة على غنى النص القرآني الذي يبقى منهلاً للدارسين والقراء بكافة مستوياتهم.
وتضمن الكتاب مقدمتين لكل من الأستاذ الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والأستاذ الدكتور بن عيسى بطاهر، أستاذ البلاغة والأسلوبية بجامعة الشارقة، اللذان أشادا بمضمون الكتاب وأهميته العملية في حقل الدراسات الأسلوبية الحديثة وخاصة في نصوص القرآن الكريم.
وعرف الكتاب في المدخل العام في كتابه بالدراسات الأسلوبية وقارن بينها في التراث العربي القديم واللسانيات الغربية الحديثة، وقبل الشروع في فصول الدراسة تناول الباحث التعريف بسورة القمر والمحور العام الذي تدور فيه والموضوعات التي عالجتها السورة.
فيما تناول في فصول الكتاب على التوالي، المستوى الصوتي في سورة القمر من جهة الإيقاع الصوتي ووظيفة الفواصل في الإيقاع العام للسورة وأبرز الظواهر الصوتية التي رصدها الباحث، متتبعاً دلالة جرس اللفظ على توكيد المعاني وزيادة بيانها، بالإضافة إلى دراسته ظواهر الإبدال والجناس في آيات السورة.
أما الفصل الثاني من الكتاب فتناول المستوى الصرفي من خلال رصد أنواع الأبنية الصرفية وبنية الأسماء وبنية الأفعال، وصولاً إلى الفصل الثالث الذي استقصى فيه الكاتب المستوى التركيبي في سورة القمر من خلال خمسة مباحث تطرقت بالتحليل إلى الجمل الفعلية والاسمية، وأسلوب التقديم والتأخير في بناء الجملة، والحذف، وأثر الأساليب المختلفة في الدلالة وأساليب الاستفهام والأمر والشرط والترقي والتوكيد.
وتناول الفصل الرابع والأخير المستوى الدلالي في سورة القمر، من خلال ستة مباحث، شملت دراسة انتقاء المفردة القرآنية والحقول الدلالية والمشترك اللفظي ودلالة عنوان السورة والتصوير البياني في آياتها والتوسع الدلالي.
وخلص الباحث في خاتمة دراسته التي استند فيها إلى قائمة غنية من المصادر والمراجع اللغوية والبحثية إلى أن سورة القمر تميزت بظواهر صوتية واضحة لا يمكن للدارس الأسلوبي إلا أن يقف عندها ليتأمل الإيقاع الصوتي القوي المتصف بالإيجاز والسرعة والحضور المكثف للأساليب البيانيّة التي تناسب موضوع السورة.

دور التبادل الثقافي
أكد دبلوماسيون من دولة الإمارات وإيطاليا وكوريا الجنوبية أن الدبلوماسية الثقافية تمد جسور التواصل الإنساني بين الشعوب، وتسهم في تعزيز الحوار بين مختلف الحضارات، وتمهد بشكل أعمق لترسيخ قيم السلم والتسامح والتعايش بين الثقافات في الشرق والغرب.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت مساء اليوم الرابع من الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تستمر فعالياته في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 من الشهر الجاري تحت شعار "كلمة للعالم"، وشارك في الندوة كل من سعادة عبدالله الشامسي، سفير الدولة في أوغندا، وسعادة مون بيونج جون قنصل عام جمهورية كوريا الجنوبية في الإمارات، وأدارتها الإعلامية منال الخطيب.
وتحدث سعادة عبدالله الشامسي، سفير الدولة لدى أوغندا، حول الدبلوماسية الثقافية، مشيراً إلى  أنها ترتكز على التبادل الفكري والمعرفي عبر التعريف باللغات والعادات وإقامة المشاريع الثقافية التي تسهم في تطوير العلاقات الثنائية بين الشعوب.
وأشار إلى مكرمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المتمثلة بتمويل سموه معهداً تقنياً تم افتتاحه منذ سنة ويعتبر أحدث معهد في شرق أفريقيا يخرج طلبة لديهم مهارات تقنية عالية، موضحاً أن العلاقات الإماراتية الأفريقية قديمة جداً وأن البناء عليها يسهل التقارب بين الشعوب الأفريقية والعربية وبين أفريقيا والإمارات على وجه الخصوص.
وأوضح أن دولة الإمارات تولي اهتماماً  كبير ببناء جسور التواصل والحوار الثقافي مع العالم، وأن إمارة الشارقة تسهم بدور كبير في هذا الجانب من خلال مشاركات هيئة الشارقة للكتاب في أكبر وأهم  المعارض حول العالم، ولفت إلى التعاون القائم بين الإمارات والمنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والرعاية التي توليها إمارة الشارقة لجائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية التي انطلقت منذ العام 1998 لتكافئ سنوياً أفراداً أو مجموعات أو مؤسسات لها إنجازات في مجال توسيع نطاق المعرفة بالفن والثقافة العربيين، وجائزة اليونسكو-حمدان بن راشد آل مكتوم لمكافأة الممارسات والجهود المتميّزة لتحسين أداء المعلمين.
وتحدث حول الصلات الثقافية بين الإمارات وإيطاليا من خلال تجربته في تمثيل الدولة في مدينة ميلانو، وما تم من تنسيق وتعاون مع الجامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو التي تدرس اللغة والثقافة العربية، والذي أفضى إلى تنظيم مهرجان للغة العربية في ميلانو شاركت فيه هيئة الشارقة للكتاب ودعمت المهرجان الذي صاحبه معرض للكتاب العربي ولا يزال مستمراً كأكبر معرض للكتاب العربي في القارة الأوروبية منذ انطلاقه للمرة الأولى في العام 2018.
وأشار إلى ما تنفذه وزارة الثقافة بدولة الإمارات من مشاريع تعاون دولية لترميم كثير من الآثار حول العالم، ضمن جهود الدبلوماسية الثقافية في الإمارات المستمرة لمد جسور التعاون بين الشعوب من بوابة الثقافة، وأكد أن المؤسسات الثقافية الإماراتية تسهم بدور كبير في تعزيز الروابط الثقافية مع العالم لخلق تعاون ثقافي دائم، وخاصة في مجال معارض الكتب وإنتاج الكتب الصامتة لدعم أبناء اللاجئين.
وختم الشامسي حديثه بالإشارة إلى أهمية الدور الذي يسهم به التعاون الثقافي في إبعاد الشعوب عن شبح الحروب ونشر ثقافة التعايش السلمي، واستعرض جانب من تجربته الدبلوماسية في أوغندا ودور دولة الإمارات في دعم التعليم في شرق أفريقيا.
وبدوره تحدث مون بيونج جون قنصل عام جمهورية كوريا الجنوبية في الإمارات في الندوة، مشيداً بالعلاقات الثقافية بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات،  شهدت ترجمة عملية قبل أسابيع من خلال تنظيم الأسبوع الثقافي الكوري في الإمارات، وقبل ذلك الاحتفال  بالذكرى الأربعين للعلاقات الإماراتية الكورية.
وكشف القنصل الكوري عن سعادة بلاده للمشاركة كضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورة العام المقبل، إلى جانب سعادة كوريا لحلول الشارقة ضيف شرف معرض سيول في يوليو من العام القادم لتكون الشارقة حاضرة في المعرض الذي يصل عمره إلى أكثر من 70 عاماً.
وأشار القنصل الكوري إلى أن الحضارة العربية والإسلامية تحظى باهتمام كبير في كوريا الجنوبية من بوابة تعلم اللغة العربية في جامعاتها، والتعريف برموز الفكر والأدب العربي لدى الطلاب الكوريين، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الثقافية تحفز على التواصل والتقارب وتعزيز العلاقات الإنسانية بين الأفراد والشعوب والحكومات، وأن هذا ما يحكم التعاون الثقافي بين حكومة كوريا الجنوبية  والحكومة الإماراتية، وأوضح أن من أبرز مشاريع التبادل الثقافي التي تعزز التقارب بين الشعبين الكوري والإماراتي  تبادل تدريس اللغتين الكورية والعربية.
وفي مداخلة له خلال حضوره للجلسة، عبّر سعادة لورينزو فانارا، السفير الإيطالي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة عن فخر بلاده لكونها ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ41، وأشار إلى أن الوفد الإيطالي جاء إلى الشارقة بـ 17 كاتب و12 دار للنشر وعدداً من الطهاة المشهورين والعروض الفنية للكبار والأطفال ومجموعة من الفعاليات التي تكشف عن تنوع الثقافة الإيطالية المعاصرة.
وعبر السفير الإيطالي عن سعادته لتكرم صاحب السمو حاكم الشارقة بزيارة جناح إيطاليا ضيف الشرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دلالة على الحفاوة بالثقافة الإيطالية وتعزيز الحوار الثقافي والحضاري بين الإمارات وإيطاليا.
وأشار إلى أن الإيطاليين ورغم الحداثة وانتشار الاجهزة الرقمية لا يزالون يقرؤون الكتب وينقلون عادة القراءة إلى الأجيال الشابة ليستمر تنوير عقول الشباب وتعميق وعيهم ليتمكنوا بالعلم والثقافة من مواجهة تحديات المستقبل.

جلسة "موسيقانا"
أكد متحدثون أن الموسيقى تبقى لغة إنسانية مشتركة تصقل نفس الفرد وتعالج روحه وتعبر عن مشاعره بالنغمات، وأنها تمكن الإنسان من قول ما لا تجيد الكلمات التعبير عنه في مختلف المواقف والمناسبات، إلى جانب قدرتها على تمثيل ثقافات الشعوب وتنوعها الحضاري.
جاء ذلك في جلسة بعنوان "موسيقانا"، ضمن برنامج فعاليات الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وتحدث فيها كل من الباحث الموسيقي الإماراتي علي العبدان، وعازفة التشيلو الإيطالية أليجا كاباجلي، المشاركة ضمن برنامج ضيف الشرف المعرض، وأدارتها الدكتورة ولاء الشحي.
أوضحت العازفة الإيطالية أليجا كاباجلي أنها اختارت مسار الموسيقى منذ طفولتها لتعبر عن مشاعرها، ولم تلجأ لكتابة القصص إلا بعد أن عاشت مع الموسيقى وخاضت تجربة العزف مع فرقة موسيقية لمدة 4 عقود، حتى أصبحت الموسيقى جزءاً من شخصيتها، تساعدها على التواصل مع ذاتها باعتبارها لغة قادمة من أعماق الروح.
وتحدثت حول تجربتها مع تأليف كتابها القصصي الأول الذي صورت فيه جانباً من سيرتها وحكايتها مع والدها الذي فقد بصره، وكيف تمكنت من خلال العزف من إدخال السعادة إلى قلبه ومنحه بعض السعادة عبر العلاج بالموسيقى، مشيرة إلى أن تجربتها مع والدها علمتها أن من يفتقد القدرة على قراءة الكلمات يمكن أن يجد في الاستماع إلى الموسيقى ما يوازي نعمة القراءة وأثرها الإيجابي.
وبدوره تحدث الباحث الإماراتي علي العبدان حول رؤيته للموسيقى موضحاً أنها تأتي من الداخل لتصور مشاعر الفرح والحزن والحيرة، وغيرها من الأحاسيس التي يعبر عنها الموسيقيون من خلال المقامات العربية التي تختلف قدرتها على تصوير خيال وشعور الإنسان الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.
ورأى العبدان أن الموسيقى في أبسط تعريفاتها هي الصوت المنظم إنسانياً، إلى حد أن أغلب الفنون تطمح في أن تصل إلى مرتبة الموسيقى من حيث قدرتها على التعبير المجرد بعيداً عن الكلمات كما في الكتابة وبعيداً عن الخطوط والألوان كما في الرسم أو المواد التي تستخدم في فنون النحت.
وأشار إلى أن الموسيقى العربية كانت تقف وراء فن الشعر واستمرت القصيدة في المقدمة، فاحتلت الموسيقى وظيفة ثانوية، إلى أن أبدع موسيقيون عرب في العصر الحديث موسيقى آلية ومقطوعات مستقلة، وذكر أسماء مجموعة من العازفين والملحنين الذين اشتهروا بالتأليف الموسيقي مثل عازف العود العراقي منير بشر وغيره.
وتناول العبدان جانباً من تاريخ الغناء والموسيقى في دولة الإمارات من خلال تجربته في التوثيق وتتبع تاريخ الفنانين وشركات الإنتاج التي بدأت تسجيل أولى اسطوانات المطربين الإماراتيين منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وخص بالذكر شركة "دبي فون" التي بدأت بإنتاج تسجيلاتها في عام 1952.

الوصول إلى الريادة في الفن يحتاج تضحيات كبيرة
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال فعاليات دورته الـ41، ندوة بعنوان "شهادات فنية في الحراك الثقافي"، استضاف فيها د. نجاة مكي، ود.محمد يوسف، وروى خلالها الفنانان قصص كفاحهم للوصول إلى مرحلة "الإبداع الفني"، وأكدا أهمية أن يكون الفنان قريباً من الجمهور وأن يقدّم تضحيات كثيرة وصبراً للوصول إلى الريادة.
وقالت الفنانة التشكيلية الإماراتية وعضو مجلس دبي الثقافي، الدكتورة نجاة مكي: "إن الفنان يجب أن يكون قريباً من الجمهور، فالريادة لا تأتي بين يومٍ وليلة لكنها تحتاج الكثير من الوقت والمجهود والصبر والتضحية"، مشيرة إلى أن الخروج إلى بلد بعيد والسكن فيه هو تحدي وتضحية بالنسبة للفنان، مؤكدة كذلك أن الفنان لابد أن يتحمل وأن يكون لديه تراكمات؛ فالعمل الفني يجعل الشخص قادراً على التقاط الأشياء في المعارض.
وأضافت: "علاقتنا ببعضنا كفنانين تعطينا دافعاً"، لافتة إلى أن الدافع وراء دراستها للفن هو إصرار معلمتها في الابتدائية على التحاقها بأكاديمية الفنون الجميلة؛ قائلة: "بالإضافة إلى الموهبة قررت في مرحلة دراسية أن أكون أفضل من ذي قبل، ووضعت في عقلي أنه لا خيار ثانٍ أمامي سوى دراسة الفنون".
وأوضحت الفنانة نجاة مكي، أن الفنان يعيش مع الخيال؛ الذي لولاه لما كان هناك فنٌ، فالحلم يحقق الخيال من خلال الألوان والرسم، مضيفة: "كانت لي تجارب عديدة مع شعراء وكتاب وموسيقيين، لأن الفن مع الأدب والشعر هو طريق واحد وثقافة واحدة لا يختلفان؛ فاللوحة الفنية لها خط وكذلك النوتة الموسيقية؛ فكلها منظومة واحدة."
وأكدت أن كل فنان يتأثر بالبيئة المحيطة به، لأن شخصيته هي التي تتكون من الطفولة مع البيئة، لافتة إلى أن التنوع في بيئة الإمارات ساهم في ظهور فنانين تشكيليين ذوي مستوى فني عالٍ، يختلف أسلوبهم باختلاف بيئاتهم التي نشأوا فيها.
وقالت، إن البيئة تؤثر على الرؤية البصرية لأن الأماكن تمثل تراثاً كبيراً يبدو في الأماكن والأسواق والألوان الفنية، حيث نستخدمها كفنانين أحياناً باعتبارها رمزاً يعبر عن الإيقاع.
وقال الفنان التشكيلي الإماراتي الدكتور محمد يوسف: "أنا من جيل القاهرة وأعتز بأني خريج كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ولم أكن ذو خبرة أو هاوٍ للرسم، ولكن بالإدارة والتخطيط أصبحت الآن أستاذاً مساعداً في السنة السابعة بكلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، وهذا الأمر لم يأتِ إلا بالإرادة".
وأضاف محمد يوسف: "يومياً نتعلم؛ فقد تعلمت من طلابي الكثير، ودائماً يسجل الإنسان تراكماته، فقد تعلمت من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من رسومات أصحاب الهمم، التي علمتني الدروس الأولى في الرسم، لكن المسرح طغى على التشكيل بالنسبة لي".
وتابع يوسف: "الإبداع لابد أن يتحول إلى إصرار وصولاً إلى الهدف، وبات من الضروري عند المبدعين أن يغوصوا في الجذور، فهي ضرورة لكل مبدع ومرتبطة بالتراث الشعبي والفني، لذلك اعتمدت على أشياء كثيرة في تأسيسي"، مضيفاً: "يجب أن يحترمك العالم من خلال أدبك وتمسكك بجذورك، فلغة الأرض والجذور والتراث كلها عناصر تخدم المبدع".

"رسائل جوهرية"... ومضات فكرية تستهدف بناء الإنسان

افتتحت الكاتبة شيخة الجابري جلسة "في ضوء كتاب: (رسائل جوهرية)"،  بالقول: "(اتحاد الإمارات هو الإنجاز الذي علينا حمايته بالتعليم والعمل والتنمية والتطوير)، هذه الرسالة من كتاب قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة (رسائل جوهرية)".
جاء ذلك خلال جلسة نظَّمها "اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات"، لاستعراض ومناقشة كتاب قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أدارتها الدكتورة مريم الهاشمي، وحضرها الكاتب والروائي سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد.
وحول رسائل سموها أكدت شيخة الجابري أن الكتاب يحفل بالقيم والمثل العليا التي جاءت بطريقة سلسة  تسهل الانتقال من واحدة إلى أخرى، وأنها تنبع مما تتمتع به سمو الشيخة جواهر القاسمي من خبرة ومسؤوليات واهتمامات إنسانية كبيرة، وعقلية موسوعية في التنمية البشرية والحياة الأسرية، ورؤى تنطلق من فكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالاهتمام بالإنسان، وتسخير كافة الموارد من أجل بنائه فكرياً ومجتمعياً.
ورأت شيخة أن عوامل ومعطيات الحياة تغيرت، وفرضت ظروفاً أصبح المجتمع بسببها بأمسّ الحاجة إلى مثل رسائل الشيخة جواهر "الجوهرية"، الداعية إلى العودة بنا إلى قيمنا الراسخة، والتركيز على الأسرة لبناء المجتمع بوصفها اللبنة الأولى في التنمية المجتمعية.
وركّزت شيخة الجابري على الرسائل التي تمس المرأة، مؤكدة أن سمو الشيخة جواهر توصي المرأة قائلة: "لا تسمعي لمن يقول لك عيشي لذاتك فأنت لست تابعة لأحد، كلمة لا يراد بها إلا غرس الأنانية التي لا تليق بزوجة وأم"، مؤكدة أن هناك نساء وفتيات أغرتهن الحياة وأثر فيهن الذين يرفعون مبدأ "عيشي لذاتك"، ولكن المرأة الناجحة لا تعيش لذاتها، ولا تتعالى على أحد، لا على زوج ولا أبناء، لافتة إلى أن تلك الرسائل تحمّل المرأة شعوراً كبيراً بالمسؤولية تجاه من حولها، وتجاه مجتمعها.
وأشارت الجابري إلى أن هذه الرسائل تعطي وعياً لدى المقبلين على الزواج بأهمية ما هم مقبلون عليه، من مسؤوليات، وتحتم عليهم النظر إلى الزواج كبيئة متكاملة من التعاون المشترك بين أفرادها للنهوض بها والحفاظ على سلامة استمرارها.
وحول حضور الشباب في رسائل سمو الشيخة جواهر، أكدت شيخة الجابري أن سموها تخاطب الشباب والأجيال القادمة وتوصيهم بأن يكونوا "قامات كبيرة في مجتمعنا العربي... وأن يعكسوا غرس الشارقة"، وهذا يدفع بالشباب إلى أن يحفزوا الإبداع في ذواتهم، وأن يتطلعوا للإنجاز العالمي. لافتة إلى أن سموها تريد من الشباب أن يكون محركاً رئيسياً ودافعاً للتنمية والتطوير، ولذلك وجهت هذه الرسائل: "إلى أبنائي مع التحية”.

كيف تتحوّل قصص الأطفال إلى أعمال فنية مرسومة
فتحت جلسة "بين الصور والأفكار" في الدورة الـ 41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، حديث الفن والجمال والشغف والمتعة، حيث جمعت الرسامة الإيطالية نيكوليتا بيرتيل، والرسامة الإماراتية الشابة علياء البادي، وأدارها الكاتب محمد أبو عرب.
الفنانة الإيطالية نيكوليتا بيرتيل، التي تملك تجربة تتجاوز 30 سنة في الرسم للأطفال أكدت على أهمية الشغف في كل المجالات الإبداعية، وخاصة فن الرسم، لما يتطلبه من انهماك وصبر وعزيمة، تحتاج إلى تناغم روحي كامل، موضحة أنها تقوم برسومات وتلوينات عديدة قبل الاستقرار على اللوحة النهائية.
وتحدثت نيكوليتا عن تجربتها في رسم أدب الطفل، وانهماكها فيه، في الوقت الذي تقوم بمهماتها اليومية، حيث تمتلك مدرستها الخاصة لتعليم الفنون، كما ترافق الأطفال في كثير من الأحيان إلى المكتبات والمتاحف، لكن اللوحات ترافقها مع ذلك وتنمو فيها كبذرة، وهي تستمتع بهذا وتدعو الرسامين لذلك، مشيرة إلى أنه "خلال ذلك دائماً ما يكون هناك بحث مستمر، لأن الصورة لا تأتي بشكل مباشر، وهي في ذلك شبيهة بالموسيقى والرقص، من يدخلهما لابد له من التموج، ولابد له من التخيل ومن المشاعر ومن الرضى والتناغم".
نيكوليتا التي قامت بإنجاز 120 كتاباً مصوراً بينت أن الرسم يقول الكثير من الأشياء، وهي في شراكتها مع الناشرين والمؤلفين تقرأ النص أولاً لتستخدم رؤيتها الخاصة، وعادة ما ينتج عن ذلك نتيجة رائعة، لأن كل فنان لديه وجهة نظر خاصة في النظر إلى النص، وإلى الألوان، لافتة إلى أنها لا تعمل رقمياً لكنها تعمل يدوياً، وذلك يحتاج حساسية عالية لتوصيف المشاعر والأشياء التجريدية في محتوى مقدم للأطفال"، وعرضت مجموعة من نماذج رسوماتها وكتبها، داعية جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى الاستمتاع لكن بجدية، واصفة ما رأت من احتفاء بالثقافة الإيطالية في المعرض بالمذهل، وكأنها في قصص ألف ليلة وليلة، مثمنة هذا التواصل وهذا الإبداع الذي يستلهم من تقاليد الشعوب ومن الجمال.
الفنانة الإماراتية الشابة علياء البادي، تحدثت عن طريقتها في تحويل النص المكتوب إلى عمل مرئي، واستكشاف عالم مختلف خلال رحلة تحويل التعابير إلى رسوم، فعندما تستلم النص، وتخبرها دار النشر عن الفئة العمرية المستهدفة، تحاول أن تقرأ الكتاب كقارئة وليست كرسامة، وهي تحرص على بناء علاقة بين الكتاب والطفل من خلال التلوين والتصوير.
وعن معرض الشارقة الدولي للكتاب قالت علياء البادي إنه يفتح فرصاً كثيرة للشباب من الموهوبين، أما عن التعبير عن المشاعر التي لا تستطيع أن ترسم كالفرح والحزن في الكتب الصامتة للأطفال فشرحت أنها تتطلب الإيحاء، من خلال نوع الخط والتلوين، والنظر خلف النص، وتوظيف الدلالات الثقافية والجغرافية المستوحاة من البيئة، والبحث المستمر حتى يقدم الرسام منتجاً إبداعياً بدون أخطاء، مضيفة أنها قدمت عملاً فنياً يحتفي بالتنوع البيئي، واستغرق ذلك منها وقت طويلاً في دراسة أنواع السلاحف في البيئات الشاطئية الإماراتية.
وأوضحت أنها تعكف حالياً على عمل عن «الكلاسيكيات الروسية»، تعلمت منه الكثير من القصص الشعبية وتفاصيل الأزياء والعادات في الثقافة الروسية، وهي متحمسة جداً لنشره، حيث قدمت تخطيطاته في معرض موسكو وأثنى الرسامون الروس على براعتها في رسم هذه الشخصيات، جازمين أنها من إبداع فنان روسي وليس فنانة إماراتية.

"لو كان"
شهدت فعاليات الدورة الـ41 لـ"معرض الشارقة الدولي للكتاب"، توقيع كتاب "لو كان"، للشاعرة والكاتبة اللبنانية لوركا سبيتي، في جناح "مجموعة كلمات".
يصحب الكتاب الصادر عن دار "كلمات" للنشر بكلماته الشاعرية، ورسوماته الإبداعية للفنانة الإيطالية فرانسيسكا دلأورتو، القرّاء الصغار في رحلة إلى عالم الخيال، ويعلمهم سبل التخلص من المشاعر والانفعالات السلبية، والمحافظة على كافة أشكال الإيجابية والمحبة، فمن العنوان، يحفز الكتاب الأطفال على إطلاق العنان لمخيلتهم والتفكير في الألوان والروائح.
تعالج الكاتبة فكرة المشاعر، سواءً الإيجابية أو السلبية، لو كان لها شكل ورائحة، فكيف سيكون هذا الشكل؟ وكيف ستكون هذه الرائحة؟ "لو كان للحب شكل، سيكون على شكل الوطن، ولو كان له رائحة، ستفوح منه رائحة ترابه".
ويبسط الكتاب فكرة معالجة المشاعر السلبية ويؤكد على أهمية معالجتها بدلاً من إخفائها، إذ لو كان للغضب، والحسد، والغيرة شكل ولون ورائحة، فلن تكون جميلة، ولهذا يتوجب على الأطفال أن يتخلصوا من هذه المشاعر وعدم السماح لها بالتأثير على حياتهم.
"لو كان للحزن شكل، سيكون مثل غصن مكسور، ولو كان له رائحة، ستفوح منه رائحة الحطب"، ولهذا من المهم أن لا نستسلم للحزن بل أن نستفيد منه في الإبداع وتحويله إلى فرح وطاقة إيجابية.
وأعربت الكاتبة عن سعادتها بالتعاون مع دار "كلمات" للنشر، والاختيار الموفق للرسامة الإيطالية، الذي يدل على احترافية الدار وعراقتها، وأشادت بجهود الشيخة بدور القاسمي، الإنسانة النبيلة التي تقدم كافة أشكال الدعم والتشجيع للثقافة والمثقفين، ولصالح الجمال والإنسان وبناء عالم أفضل.
لوركا سبيتي، شاعرة وكاتبة لبنانية، لها ست مجموعات شعرية، وصدر لها عن دار الساقي كتاب "سمسم في بطن ماما"، و"لي بدل البيت بيتان"، الحاصل على جائزة "اتصالات لكتاب الطفل" 2017، وأصدرت دار "كلمات" للنشر التابعة لـ"مجموعة كلمات" أحدث كتبها "لو كان" الذي وقعته شخصياً خلال فعاليات دورة العام الجاري من المعرض.