العدد 5084
الخميس 15 سبتمبر 2022
banner
المرأة الخارقة
الخميس 15 سبتمبر 2022

لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذي تضطلع به المرأة بشكل عام؛ إذ يظهر المشهد الاجتماعي دونها ناقصاً، وليس ذا جدوى أساساً، ويأتي التطور الحاصل في مجتمعاتنا يوماً بعد يوم ليلقي بظلاله على المسؤوليات المناطة بالمرأة في مقابل مسؤوليات الرجل، هذه المسؤوليات التي تتأرجح مع تغير الأوضاع والظروف الحياتية شيئاً فشيئاً إلى الحد الذي فقدت فيه الأسرة تواجد المرأة الضروري داخل بيتها حتى باتت التربية أكبر تحد يواجهها في الوقت الذي لم تكن تفوتها في الماضي لا شاردة ولا واردة متعلقة بمملكتها الأسرية.
في حالة ملفتة حقيقة، كانت الكثير من عاملات المنازل أو المربيات - إن صح وصفهن – يصطحبن الأبناء إلى مدرسة من المدارس، ولا يخفى على الجميع ما يعنيه اليوم الأول للطالب، اليوم الذي يبدأ فيه مسيرته التعليمية، فهو يوم مهم للغاية، وينبغي أن يكون إلى جانب الأبناء أحد الوالدين، أو كلاهما معاً؛ هو مشوار بسيط جداً بيد أنه قد يعبر عن اهتمام بالغ من قبل الوالدين في مثل هذا اليوم المميز، بينما يعكس الغياب الانشغالات الكثيرة التي قد تؤثر سلباً على الأبناء، هذا من جانب، ومن جانب آخر، لست مع نظرية “المرأة الخارقة” التي تستطيع عمل كل شيء بكفاءة فائقة وفي وقت واحد، خصوصا عند الحديث عن التربية، فهي عملية معقدة، مختلفة الأسلوب مع تباين الأعمار والعقليات والبيئات والثقافات وما إلى ذلك، ولا يمكن أن تتحقق عن بعد، ولا أن تترسخ وتتنامى وتقوى دون التواجد الفعال لركن أساسي من أركانها ألا وهي الأم.
وما يقود للحديث عن هذا الأمر، هو طبيعة الحياة الحالية وانشغالات المرأة العاملة بالتحديد حتى عن بعض ما يعتقد أنه خارج نطاق واجباتها، لكنه قد يعتبر واحداً من مقومات الشراكة الزوجية، وعليه فإن أي ظرف أو مبرر أو مسوغ اعتباري يمثل المحك الحقيقي الذي تمحص به المرأة في زماننا هذا، وهو التحدي الأكثر صعوبة، الذي لن يقهر بنظرية المرأة الخارقة، بل بوضع كل شيء في نصابه الصحيح دون المساس بحقوق أي طرف من الأطراف أو الانتقاص من بعض الواجبات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .