العدد 5066
الأحد 28 أغسطس 2022
banner
جزيل العطاء
الأحد 28 أغسطس 2022

 منح الله سبحانه الناس أجمعين أدواراً مختلفة مناطة بهم، يقدمونها من خلال مسيرتهم في الحياة، وغاية هذا كله العبادة؛ فالعمل عبادة، خلقنا لأجلها، كما جاء في سورة الذاريات “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”.


وينجز العمل بتفاوت وفقاً للأشخاص، وأفضل هذه الأعمال المنجز منها بإتقان، كما جاء في الحديث الشريف “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، بيد أنه يذهب البعض إلى أعظم وأجل من ذلك، وهو الإيمان بأن ما يؤدونه ليس مجرد فعل يتقاضون عنه راتباً أو أجراً، بل عطاء يفوق المتوقع والمطلوب منهم شرعاً وقانوناً.


ورغم المشاق الكثيرة التي قد يتكبدها بعض هؤلاء من العاملين المؤمنين بأدوارهم - لا العاكفين على النظر إلى المال فقط -، فهم يصرون أن تصير أعمالهم خالصة لله، ويدركون تماماً أن الفائدة منها أبدية، إلا أن البعض يعتبر هذا العطاء منافياً للمصلحة الخاصة؛ لما قد يترتب عليه من جهد مضاعف بدون مقابل مادي، ويضع الفرد بشكل دراماتيكي في مأزق تحول المبادرات إلى واجبات في وقت لاحق، ويعتقد حينها الآخرون أنها حقوق مكتسبة لهم، لكن من وجهة نظر أخرى مغايرة، فإنها تخدم الفرد ذاته، وثمارها خالدة لا تفسد.


يكمن الأمر كله باختصار في عظم مساعدة الآخرين وجزيل العطاء إلى الحد الذي يضمن الحقوق كافة، ولا يضيع حق أحد، وهو ما يجعل من المجتمع أكثر تماسكاً وثقة بالآخر، ويعتبر نقيض ذلك بطبيعة الحال ذا آثار سلبية على المجتمع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .