انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية بموضوع “الرنقينه”؛ وهي أكلة تقليدية بدأت إحدى السيدات البحرينيات محاولة كسب الرزق منها، واستعانت بأحد مشاهير السوشال ميديا من إحدى الدول الخليجية الشقيقة، ويبدو أن الأخير خانه التصرف أو التعبير أو أي سبب آخر لا نعلمه ليحدث ردود أفعال غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاطفاً من بعض الفنانين والمشاهير مثل الفنان طارق العلي، وآخرين.
الإشكالية تكمن في المسؤولية الكبيرة التي يتحملها مشاهير السوشال ميديا، والتي قد لا يعرف البعض منهم مدى عظمها، فضلاً عن حساسية الجمهور تجاه أية كلمة أو إيماءة تصدر من هؤلاء المشاهير، والتي يفسرونها بدورهم ويحللونها بطرق متناهية في التدقيق والتمحيص.
لكن الوجه الجميل جداً في التعاطف الكبير الذي أولاه الناس لهذه الإنسانة البحرينية البسيطة التي أرادت الاسترزاق والنهوض بمشروعها المنزلي البسيط، وهو تعاطف جليل وليس غريبا على أهل البحرين؛ الذين لا يدخرون جهداً في مساعدة بعضهم البعض، والتكاتف مع إخوانهم وأخواتهم من أهل البلد، وهي حقيقة يؤمن بها كل من يعرف أهل البحرين عن مقربة، وفي المقابل، ليس أمرا جديدا من أهلنا في دول مجلس التعاون الخليجي، أن يتعاطفوا ويتكاتفوا مع أهلهم في البحرين، فنحن جميعاً نشكل واقعاً حجر الزاوية الذي يجعل هذا البناء العربي الخليجي متماسكاً على الدوام.
مسألة بسيطة في شكلها، لكنها عظيمة في معناها وردود أفعالها، وحق من قال “رب ضارة نافعة”؛ فلربما أراد الله سبحانه لهذه السيدة أكثر مما كانت تتوقعه وتتمناه، فاللهم ارزقها من حيث لا تحتسب، وأبق مجتمعنا العربي الخليجي كما هو متماسكاً وقوياً دائماً بتكاتف حكوماته وشعوبه.