العدد 5071
الجمعة 02 سبتمبر 2022
banner
أين هي المرحلة الأخيرة المزعومة؟
الجمعة 02 سبتمبر 2022

طوال أكثر من عام ونصف على محادثات فيينا الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، لم يكن هناك ما يمكن أن يدعو المجتمع الدولي للراحة والاطمئنان، بل كانت هناك دائما حالة من القلق والحيرة وعدم الثقة واللاطمأنينة، والأنكى من ذلك أنه كانت هناك دائما الكثير من المعلومات التي تؤكد أن النظام الإيراني يلجأ لممارسة الكذب والخداع والتمويه، ويعمل على إطالة أمد المفاوضات من خلال تقديم مطالب لا علاقة لها بالمفاوضات.
لو عدنا إلى مجريات هذه المحادثات لوجدنا أنه وفي مراحل عديدة منها تم الإعلان تارة عن قرب التوصل إلى اتفاق، وتارة أخرى احتمال فشل وانهيار المحادثات والبحث في خيارات أخرى غير المحادثات، والآن وبعد أن صدرت تلميحات من مختلف الأطراف بأن هذه المحادثات وصلت إلى آخر مرحلة لها، لكن الذي يثير السخرية هو أنه وكما تؤكد التصريحات الأميركية أن الكرة في الملعب الإيراني، فإن طهران من جانبها تؤكد أن الكرة في الملعب الأميركي! والأكثر سخرية من ذلك أن الطرفين يؤكدان استمرار المحادثات، فأين هي المرحلة الأخيرة المزعومة؟!
القصة لم تصل للذروة، خصوصا بعد أن طفق النظام الإيراني يسرب معلومات بخصوص أن مقربين من خامنئي يطالبون رئيسي بتأجيل الاتفاق النووي لشهرين آخرين فقط، وأن كل شيء سيتغير لصالح النظام الإيراني، حتى أن صحيفة “كيهان” المقربة من خامنئي قالت بصراحة فجة “نحن لسنا الطرف الذي في عجلة من أمره، فإذا استمر الوضع نحو شهرين، شهرين فقط، سيتغير الوضع من الأرض إلى السماء”!، ويبدو واضحا أن بايدن الذي يتحف العالم بين فترة وأخرى بتصريحات أشبه ما تكون بمسكنات منتهية الصلاحية من أجل طمأنة العالم على حرصه على الحيلولة دون امتلاك النظام الإيراني القنبلة النووية، لكن السؤال هو: بماذا سيمنعهم، بهذه المفاوضات التعيسة أم بتقزمه وتقزيم أميركا أمام نظام صار العالم كله يعلم أنه مصدر التطرف والإرهاب؟!
محادثات فيينا منذ بداياتها ولحد الآن ليست إلا صفقة يمكن أن نظلم القذارة إذا ما شبهناها بها، لأنها تجري على حساب شعوب أخرى بل وحتى على حساب الأمن والاستقرار الدوليين. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية