العدد 4945
الجمعة 29 أبريل 2022
banner
اللعب مع الإرهاب
الجمعة 29 أبريل 2022

مع الكشف عن المقترح الجديد الذي تم تداوله في الكونغرس الأميركي والذي يبين أن إدارة الرئيس جو بايدن "تفكر بإلغاء العقوبات المفروضة على الحرس الثوري وإبقاء فيلق القدس بدلا عنه على قائمة الإرهاب"، وذلك من أجل تذليل العقبات للتوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإنه اتضح مرة أخرى أن هذه الإدارة كما يبدو طفقت تجنح لإبداء المزيد من المرونة "غير العادية" فيما يتعلق بأهم جهاز عسكري ـ استخباري للنظام الإيراني.

تعامل إدارة ترامب مع الملف الإيراني كان يسير وفق نهج بني على أساس أنه كلما "ازدادت الخطورة ازدادت الخيارات، وكلما قلت وتضاءلت الخطورة قلت وتضاءلت الخيارات"، وأن إدارة ترامب وبعد فرضها العقوبات القاسية التي شملت قطاع النفط الذي يشكل العصب الرئيس للاقتصاد الإيراني، فإنها قامت بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وهذه الخطوات لو دققنا فيها لوجدنا أن ترامب قام ليس بتقليم مخالب النظام الإيراني فقط، بل قام بوضع رسن على فكه ليحد من تأثير أنيابه، والذي لفت النظر أكثر أن ترامب قام بتصفية مايسترو النشاطات الإرهابية الإيرانية في المنطقة والعالم "قاسم سليماني"، وفي ضوء ذلك فإن خيارات النظام الإيراني في عهده لم تكن أبدا كما كانت في عهد سلفه أوباما، لكن الاقتراح البايدني بوضع فيلق القدس مكان الحرس الثوري وإزالة الأخير من قائمة الإرهاب، يعني فيما يعني السعي في إعادة شحذ مخالب وأنياب النظام الإيراني وبالتالي زيادة خطورته!

إدارة بايدن بمقترحها الهزيل والمثير للتهكم هذا، فإنها تبدو حقا متهافتة أكثر من توأم روحها إدارة أوباما في التوصل إلى صفقة مع النظام الإيراني حتى لو كانت تلك الصفقة تقترب من حد المشبوهية المفرطة، بحيث تعبث بمصطلح الإرهاب وتقوم بفذلكة سمجة فيه إلى الحد الذي تريد فيه إفهام العالم أن الحرس الثوري مختلف عن فيلق القدس، وهو يمثل الأخيار في هذا الجهاز فيما يمثل فيلق القدس الأشرار!!

لو تمت الصفقة النووية مع النظام الإيراني على هذا الأساس.. فإن الأجدى بإدارة بايدن أن تقوم بتغيير مصطلح "الحرب على الإرهاب" بمصطلح آخر أقرب لها فهما، وهو مصطلح "اللعب مع الإرهاب".   

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .