التحذير “الأكذوبة” للنظام والذي تم تفنيده ودحضه في وقتها، فإنه وفي الوقت الحالي وفي ضوء التحديات والتهديدات المختلفة التي تحدق بالنظام الإيراني، وفي ضوء تزايد دور ونشاطات الشبكات الداخلية لمجاهدي خلق ووصولها إلى حد اختراق مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية وكذلك وزارة الإرشاد، وبثها شعارات معادية للنظام وصورا لقادة المنظمة إلى جانب نشاطات أخرى كثيرة لا مجال لعرضها جميعها هنا، فإن في عودة طرح موضوع وفاة خامنئي وعدم وجود خليفة له وأن ذلك سيتسبب في اضطرابات قد تقود إلى نزوح 10 ملايين إيراني باتجاه أوروبا بحسب تحليل مايكل روبين، بمثابة رسالة أخرى عليها بصورة أو بأخرى بصمات نظام الملالي، لكن هذه المرة يتم توجيهها لأوروبا، وأن هناك 10 ملايين لاجئ سيتجهون إليها في حال سقوط هذا النظام جراء الفراغ السياسي الحاصل لعدم وجود بديل له!

هذا التوقيت في طرح هكذا موضوع بالغ الأهمية والحساسية، خصوصا أن هناك سجالا غير مسبوق بشأن إخراج جهاز الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية كشرط للنظام في محادثات فيينا المثيرة، يأتي في ظل مرونة غير مستساغة لإدارة بايدن الذي يبدو كأوباما في عجلة من أمره لإنجازها، كما أن طرح هذا الموضوع يأتي في ضوء الأزمة الأوكرانية والنزوح غير المسبوق للأوكرانيين باتجاه أوروبا، وذلك كعامل ضغط إضافي من أجل أخذ الأوضاع في إيران بنظر الاعتبار والعمل من أجل “ضمان كل ما من شأنه بقاء واستمرار نظام الملالي”، حتى لو كان ذلك على حساب إخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب و”عودة حليمة إلى عادتها القديمة”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سينخدع الغرب بهذه الأكذوبة الجديدة، ويصدقوا أن هذا النظام القرووسطائي لا بديل له بحق؟ وأن 8 انتفاضات قد اندلعت من تلقاء ذاتها ولم يكن هناك أي طرف سياسي على علاقة بالتمهيد لاندلاع تلك الانتفاضات؟!

وبحسب خبرتي ومعرفتي بمنظمة مجاهدي خلق، فإنها لن تخطو أية خطوة ما لم تحسب للخطوة التي تليها، فهل من المعقول أنها وعندما تنجح في إسقاط هذا النظام وهي الخطوة الأصعب، لن تتمكن من ملء فراغ هذا النظام وأن تصبح بديلا له!. “إيلاف”.