العدد 4923
الخميس 07 أبريل 2022
banner
البديل لنظام الملالي في إيران (1)
الخميس 07 أبريل 2022

مع أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا لا يزال الموضوع الأكثر قوة وطرحا في وسائل الإعلام العالمية، لما له من آثار وتداعيات على الكثير من الأصعدة، خصوصا من حيث احتمال أنه قد يؤدي إلى مواجهة عالمية مدمرة، لكن ذلك لم يمنع أو يقلل من شأن الملف الإيراني بمختلف جوانبه، خصوصا أن السياسة التي ينتهجها نظام الملالي في إيران كانت ولا تزال لها تأثيرات سلبية على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حتى أن التحليل الذي أعده الباحث مايكل روبين، من معهد أميركان إنتربرايز، من موجات لجوء قد تكون أكبر بكثير من موجة اللاجئين السوريين أو الأوكرانيين آتية من إيران، بحسب ما نقلته مجلة ناشونال إنترست الأميركية.


هذا التحليل ومع اختلافنا مع الاستنتاج العام له، إلا أنه يسلط الأضواء مرة أخرى على الملف الإيراني ويؤكد حساسيته وضرورة أخذه بنظر الاعتبار والأهمية على الصعيد الدولي، وعدم تجاهله.


قضية التحذير من حدوث اضطرابات في إيران على وقع وفاة مرشد النظام علي خامنئي وعدم وجود خليفة مناسب يمكن أن يحل محله، ليست المرة الأولى التي يجري طرحها، إذ سبق وأن تم طرح هذا الموضوع بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وما تم طرحه حينها من سيناريوهات كانت معظمها في غير صالح نظام الملالي ولا سيما في حال انتصار تلك الثورة، وكان معناه قطع الاتصال الوثيق لطهران بحليفه الاستراتيجي حزب الله اللبناني، لذلك فإن نظام الملالي المعروف بأساليبه وطرقه الشيطانية بالغة الخبث في الطرح والمقاصد الملتوية، فإنه قام وقتها بتسريب تحذير من أنه وفي حال سقوطه فإنه ستحدث اضطرابات غير مسبوقة في البلاد تقود إلى ارتكاب مذابح ومجازر مروعة، ما سيتسبب في موجة نزوح كبيرة جدا من إيران باتجاه دول المنطقة، وهذا التحذير كما يبدو يرسم المعادلة السياسية في إيران كما يحددها النظام، وفيه تجاهل مقصود للمعارضة السياسية القائمة ضده، خصوصا منظمة مجاهدي خلق التي اعترف خامنئي بعظمة لسانه بدورها في التخطيط لانتفاضة أواخر عام 2017 وقيادتها، مثلما تم اتهامها بمختلف الأحداث والتطورات التي أثرت سلبا على النظام، وأنها تشرف وتوجه وحدات المقاومة النشيطة في سائر أرجاء إيران. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية