+A
A-

سينما المخرج المجري ”بيلا تار“.. المثالية جدا


إذا شاهدتهم جميع أفلام المخرج المجري بيلا تار معا، يمكنك أن تعرف قي الحال أنها له، ببصماته والتحولات الملحوظة في فيلموغرافيته، هناك بالتأكيد استمرارية من حيث الموضوعات ونقاط الحبكة، ولكن في أفلامه الحديثة، يحفر تار انطباعا نهائيا لا يضاهى على السينما الحديثة، ويزين الشاشة بصفات رسمية يمكن التعرف عليها على الفور مثل صور صارخة بالأبيض والأسود، ولقطات فردية مطولة، وإعدادات مكتئبة، ومجموعة من الشخصيات البائسة والساخرة والمعدمة!


حقيقة الأمر في الحالتين بغض النظر عما إذا كان المرء ينظر إلى عمله على أنه تقدم غير منقطع للقواسم المشتركة أو كتقدم منقسم بشكل واضح هو أنه على مدار تسعة أفلام فقط وحفنة من الأفلام القصيرة والإنتاج التلفزيوني والأفلام الوثائقية، طور رؤية فريدة داخل المشهد السينمائي الدولي، وأصبح مدرسة بحد ذاته.
ولأن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو المكان الصحيح لتكريمه، أعلن المهرجان الكبير تكريم المخرج المجري بيلا تار في دورته الرابعة والأربعين التي ستقام في شهر نوفمبر المقبل، ويقيم المخرج ورشة عمل ممتدة على أيام المهرجان مع عدد من صناع السينما الشباب، بالإضافة إلى ماستر كلاس مفتوح للجمهور، ويعرض المهرجان فيلمين من أفلامه تمّ ترميمهما هذا العام، ليكون مهرجان القاهرة أحد أوائل المهرجانات التي يتم عرض تلك النسخ الجديدة فيها.
تقاعد المخرج البارع من الإخراج بعد إصدار فيلم "حصان تورينو" في عام 2011، وهو تصوير قاتم بالأبيض والأسود لفلاح وابنته تخلى عنهما الإنسان والجميع في كوخهما النائي الذي اجتاحته الرياح.
اللقطات الطويلة وحوارها وسردها علامات "تجارية" خاصة به، وربما يكون الأكثر شهرة بملحمته "ساتانانجو" التي استمرت سبع ساعات استنادا إلى رواية لمواطنه لازلو كراسزناهوركاي.
لن يكون مفاجئا أن نسمع تار يتحدث ليس عن النجاح التجاري في السينما، ولكن النزاهة الفنية في وقت يكافح فيه صانعو الأفلام المستقلون لجمع الأموال لإنتاج أفلام ذات إمكانات محدودة في شباك التذاكر. وقال تار في مقابلة سابقا: "الفيلم مختلف - لا يمكنك تدريسه، يمكنك أن تفعل شيئا واحدا فقط وهو تطوير صانعي الأفلام الشباب - منحهم الحرية، وإخبارهم أنه يمكنهم أن يكونوا شجعانا، ويمكنهم أن يكونوا أنفسهم، وأن يفعلوا ما يريدون حقا".
وإذا سبق له أن شاهد الكثير من أفلام هوليوود؟ يؤكد تار: "لقد فعلت ذلك كثيرا بالطبع، وعناك يعمل الكثير من الأصدقاء، وبالطبع أحببت أعمالهم، لكن هذا لا يعني أن لدي أي رغبة في رؤية ذلك! أحب أفلام تارانتينو، وشخصيا أحب اعمال الفنسوا كوارون، وكل الرجال المكسيكيين المجانين الذين بدأوا في احتلال هوليوود، أنا أحبهم كأشخاص وأحب أفلامهم، لكنني لم أفكر أبدا أن أفعل شيئا من هذا القبيل، أنا بعيد كل البعد عن هذا".


يعتبر المخرج المجري في قلب التكنولوجيا الحديثة نوعا ما، يقول عن موضوع تصوير فيلم عن طريق جهاز آيفون؟ أنه يعلم أنه يمكنه عمل فيلم باستخدام جهاز الآيفون الخاص به، لكنها ليست وظيفته! يقول: "في بعض الأحيان أدفع الشباب وطلابي في جميع أنحاء العالم للقيام بشيء ما باستخدام iPhone، ولاكتشاف طريقة جديدة للأفلام، أتذكر أيامي في اليابان وكيف كنت أدفع بعض طلابي هناك لتصوير شيء ما باستخدام الهاتف الذكي، ولكنني لا أستخدمه ككاميرا أفلام، حاول أن تجد طريقة مختلفة، كن تجريبيا وثوريا في عمل الأفلام".