+A
A-

ماهي أفضل طريقة لقياس النجاح الوظيفي.. الراتب أم المركز؟

عادة ما يربط الناس بين النجاح في قطاع الأعمال بمقدار الراتب الذي يحصلون عليه والمركز الوظيفي، وبحسب “موقع ceoworld.biz” أن هذين العاملين يعتبران أساسيان لنجاح الفرد في وظيفته، وإذا سألت شخصاً ما عن معنى النجاح في العمل عنده، فلا تتفاجأ عندما تسمع أن الكثير من القلق وساعات العمل الشاق التي لا تنتهي ينظر إليها على أنها تتحقق بنسبة 50 % من المرتب الجيد و 50 % أخرى من المركز الوظيفي الرفيع، ولكن هل هذه أفضل طريقة لقياس النجاح الوظيفي؟ على الرغم من أن البعض قد لا يخالفهم الرأي، فإن هذه ليست الطريقة المناسبة لقياس النجاح الوظيفي، فنحن لسنا “روبوتات”، وبعض العوامل النفسية تذهب أولا ومن بعدها الراتب والدرجة أو المسمى الوظيفي، وبالتأكيد أن  ”المال والمرتبة“ مهمان في حياة الموظفين، ولكن يمكن أن “تجعل منه شخصية كاملة وصحية عندما يكون هناك نقص في بعض الأساسيات الأخرى”.
إذا حاولنا أن نصنع دائرة ونضع كل العوامل الحاسمة التي تؤدي إلى النجاح، فإن هذه الدائرة ستشمل أولا الصحة النفسية، والصحة الجسدية، وحب ما تفعله، والحصول على أوقات الفراغ ومن ثم المرتب والمركز الوظيفي. وتبين الدراسات الاستقصائية أن الموظفين ذوي الصحة العقلية الجيدة أكثر إنتاجية، ومن ناحية أخرى ترتبط الأمراض النفسية مثل الاكتئاب بارتفاع معدلات الإعاقة والبطالة، فالصحة العقلية والنفسية الجيدة تحسن مزاج الشخص، وتقلل من مشاعر التوتر أو الغضب، وتساعد الشخص الواحد على إقامة علاقات جديدة، ويكون أكثر نشاطا ويحسن الثقة عنده مع احترام الذات، وفيما يتعلق بالنجاح في سوق العمل، يتعين على الشخص أن يأخذ هذا العامل في الاعتبار قبل كل شيء، في محاولة للحفاظ على صحته العقلية بمستوى عال، وتأتي الصحة الجسدية في المرتبة الثانية، فيمكن للتمارين الرياضية البدنية أن تبعدنا عن مشاعر الاكتئاب وتجعلنا نشعر بالمزيد من الفرح، والاستعداد لمواجهة كل صعوبات الحياة.
ومع وجود الصحة النفسية والجسمانية، فإن العامل الحاسم التالي الذي ينبغي أن نأخذه في الاعتبار لنجاحنا هو الشعور بالسعادة لما نعمله، فالناس الذين يحبون أعمالهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفاؤلا وحماسة وإنتاجية، مع ارتكاب أخطاء أقل، واتخاذ القرارات الصحيحة بصورة مستمرة. 
وجود وقت الفراغ ضروري للموظفين، مع العلم بوجود أوقات سعيدة لفعل ذلك، بالاستثمار الجيد لهذا الوقت بالتعلم واستثمار مهارات جديدة، والابتعاد عن الهواتف الذكية وإعطاء المزيد من الوقت لأصدقائنا أو عائلاتنا أو القيام ببعض الاعمال التطوعية.
وقبل أن نغلق الدائرة بالعناصر التي تكمل النجاح في الحياة المهنية، نضيف الراتب والمركز الوظيفي، فلا يغيب عن البال أن هذين العنصرين يسهمان في نسبة ضئيلة جدا من النجاح الذي يشعر به المرء مقارنة بما سبق ذكره.