لا توجد نهاية للعلوم، ولا توجد نهاية للمعرفة، فالمعرفة سر من أسرار الكون، ولا أرى أي حياء في أن يستمر الشخص في طلب العلم مدى حياته مادام لديه نهم المعرفة وشغف التعلم، أرفض تماما ما يحيد الفرد عن تحقيق أمانيه وطموحاته إن كان صاحب شغف كبير في الدراسة والتفقه في عدد من العلوم، ولم لا، فشهادة الانتهاء من المراحل الدراسية لا تعد سقفا للعلم ولا تقاس رغبات التعلم بأعمار الطامحين لذلك، وأستغرب حقيقة من المحيط غير المتفهم للأفراد المتيمين بالاستزادة في هكذا توجه، وكأنما العلم ينتهي بمجرد التخرج واستلام ما يثبت ذلك!
سمي العلماء بهذا المصطلح بسبب تبحرهم في عدد من العلوم، فتجد أغلبهم يفقه في كذا مجال، ويربط ما بين تلك المجالات أو أنه يستزيد في البحث والتبصر والتعلم في بحور العلم التي لا تنضب أبدا، لذلك فحصول الشخص على أية شهادة عليا لا يؤهله لأن يصبح عالما، بل هو بالأحرى مختص في موضوع ضيق ومحدود وهو أمر محمود لكنه لا يشبع فضول البعض، وأنا منهم، فلا ضير أن يتعلم الشخص وينهل من مناهل العلوم المختلفة إذا كان هذا الأمر يرضيه. الإشكالية الكبرى هنا التي تواجه الكثير وفي شتى أرجاء العالم أن العلم أصبح باهظ الثمن يحتاج إلى تمويل حقيقي، فحتى تبدأ غمار تجربة علمية جديدة بها الكثير من البحث والمعرفة، كأن تدرس شهادة دبلوم أو بكالوريوس جديد، أو حتى إحدى الشهادات العليا، يجب أن “تحسب الحسبة” لميزانية حقيقية، وهو أمر ثقيل خصوصا مع غياب الكثير من الجهات التي كانت سابقا تمول المنح والمراحل الدراسية، على العموم في الكثير من الدول المتقدمة أتاحت الجامعات إمكانية أن ينتظم الراغبون في دراسة بعض العلوم على شكل مواد دراسية اختيارية تشبع فضولهم دون الحصول على شهادة أو مسمى إلى أن يجتاز الفرد عدد ساعات معينة، لكنها على الأقل وسيلة متاحة للراغبين في الاستزادة من العلم!
ومضة
كلي رجاء أن يلقى موضوع تمويل طالبي العلم صدى، فالعلم إضافة واستزادة وبناء للمجتمع، وأصبح من مثلي ممن يؤمنون في “لا نهاية” العلوم في مأزق حقيقي أمام تسوية “قروشاتهم” بطموحهم العلمي الواسع.