العدد 5009
السبت 02 يوليو 2022
banner
فعلا حياة الإنسان تبدأ بعد الستين
السبت 02 يوليو 2022

اليوم نؤجل ما اعتاد عليه القارئ الكريم من طرح قضايا تتعلق بالشأن المحلي والضغوطات اليومية والمشاغل الاعتيادية، وكما قال الرسول الكريم “روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت”.
منذ أيام تواصلت عبر الهاتف مع عدد من الأصدقاء المتفائلين بالحياة الذين تخطوا الستين، والبعض منهم تعدى العقد السابع “والحمد لله أغلب ربعي اللي أتواصل معاهم مال وناسة، والطيور على أشكالها تقع”، جميعهم انصرفوا لحياتهم الخاصة بعد تقاعدهم من أعمالهم المختلفة، وحديثنا دار حول المرحلة العمرية التي نعيشها حاليا، فمن الطبيعي أن تكون لكل هؤلاء الأصدقاء رؤيته المشرقة للحياة، خصوصا في هذه المحطة العمرية، فالجميع متفق على أن حياة الإنسان تبدأ بعد سن الستين، و”بالذات إذا كان أمرتب روحه عدل وحاسب حسابه حق كلشي”، وذلك قبل أن يصل لهذه المرحلة، لكي يعيش حياة هادئة مستقرة بعيدا عن القلق والمنغصات والجدل والمشاحنات والهواجس التي قد تصادفه.
في الآن نفسه نجد أن السواد الأعظم ممن وصل إلى هذا العمر يعد ركيزة من أهم ركائز أسرته ومجتمعه، فالتجارب الحياتية المختلفة التي خاضها طيلة كل تلك السنوات، تؤهله لنيل هذه المكانة الاجتماعية الرفيعة كونه مكتمل الخبرة “وعركت رمته الدنيه وحكته الظروف زين أمازين”، خصوصا إذا كان إنسانا راشدا ومثقفا ومطلعا ومتابعا، وبهذا يكون مؤهلا كي يكون مرجعا للاستشارة وأخذ الرأي والتوجيه منه في الكثير من أمور الحياة، ويستعين بخبراته التراكمية المقربون له من أفراد أسرته أو أصدقائه أو أفراد مجتمعه.
إضافة إلى ذلك لننظر للشعوب الأخرى المحبة للحياة، والذين وصلوا إلى هذه المرحلة أو تخطوها، وكيف يخصصون لهم حزمة من البرامج تمتد على مدار العام، ويحرصون على تنفيذها بدقة “بيت النازل”، حتى من خلال تواجدهم في منازلهم وممارسة هواياتهم وأنشطتهم اليومية المختلفة بانتظام وعزيمة وإصرار، لذا دائما ما نجد على وجوههم علامات الرضا والقناعة بما يقومون به من أعمال وأنشطة يومية تعود على صحتهم ونفسيتهم بالنفع الكثير. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .