+A
A-

شاهدت لكم: الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة "تيتانيك"

عرض مهرجان العين السينمائي في افتتاحه الفيلم الفنلندي "الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانك" - The Blind Man Who Did Not Want To See Titanic للمخرج تيمو نيكي، وذلك في الحفل الافتتاحي للمهرجان، الذي انطلقت فعاليات دورته الرابعة مؤخرا في مدينة العين.

يأتي الفيلم في عرضه الخليجي الأول، تأكيدًا على التنوع والتميز في اختيارات المهرجان لباقة من أميز الأفلام، التي تم صنعها بحرفية عالية، ما يسهم في تبادل الثقافات والخبرات السينمائية، ومساعدة الجيل السينمائي الواعد في اكتساب المعرفة من خلال الأفلام العالمية وهو بقصة إنسانية وإخراج متقن، وحاز على العديد من الجوائز في فينسيا وساو باولو والجونة وغيرها.

الفيلم في فكرته حول فيلم المخرج جيمس كاميرون الشهير "تيتانيك" الأكثر إثارة على الإطلاق في شباك التذاكر العالمية، والذي شاهده الجميع حول العالم ماعدا الشخصية الرائدة في فيلم "الرجل الأعمى الذي لا يريد رؤية تيتانيك"، والذي هو ربما قد يكون واحدا من محبي الأفلام القلائل في العالم الذين لم يشتروا تذكرة في العام 1997 لمشاهدة تيتانيك.

إن تقديم الشخصية الأكثر غموضًا في هذا الفيلم والتي قدمها لنا المخرج تيمو نيكي، والذي يضعنا بصريًا على الأقل في نفس القارب مع شخصيته الرائدة في الفيلم جاكو (بيتري بويكولاين) الذي لم يعد قادرا على الرؤية بعد أن تسبب التصلب المتعدد في إصابته بالشلل من الخصر إلى أسفل وفقدان بصره ومن ثن اعتزاله الجميع ماعدا امرأة.

في هذا الفيلم المبدع نشاهد بالضبط كيف يرى العالم كرجل أعمى، فكل شيء في بؤرة ضبابية للغاية باستثناء جاكو نفسه، بينما هو يجرب الحياة يجري إلى مكالمته الصباحية من صديقته البعيدة بالمسافة سيربا (مارجانا مايجالا) وتناول الأدوية قبل أن يمر اليوم برسم من مكالمته الهاتفية العادية من أبيه والاستماع إلى تعليقات جيرانه، وهذا العنصر يبرز ويسلط الضوء على الطبيعة الحكمية للكثيرين فيما يتعلق بالإعاقة، أي أنه قد يكون شيئا "جلبه الناس على أنفسهم" أو أنه "في حالة مأساوية" نتيجة لذلك.

بعد عام من عمليات الإغلاق العالمي بسبب الوباء، أصبح معظمنا على دراية بمدى أهمية العلاقة بينه وبين سيربا، وربما لم يلتقيا جسديا أبدا ولكن صداقتهما حقيقية كما لو أنهما رأى بعضهما البعض شخصيا كل يوم. نيكي لديها لمسة خفيفة مع النص الذي هو قادر على رؤية الجانب المضحك من الأشياء. كما أنه يقدم الكثير من الأفلام الجانبية للتمهيد، يخرج جاكو إلى مقابلتها أخيرا عبر استخدام سيارتين أجرة وقطار" في الرحلة التي تمثل تحديا حقيقيا للمستخدم كرسي المتحرك لا سيما أن الوقت هو الجوهر.

رحلة جاكو، التي ستدفعه إلى الاعتماد على مساعدة "خمسة غرباء"، لا تسير كما هو مخطط لها وهناك شعور بأن جاكو لن يصل إلى نهاية مغامرته بالخروج من شقته بعد وقت طويل. خوف وقلق وضعف، هذا النوع من المنظور البصري يعطينا التركيز والدخول إلى داخل بطل الفيلم مما يعطيه كثافة تزداد من خلال تصميم صوتي مفصل يساعدنا على تقدير العالم من وجهة نظر جاكو والنعم التي نملكها من صحة وقدرة.

ويستفيد الفيلم أيضا من حقيقة أن نجمه بويكولاينين هو صديق قديم للمخرج والذي كتب بالتحديد هذا الدور له بسبب انه لديه نفس حالة شخصيته الخيالية بالفيلم، ما يعني أنه قادر على جلب الخبرة الحياتية فضلا عن مواهب التمثيل القوية، كما يدل على فوز ه بجائزة الجمهور في فينيسيا وتقديمه في عدة مهرجانات، وأيضا هناك نيكي الإضافة المهمة للكوميديا السوداء، جنبا إلى جنب مع القدرة على توليد التوتر المفاجئ من لا مكان تقريبا.