العدد 4831
الأربعاء 05 يناير 2022
banner
هل البرمجة وتقنية المعلومات للحمقى فقط؟
الأربعاء 05 يناير 2022

من أكثر ما يجعلني أبتسم هو عندما استمع لما يسمون أنفسهم بالخبراء المؤسسيين حين يقومون بانتقاد مبرمجيهم أو متخصصي تقنية المعلومات في شركاتهم ومؤسساتهم، خصوصا عندما يجعلونك تشعر وكأن هؤلاء الخبراء هم مجرد سلع سهلة الاستبدال، إن كنت من هذا الصنف فلدي أخبار لك، انت تعيش في الماضي السحيق وحان الوقت لتغيير نظرتك وان كان الوقت متأخرا في هذا الزمن.


تصميم حلول وليس مجرد كتابة سطور فقط
البرمجة ليست مجرد كتابة كميات كبيرة من السطور البرمجية (على عكس ما يتوقعه الكثيرون)، إنما هي حرفة تتطلب الكثير من المهارات الفكرية، أهمها وأكبرها التفكير بحلول لمشاكل عملية ووظيفية ضمن إطارات تقنية في غاية الصعوبة والتحديد. الكثير لا يستطيع استيعاب صعوبة تصميم بعض الحلول التقنية التي يتم استخدامها في هذه المؤسسات بشكل يومي، إذ إن هذه الحلول الحديثة لها اتصال مباشر بتخصصات في قمة التعقيد، كهندسة البرمجيات، الأمن السيبراني، تحسين الأداء البرمجي والكثير.


إذا رأيت مبرمجا يتأمل من النافذة هناك احتمال كبير أن ذلك المبرمج يقوم بحل مشكلة وتصميمها في ذهنه قبل الذهاب لمنصته المقدسة لكتاب وترجمة أفكاره لسطور برمجية في قدرتها تسهيل حياك إلى أبعد الحدود، لنعطهم بعضا من الاحترام والمساحة، ما رأيكم؟


هذا الحديث لا ينطبق على المبرمجين فقط، فخبراء تقنية المعلومات في الواقع الجاري في غاية الطلب، فتعقيد وصعوبة تخصص تقنية المعلومات يتطلبان كوادر ذات علم كبير وخبرة أطول لتحقيق الأهداف المؤسسية الجريئة.
إن كنت تدير كوادر أو أفرقة من هذا النوع وان كنت لا تعي صعوبة هذه المجالات فذلك أشبه ممن يعتقد بأنك بحاجة إلى 9 نساء لولادة طفل في شهر واحد، يا لها من فكرة رائعة.


احتفظوا بكوادركم قبل الهرب
نصيحتي لكل من يدير مجموعة من المبرمجين أن يقوم بمحاولة فهم ما يمرون به من تحديات تقنية، إذ إن خبرات المبرمجين الذين قضوا سنوات عديدة في مؤسساتهم لا تنحصر على البرمجيات ولغات البرمجة فقط، وإنما خبراتهم تحتوي الكثير من التجارب المختصة بمكان وسياق العمل (خبرة النطاق الوظيفي والعملي)، إذ إن تلك التجارب أغلى بكثير، ويجب عليكم تقديرها قبل خسارتها، لقد رأيت الكثير من المؤسسات التي تستعيد كوادرها بأغلى وأفضل العروض بعد خسارتها أول مرة، إنه أشبه بفلم لا ينتهي تكراره.


اهتموا بمبرمجيكم وخبرائكم، فالهرب والتغيير ليسا بحلين سيئين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية