العدد 4793
الأحد 28 نوفمبر 2021
banner
صلاة الظهر عند النواب أهم من كل شيء
الأحد 28 نوفمبر 2021

لن نطيل كثيرا في إيراد الأمثلة عن استهتار بعض النواب بمصالح المواطنين وابتعادهم عن المسؤولية الوطنية والعطاء الباذل من أجل السير قدما بالمجلس لكل ما فيه خير وصالح المواطن.
“صلوا الظهر ولم يعودوا للجلسة”، “لا نصاب.. النواب يتسربون بعد صلاة الظهر”، “استهتار وإضرار بمصالح المواطنين..”، “عادت رئيسة مجلس النواب فوزية زينل إلى القاعة عقب استراحة الصلاة ولم يكن هناك سوى 19 نائبا فقط عن بعد، فيما يحتاج النصاب إلى حضور 21 نائبا من أصل 40...”، هذا ما كتبته الصحافة المحلية يوم الأربعاء الماضي.
كتبنا عن المجلس السابق أن هناك نوابا رصيدهم في المجلس من العمل “يفشل”، ومعدلات غيابهم في ارتفاع، فهل يستحقون ما يدفع لهم من رواتب وامتيازات. أحد الزملاء كتب في صحيفة زميلة “هناك تجارب تستحق أن نتابعها ونستفيد منها في الدول العربية لتقييم النائب، مثل حملة “راقب النائب” في مصر، وتجربة “راصد” في الأردن”، لأن فكرة محاسبة النائب المقصر والمخطئ والفاشل والعاجز، فكرة يجب أن تترسخ وتأخذ مداها وأبعادها.
نعلنها بالأسلوب الفردي للمواجهة.. لماذا صليتم الظهر وتقربتم إلى الله تعالى، ثم لم تعودوا إلى الجلسة؟ هل تنتظرون إدانة مشبعة بالإعجاب وعظمة البطولة من قبل المواطن الذي يطالبكم برقابة الضمير والإحساس بحاجته ومصالحه، لندع الصحافة جانبا أيها النواب المتسربون، إذ يبدو لي أنه ليس من الصواب أن تلتمسوا من المواطن عفوه وأن تستجدوا الصفح بسبب صلاة الظهر، ملايين الناس تصلي الظهر في أماكن عملها وتعود بعد ذلك إلى تأدية دورها وواجبها في العمل الوطني، ونتحدى أي أحد منكم أن يأتينا بسبب مقنع يرفع عنكم الإدانة والتقصير، فأنتم تجاوزتم اللائحة بتعمد وهذا أفظع الشرور التي ترتكب بحق المواطن الذي يخرج من بيته في الصباح الباكر للعمل ويشتاق لسماع أي شيء مفرح منكم يتعلق بحياة أسعد وأجمل.
أسئلتنا ليست ملغومة بالتجني والتطفل، لكن العالم من حول المواطن يلتهب، تحترق معالمه بسبب الاستهتار وعدم النظر يمينا وشمالا والانتباه لمن ينادي عليكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .