+A
A-

في أسبوع الفضاء العالمي.. الرؤية الملكية السامية للاستثمار في الفضاء وعلوم المستقبل لأغراض التنمية المستدامة

تشارك مملكة البحرين الأمم المتحدة احتفالها بأسبوع الفضاء العالمي، الذي ينطلق في الرابع من أكتوبر، في إطار الرؤية التنموية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن ‏عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، بشأن تعزيز مكانة مملكة البحرين بين الدول المتقدمة في مجال الفضاء والاستثمار في علوم المستقبل بما يخدم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة.

ويأتي هذا الاحتفاء تجاوبًا مع قرار الجمعية العامة رقم 54/68 بتاريخ 6 ديسمبر 1999 بشأن تسليط الضوء على مساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان، وتعزيز التعاون الدولي في التوعية باستخدام علوم الفضاء وتقنياته، ويركز هذا العام على موضوع "المرأة في الفضاء"، ودورها في علوم الفضاء والتقانة والابتكار والاستكشاف.

وتعتز مملكة البحرين في أسبوع الفضاء العالمي، أكبر فعالية سنوية متعلقة بالفضاء في العالم، بما تشهده من إنجازات رائدة وتطورات متسارعة في هذا المجال منذ إنشاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وتنظيمها بموجب المرسوم الملكي رقم (11) لسنة 2014 وتعديلاته، ومواصلة دورها بالشراكة مع المؤسسات الوطنية ووكالات الفضاء والبحوث الدولية في العمل على النهوض بعلوم الفضاء وإنشاء بنية تحتية لمراقبة الفضاء والأرض، وتطوير الأبحاث العلمية والقدرات الابتكارية في تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وتطوير الموارد البشرية الوطنية والكفاءات العلمية المتخصصة، بما يواكب مسيرة التطور العلمي والتقني في تحقيق التنمية المستدامة.

ولقد ركزت الرؤية السامية لجلالة الملك على مواكبة الاتجاهات العالمية الحديثة بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في ‏القطاعات الإنتاجية والخدمية والتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، وتوجيهات جلالته في خطابه السامي لدى افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب بتاريخ 11 أكتوبر 2020 "نحو اكتساب وامتلاك معارف وتقنيات علوم المستقبل.. والتفوق في العديد من العلوم المتقدمة كعلوم الفضاء بفوائدها العلمية والبيئية، وعلوم الطاقة الذرية باستخداماتها السلمية لخدمة الإنسانية، لنمكّن أجيالنا من صناعة نهضتهم بالسبق والاحتراف العلمي والمعرفي".

وبفضل التوجيهات الملكية السامية، ودعم الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميـر سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تمكنت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء (NSSA) بالشراكة مع الهيئات الحكومية والأكاديمية والبحثية الوطنية من إنجاز العديد من البرامج والمبادرات والمشروعات العلمية والتقنية نحو تأسيس قطاع فضاء وطني مستدام، بدءًا بإنشاء "فريق البحرين للفضاء"، ويضم نخبة متميزة من الكوادر الوطنية العلمية والأكاديمية الشابة والمؤهلة من الجنسين، وإدماجها في العديد من الدورات التدريبية والعلمية المتخصصة في مجالات تحليل الصور والبيانات الفضائية وتصنيع الأقمار الصناعية، وحصول العديد منهم على درجة الماجستير في هندسة وعلوم الفضاء والمراكز الأولى في محافل عالمية.

وتابعت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء إنجاز العديد من المبادرات والمشاريع العلمية والبحثية، وفق خطتها الاستراتيجية (2019-2023)، من أبرزها؛ مشروع "بناء القدرات والتوعية" للترويج لعلوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء، وتجهيز "مختبر معالجة وتحليل الصور والبيانات الفضائية" وإنجازه صور وبيانات عالية الدقة عبر أكثر من 19 قمرًا صناعيًا يمر بفضاء مملكة البحرين، والعمل على بناء وإطلاق الأقمار الصناعية متناهية الصغر، وبناء وإطلاق قمر صناعي متوسط للاستشعار عن بعد، ودراسة جدوى إطلاق قمر صناعي لأغراض الاتصالات والبث التليفزيوني، علمًا بأن البحرين عضو وشريك في المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات)، منذ تأسيسها عام 1976 تحت مظلة جامعة الدول العربية.

وتحرص الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على توطيد أواصر الشراكة المحلية والعالمية لنشر الوعي وبناء القدرات الوطنية وتحفيز الابتكار والإبداع وتبادل الخبرات والمعلومات وتنفيذ المشاريع المشتركة في مجال الفضاء، عبر تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة مع عشر جهات وطنية (هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، المجلس الأعلى للبيئة، وكالة الزراعة والثروة البحرية، المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، جامعة الخليج العربي، جامعة البحرين، بوليتكنك البحرين، تمكين، بتلكو، وشركة تطوير للبترول) وتسع جهات عربية وعالمية (وكالة الإمارات للفضاء، مركز محمد بن راشد للفضاء، جامعة خليفة، أوربيتال سبيس، كالمان، ووكالات الفضاء البريطانية والإيطالية والروسية والمنظمة الهندية لأبحاث الفضاء)، وتعاونها مع الهيئة السعودية للفضاء، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووكالة الفضاء اليابانية، إلى جانب عضويتها في المجموعة العربية للتعاون الفضائي، ومكتب الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، وموافقة مجلس الوزراء على انضمامها للاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، فضلاً عن عضويتها في لجنة الفضاء المنبثقة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والعديد من اللجان الوطنية.

وجارٍ التعاون بين الهيئة ووكالة الإمارات للفضاء في بناء واختبار أول قمر صناعي بسواعد بحرينية لإطلاقه بنهاية العام الجاري، والعمل على بناء محطة أرضية فضائية مصغرة، وإنشاء مختبر للفضاء بالتنسيق مع جامعة البحرين ومختبر لبناء الأقمار الصناعية، والتعاون ضمن المجموعة العربية للتعاون الفضائي في مشروع "القمر الاصطناعي العربي 813‏"، وغيرها من المشاريع والمبادرات العلمية والبحثية بالتعاون مع مجلس التعليم العالي والجامعات المحلية والإقليمية، ووزارة التربية والتعليم، بما يسهم في إثراء البرامج العلمية والتدريبية وبناء وتعزيز وصقل القدرات الوطنية في مجال الفضاء وعلوم المستقبل، وتعزيز تطبيقات الاستشعار عن بعد وفوائدها في مجالات الزراعة، التخطيط العمراني، إدارة الموارد الطبيعية، الرصد البحري والساحلي، إدارة الكوارث، والبيئة، بما ينعكس إيجابيًا على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأعدت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء مسودة قانون للفضاء، يواكب انضمام المملكة إلى اتفاقية المنظمة البحرية للأقمار الصناعية (إنمارسات)، واتفاقية المنظمة الدولية للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وانضمامها إلى معاهدة المبادئ المنظِّمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى في عام 2019، واتفاقية تسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي عام 2021، وغيرها من الاتفاقيات الدولية.

واستطاعت مملكة البحرين أن تنجز مبادرات عديدة لتنمية القدرات الإبداعية والابتكارية للشباب في مجالات العلوم والبحث العلمي، وفقًا لبرنامج عمل ‏الحكومة والرؤية الاقتصادية 2030 بمبادئها المرتكزة على التنافسية ‏والعدالة والاستدامة، ومن أبرزها: تدشين صندوق الأمل لدعم المشاريع والمبادرات الشبابية بمرسوم ملكي في عام 2020 وبإشراف من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ‏ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس ‏المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وإطلاق "مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي" وأكاديمية الذكاء الاصطناعي التابعة لكلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين)، بدعم من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وغيرها من المبادرات العالمية ومن أبرزها: إطلاق "جائزة الملك حمد لتمكين الشباب من تحقيق أهداف ‏التنمية المستدامة"، واختيار المملكة في سبتمبر 2021 مقرًا لتأسيس مركز بيانات إقليمي جديد لتعزيز التحول الرقمي في العالم العربي بالتعاون مع جامعة الدول العربية.

وتفخر مملكة البحرين لدى احتفالها بالأسبوع العالمي للفضاء بما بلغته المرأة البحرينية بدعم من المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى من مكانة مرموقة وحضور مشرف في مجالات التعليم والتقدم العلمي والتكنولوجي، وتوليها مناصب تنفيذية رفيعة في مختلف المؤسسات العلمية والتقنية ومن ضمنها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، وسط اهتمام من المجلس تنمية المهارات والمواهب للتوجه نحو الإبداع والابتكار ضمن مبادرة "التوازن بين الجنسين في مجال علوم المستقبل"، دعمًا للجهود الوطنية في مجالات التكنولوجيا الماليـة والمدن الذكيــة والأمن الإلكتروني، والطاقة المتجددة، وعلوم الفضاء، والذكاء الصناعي، والأمن الغذائي، وغيرها.

إن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك المفدى ودعم صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ماضية في تعزيز إنجازاتها العلمية والتكنولوجية بالاستثمار في الفضاء وعلوم المستقبل، واستكشاف المواهب وتنمية القدرات الابتكارية الوطنية، بما يتوافق مع مكانتها المرموقة ضمن الدول ذات التنمية البشرية العالية جدًا والمتقدمة في رأس المال البشري، حريصة في ذلك على تعزيز دور الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وشراكتها المتميزة مع المؤسسات الوطنية ووكالات الفضاء والمؤسسات التقنية والبحثية العربية والعالمية، بما ينعكس إيجابيًا على نجاحها في الاستغلال السلمي للفضاء ودوره في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم التنمية المستدامة.