+A
A-

وطني البحرين تنظم محاضرة "القضايا الوطنية في الشعر البحريني المعاصر"

نظمت جمعية وطني البحرين محاضرة بعنوان "القضايا الوطنية في الشعر البحريني المعاصر" للشاعر فواز الشروقي، وذلك عن طريق برنامج "زووم" بحضور لفيف من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي من داخل المملكة وخارجها، وبإدارة من الشاعر محمد المبارك.

وفي بداية المحاضرة، أثنى الشروقي على الوعي الكبير لدى جمعية وطني البحرين بأهمية الشعر كمنجز من منجزات الوطن، وتخصيص مساحة مهمة من أنشطة الجمعية للحديث عن الشعر البحريني والرواد الأوائل في هذا المجال، الذين وضعوا اللبنات الأساسية للحراك الثقافي والأدبي في المملكة، والتضحيات التي قدّموها لإنشاء المؤسسات الأدبية والثقافية منذ مطلع القرن العشرين رغم الصعوبات والعقبات.

وأشار في محاضرته إلى أنّ تناول الشعراء البحرينيين موضوع الوطن كان مقتصراً على التغنّي بأمجاده والحنين إليه وتذكر الماضي الجميل فيه. ثمّ حدث التحوّل الكبير بدخول القضايا الوطنية في الشعر البحريني تأثّراً بحركات التحرّر العربي في فترة الخمسينات، وصولاً إلى قضايا الطبقية وغيرها التي وسمت الشعر البحريني في فترة الستينات والسبعينات.

وأوضح فواز الشروقي أنّ أحمد العوامل التي ساهمت في التناول المختلف للقضايا الوطنية كان تأثّر الشعراء الخليجيين بقصائد بدر شاكر السياب المتعلّقة بمعاناة الغوّاص ومواجهته للموت من أجل كسب لقمة العيش، وعلى رأسهم الشاعر الكويتي محمد الفايز في "مذكرات بحار"، ثمّ الشاعر البحريني علي عبد الله خليفة في ديوانه الأول "أنين الصواري"؛ وهو ما جعل عنصر "البحر"، وهو من عناصر البيئة المحلية المهمة، يخرج من كونه ديكوراً في قصائد الشعراء الرواد إلى أن يكون فاعلاً ومؤثراً وعاكساً لمعاناة الإنسان وألمه وصبره.

وأضاف أنّ الحركة الشعرية في الستينات شهدت تحوّلاً كبيراً بدخول مجموعة من الشباب للساحة الشعرية مع ما يملكونه من رؤى وأطروحات مختلفة، وسعيهم لجعل الشعر أكثر التصاقاً بالواقع المعاش، وأكثر تعبيراً عنه. وهو ما جعلهم في مناكفة مع التيار الآخر، وهو تيار الرومانسية الذي اتهموه بالتقوقع والانشغال بالذات والاقتصار على طرح الموضوعات الهامشية البعيدة عن نبض الشارع واهتمام الجمهور.