+A
A-

عبدالرزاق آل محمود: المحرق.. مجلس النواخذة والغاصة ودكة بن جلال

في حديثه بمجلس صحيفة البلاد الخامس بضيافة مجلس حسين محمد شوطير، قال المهتم بالتراث واللؤلؤ عبدالرزاق آل محمود..لو نظرت إلى خارطة المحرق ستعرف لماذا هي عاصمة اللؤلؤ والغوص والرجال الذين قاموا بهذا الدور، فالخارطة تجد فيها البحر من جميع الجهات ومفصولة عن المنامة، وكانوا يعبرون بالعبرات إلى أن تم إنشاء الجسر، وكذلك المناطق الملاصقة لها كالدير وسماهيج وقلالي والحد تعتبر كأنها منطقة واحدة، ومن عاش في المحرق كانوا مرتبطين بالبحر كصيادين أو أهل بحر يغوصون، وكان يفد إلى البحرين الغواصين من داخل وخارج البحرين، والكثير منهم يأتون من فارس وعمان ومن المملكة العربية السعودية، وكانت بالفعل هي مركز بالنسبة للغوص، والشخصيات والعوائل المشهورة في المحرق كبن هندي بوحجي وبن جلال مرموقة ولها تاريخها في المحرق، حتى أنهم يجتمعون في الأسواق والغواصين لهم أماكن خاصة بهم، ووجهاء البلد والنواخذة ورؤساء الغواويص كان لهم مجالس خاصة، وترى في الفترة الصباحية الغاصة يجتمعون في القهوة القريبة من سينما المحرق، والوجهات يجتمعون على "دكة بن جلال" بالقرب من سوق القيصيرية.

وعملية الغوص بدأت منذ زمن بعيد، وكان يخرج بين 4 إلى 5 ألاف سفينة بغاصة من داخل وخارج البحرين، وكان المركز وكل من يأتي للغوص يقصد المحرق ويسأل عن النواخذة ملاك السفن، في حال الحاجة لغيص أو سيب أو طباخ، وكلها مهن ارتبطت بالغوص باعتباره حياة البحرين في ذلك الوقت وبدأ من المحرق، ولا نغفل المناطق الثانية، لكن الوضع الجغرافي للمحرق جعلها هي العاصمة الرئيسية للغوص وتواجد أسماء البحارة، وهناك من بيته بالقرب من البحر لكن يخصص مكان لمراكبه، وفي نهاية موسم الغوص يتم سحب المراكب إلى الساحل لموسم الغوص القادم، وقبل بدء الموسم يحضرون النجارين لصيانة المراكب، وكانت الدولة لها باع طويل في حماية المهنة من أيام المستشار، وكان يذكر أن البحرين في السنة الفلانية كان مدخولها كذا ألف ربية، فالمحرق بلا فخر هي العاصمة التجارية.