منذ أن نشر تقرير المخابرات الأميركية حول خاشقجي والمتحدثون باسم الإدارة الأميركية سواء باسم البيت الأبيض أو باسم الخارجية يكررون مقولة احتواء المملكة العربية السعودية، ومن المهم أن نتعرف على مفهوم هذا الاحتواء وأبعاده السياسية وأهدافه.

إن مصطلح احتواء يعني بالمفهوم الاستراتيجي رؤية شاملة عسكرية واقتصادية وسياسية وتعبر عن أزمة ذات أبعاد متشابكة وقد تؤدي إلى فك العلاقات الثنائية إلى علاقات متأزمة وأول من استخدم مصطلح الاحتواء containment هو جورج كينان رئيس قسم التخطيط السياسي بالخارجية الأميركية عام ٤٧ بهدف ضرب حصار اقتصادي وسياسي على الاتحاد السوفياتي إيمانا منه بأن العداء أبدي، وتبقى محصلة الاحتواء بمفهومها القديم تحقيق المصالح العليا للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالوسائل السلمية المبطنة لدعم الأنظمة الرأسمالية الموالية لأميركا.

وتطور مصطلح احتواء إلى مفهوم آخر يسمى حافة الهاوية في عهد فوستر دالاس عندما حاول السوفيات التوسع في نشر أفكار حركة التحرر العالمي عبر العديد من دول العالم الثالث، خصوصا دول أميركا اللاتينية وشرق آسيا وأفريقيا.

وما يهمنا في هذا المجال أن سياسة الاحتواء لها أبعاد جيوسياسية واستراتيجية بعيدة المدى وتجزأ عبر مراحل متعددة حتى يتم تحقيق أهدافها، وما حصل مع العراق كان ضحية الاحتواء من عام ٩٠ وانتهى بغزوه في ٢٠٠٣ وقد سبقته العديد من دول أميركا اللاتينية.

إن سياسة الاحتواء يجب علينا دراسة أبعادها والدول التي دفعت ثمنها، ولدينا الوسائل والإمكانات التي تُفشل هذا المخطط الجهنمي... اللهم احمنا ممن يدعون أنهم أصدقاؤنا، أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم.