العدد 4537
الأربعاء 17 مارس 2021
banner
رائد البصري
رائد البصري
التنمية المستدامة تبدأ بالاستثمار في الناشئة
الأربعاء 17 مارس 2021

يشكل الاستقرار الأسري المادي والمعنوي حجر الزاوية في تنشئة الطفولة، كما يلعب التعليم والصحة دوران أساسيان في تنمية الناشئة لتكوين طفولة مرتكزة على أساس مجتمع مستدام للأجيال القادمة. ولكن من أجل تلك التنمية يجب مكافحة الظواهر التي من شأنها أن تكون عوائق أمام التنمية المستدامة حسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الذي عقد العام الماضي تحت عنوان "بيتنا يحترق"، إذ ركز المنتدى على ظواهر عدة تعيق بناء مستقبل أفضل للأطفال حول العالم. ومن تلك الظواهر:
ظاهرة التغير المناخي التي ضربت كثير من البلاد مند العقود الماضية وتسهم في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض كما تساعد في انتشار حمى الضنك وهي عدوة فيروسية ينقلها البعوض وأمراض أخرى مثل الملاريا والكورونا وغيرها.
كما يسهم التسويق التجاري المفترس الذي يستهدف الأطفال ومن يقدمون الرعاية لهم في استهلاك واسع النطاق للمنتجات غير الصحية، لاسيما الكحول والتبغ والسجائر، والألعاب الإلكترونية والمشروبات المحلاة بالسكر، وتبلغ الخسائر الاقتصادية العالمية المرتبطة بالاستخدام غير المناسب لبدائل حليب الأم والمرتبطة بانخفاض الذكاء والسمنة وزيادة خطر الإصابة بداء السكري والأمراض المزمنة الأخرى بما يقدر 302 مليار دولار.
أيضأ تشكل الحوادث المرورية القاتل الأول للأطفال والناشئة التي تتراوح أعمارهم من 5 إلى 29 عاما، ما يعني أن هناك حاجة ماسة لاتخاذ قرارات من أجل تحسين السلامة على طرقات المدن والريف.
وتعاني الكثير من المستوطنات غير الرسمية من الاكتظاظ السكاني سواء الوصول إلى الخدمات التي يعرضها لمخاطر مختلفة، لاسيما الحرائق والفيضانات ويعد إصلاح السكن امرأ ضروريا. كما تشكل قضايا الاتجار بالأطفال مثل استغلالهم في بعض المهن الشاقة من أجل التربح في الأسواق السوداء على حساب التعليم وصحتهم الجسدية.
وتلعب المشاكل والتفكك الأسري في غياب تنمية البيئة الحاضنة السليمة للطفولة، دورا مهما في التنمية المستدامة، وتؤثر الاضطرابات والحروب التي تؤدي إلى الفقر وضياع مستقبل الأطفال بشكل كبير في الطفولة، وبالتالي خسارة المجتمع للطاقات البشرية المنتجة مستقبلا.
ومن نماذج الاستثمار في الأطفال، مثلا في الولايات المتحدة لوحظ أن كل دولار من الفوائد المجتمعية يستثمر في ما قبل المدرسة يجلب فوائد عدة منها الحد من السلوك العدواني وتحسين التحصيل التعلمي. 
وتقوم دول عدة مثل نيوزلندا وكوريا وأرمينا على إطلاق الكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون؛ لضمان القدرة على الحد من انبعاث الغازات الضارة لضمان صحة أطفالها وسلامتهم.
وتدعو منظمة الصحة العالمية و"اليونيسيف" ومجلة "لانسيت" القادة على جميع المستويات بما فيهم رؤساء الدول والحكومات والمجتمع المدني وقادة الفكر لوضع الأطفال في مراكز الاستراتيجيات المستقبلية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وباختصار يجلب الاستثمار في الأطفال اليوم فوائد تدوم مدى الحياة وترثها الأجيال القادمة وهذه قيمة للمجتمع برمته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية