في إنجاز زراعي جديد استطاع المزارع البحريني الطموح حسين جعفر إنتاج ثمار التين بجودة عالية طوال العام في مزرعته الواقعة في هورة عالي، حيث استطاع بذلك أن يكسر قاعدة الإنتاج الموسمي للتين ويحوله إلى إنتاج مفتوح على مدار العام، ليحيي بذلك زراعة التين التي تقلصت بشكل كبير في البحرين ولتكون مزرعته أول مزرعة بحرينية تحقق إنجازاً فريداً من نوعه في هذا المجال، وهو محل تقدير وفخر واعتزاز لما وصل إليه المزارع البحريني، وفي حوارٍ سريع مع المزارع حسين الذي حدثنا عن حكاية التين التي انتشر سيطها بين البحرينيين حيث قال لي إن الفكرة بدأت حينما كان يبحث عن حل لمشكلة توقف الإنتاج في فصل الصيف، وعند ذهابه إلى إحدى المزارع بالمملكة العربية السعودية لفتت نظره بعض أشجار التين المثمرة في غير موسمها والتي كانت مزروعة داخل بيوت محمية، فأخذ يبحث عن هذه الأصناف المنتجة واستوردها إلى البحرين وبدأ تجربة زراعتها في بيوت محمية واسعة مع بداية شهر يونيو حيث أنتجت أول ثمارها بعد سنة تقريباً خلال شهر مايو، والإنجاز المفاجئ له أن ظل الإنتاج مستمراً طوال العام، وبعد هذا النجاح توسعت مزرعة حسين في زراعة التين وخصصت ما يقارب 45 بيتاً خاصا للتين حيث ينتج بكميات كبيرة ويتم بيعه في الأسواق المحلية إضافة إلى إنتاج الشتلات الجاهزة للزراعة. وبعد معرفة حكاية التين كان سؤالي لحسين عن تعميم تجربة التين الناجحة على محاصيل أخرى حيث أخبرني أنه بدأ تجربة زراعة الليمون بنفس الطريقة. وأكد لي المزارع حسين قدرة المزارعين البحرينيين على زيادة الإنتاج في حال التوسع في المساحات الزراعية بما يضمن الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في كثير من المحاصيل بما يدعم تحقيق رؤية جلالة الملك في الأمن الغذائي، وأن العقبة الوحيدة التي تقف أمامهم شح الأراضي الزراعية، منوها بالجهود المبذولة من قبل القيادة والدعم الواضح المتمثل في المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد. وللعلم فإن مزرعة حسين واحدة من أفضل المزارع المنتجة في المملكة والتي تنتج العديد من أصناف الخضار بجودة عالية، وما يميزها هو فتح أبوابها للزبائن للقيام بقطف ما يريدون شراءه بأيديهم وهو ما يؤسس نوعا جديدا من السياحة تجذب العديد من الزائرين سواء من داخل البحرين أو خارجها، وبلا شك زيارة المزارع المنتجة تعزز مفهوم الزراعة والأمن الغذائي وتشعر المواطن الزائر بقيمة الإنتاج الزراعي، ما يساهم في تعزيز روح الانتماء والحب لهذا الوطن. لذلك فإن كان هناك تكريم أو وسام يعطى للإنجاز الزراعي فمزرعة حسين تستحق ذلك بجدارة، كما نتمنى أن تحظى هذه المزارع المنتجة بمزيد من التيسير والدعم من مختلف الجهات التي في مقدمتها تمكين وأن يكون هناك مشروع لرفع كفاءة المزارع للوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير.