تزامناً مع دخول الطلاب أجواء الدراسة؛ قد يواجه الكثير من أولياء الأمور عقبة صعبة مع أبنائهم في فك الارتباط بالألعاب الإلكترونية التي زاد التعلق بها في زمن الكورونا، حيث أصبح جل وقتهم يستنزف في هذه الألعاب دون كلل أو ملل حتى وصلت غالبيتهم إلى مرحلة من الإدمان سيدخل على إثرها أولياء الأمور في صراعات ومعاناة حقيقية مع أبنائهم أثناء سحب البساط عن هذه الألعاب وإلزامهم بالتقيد بأوقات التعليم.

وفي الواقع فإن مشكلة إدمان الأبناء على الألعاب الإلكترونية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الآباء والأمهات لأنهم من قام بتوفير هذه الألعاب للأبناء وتجاهلوا دورهم التنظيمي والرقابي عليهم وكأنما جلبوها لهم ليس لأجل التسلية والترفيه في أوقات اللعب، بل بغية إسكاتهم لتصفو لهم الأجواء وينشغلوا بعملهم وحياتهم الخاصة فيما ينشغل الأبناء باللعب في عوالمهم الافتراضية، وبهذا يكون الطريق مهيأ للإدمان على هذه الألعاب الذي له سلبيات خطيرة أبرزها العزلة الاجتماعية التي تشعرهم بالوحدة سواء في المنزل أو المدرسة، علاوة على الكسل والخمول الجسدي والفكري واكتساب العنف وضعف التحصيل العلمي، وهنا تتحول هذه الألعاب الإلكترونية من فيتامين يمنح التسلية والمرح ويرفع المعنويات إلى وباء يعصف بعقول ونفسية الأبناء.

وفي عصرنا الحالي من الصعوبة فك ارتباط الأبناء بالألعاب الإلكترونية بشكل مفاجئ لأجل انخراطهم في التعليم والتفرغ لمتطلباته، لأن القطع المباشر قد يؤدي إلى نفور الأبناء عن التعليم لأنه حل محل شيء محبب لهم أدمنوا عليه، فالمسألة تحتاج هنا إلى وضع حلول مناسبة للموازنة بين التعليم واللعب من أجل وقاية الأبناء والحفاظ عليهم من النتائج السلبية التي قد تنجم عن هذه الألعاب، خصوصاً مع وضع التعليم عن بعد والذي يلزم فيه الأبناء بالجلوس أمام الشاشات الإلكترونية للدراسة، ما يعني أن الأبناء سيقضون ساعات طويلة من يومهم أمام الأجهزة الإلكترونية بين تعليم ولعب.

من وجهة نظري فإن أبرز الحلول لهذه المشكلة تتمثل في تقنين أوقات اللعب مع عدم إغفال الرقابة على محتوى الألعاب الذي سيتضح بمشاركة الآباء أبناءهم في هذه الألعاب للتأكد من سلامة طرحها، وكذلك إدخال الألعاب التعليمية التي تفيدهم في الدراسة وتحفزهم على الإبداع والابتكار خصوصاً مع الأطفال الصغار.