+A
A-

ترنح الهدنة في كاراباخ.. واتهامات متبادلة بين الطرفين

مازالت أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بانتهاك هدنة تم التوصل إليها قبل 4 أيام بهدف إخماد قتال على إقليم ناغورنو كاراباخ، فيما ظهرت مخاوف مجموعات دولية من تفجر أزمة إنسانية في المنطقة.

وأعلنت أذربيجان، الأربعاء، أنها قصفت موقعا لإطلاق الصواريخ في أرمينيا. فيما نفت أرمينيا إطلاق صواريخ من أراضيها وقالت إن أذربيجان قصفت دورية عسكرية في الأراضي الأرمينية.

وأكدت وزارة الدفاع الأرمنية أن مناطق على أراضيها تعرضت لقصف، نافية في الوقت نفسه أن تكون قصفت أذربيجان، ومؤكدة أنها "تحتفظ" من الآن فصاعدا "بحق استهداف أي بنية تحتية أو تجهيزات عسكرية على أراضي أذربيجان".

يأتي ذلك فيما أعلن إقليم ناغورنو كاراباخ عن قصف مدفعي على مدينة مارتاكيرت في الإقليم. وقبلها قالت وزارة الدفاع في ناغورنو كاراباخ، إن الجيش الأذربيجاني انتهك مجددا الهدنة الإنسانية بقصف مكثف صباح اليوم على الإقليم. وأضافت أن القصف الأذربيجاني كان أشد على القطاعات الجنوبية الشرقية والشمالية والشمالية الشرقية من الإقليم.

يأتي ذلك فيما قال مساعد رئيس أذربيجان على "تويتر": إن "التزام أرمينيا بالهدنة الإنسانية نفاق واضح.. مدينة تارتار تتعرض منذ الصباح لقصف مدفعي شديد".

وناشد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أرمينيا وأذربيجان، الالتزام بالهدنة في ناغورنو كاراباخ، ودعا نظيريه الأرميني والأذربيجاني إلى الوفاء الكامل بالالتزامات التي توصل إليها الطرفان في موسكو.

وفي مقابلة مع "العربية"، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن التقارير الأولى التي صدرت عن الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان شهدت إصابات وقتلى في طرفي النزاع منذ أيامه الأولى.

وتتداعى الهدنة الإنسانية التي توسطت فيها روسيا، رغم تصعيد النداءات من القوى العالمية لوقف القتال. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومجموعة مينسك بين الداعين لمزيد من الالتزام ببنود الهدنة.

واتهمت أذربيجان القوات الأرمينية بارتكاب "انتهاكات فظيعة للهدنة الإنسانية" التي تم التوصل إليها يوم السبت بهدف السماح للطرفين بتبادل الأسرى وجثامين القتلى.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع فاجيف دارجالي، إن أرمينيا تقصف أراضي أذربيجان في جورانبوي وأغدام وتارتار، مؤكدا أن قوات أذربيجان لا تنتهك وقف النار.

ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان الاتهام. وقالت إن القوات الأذربيجانية استأنفت عملياتها العسكرية بعد هدوء خلال الليل" مدعومة بنيران المدفعية الكثيفة من جهات الجنوب والشمال والشمال الشرقي والشرق".

والقتال الذي اندلع في 27 سبتمبر هو الأسوأ منذ الحرب حول الإقليم بين عامي 1991 و1994 والتي سقط فيها حوالي 30 ألف قتيل.

وتضع العيون في الخارج الصراع تحت رقابتها الشديدة ليس فقط لقربه من خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان لأوروبا، ولكن بسبب المخاوف من استدراج روسيا وتركيا إلى الصراع.

وترتبط روسيا باتفاقية دفاع مع أرمينيا، وتركيا حليف مقرب من أذربيجان.

ودعت مجموعة مينسك الزعماء في أرمينيا وأذربيجان إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار لتفادي "عواقب وخيمة على المنطقة".

وتضم المجموعة 11 عضوا بينهم روسيا وتركيا، لكن أنقرة ليست مشاركة في محادثات ناغورنو كاراباخ. واقترح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إجراء محادثات بمشاركة بلاده.

وعلى الرغم من نفي تركيا تدخلها العسكري في ناغورنو كاراباخ، وصف الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان لصحيفة "بيلد" الألمانية سلوك أنقرة بأنه مثير للقلق.

وتواصل أعداد القتلى الارتفاع من الجانبين، وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جساريفتش، في إفادة للأمم المتحدة في جنيف، إن الصراع يسهم في انتشار مرض كوفيد-19.

وأضاف أن الحالات الجديدة في أرمينيا تضاعفت إلى المثلين على مدى الأسبوعين المنصرمين حتى يوم الاثنين، فيما زادت الإصابات الجديدة بنسبة 80% تقريبا خلال الأيام السبعة الماضية في أذربيجان. وحذر من "التعطيل المباشر للرعاية الصحية وزيادة الأعباء على الأنظمة الصحية التي تتحمل بالفعل ما يفوق طاقتها خلال الجائحة".