+A
A-

محلل روسي: قمة إدلب لن تعقد وأردوغان سيتراجع عن شروطه

تستمر المعارك بريف محافظة إدلب السورية الواقعة شمال غربي البلاد مع دخول الهجوم العسكري الّذي شنّه الجيش التركي على مواقعٍ لقوات النظام السوري يومه الخامس وسط استمرار نزوح السكان إلى مناطقٍ أكثر أمناً على الحدود مع تركيا.

يأتي ذلك فيما تتجه الأنظار للقمة الرباعية التي أعلن عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والمفترض عقدها بشأن إدلب يوم الخامس من آذار/مارس الجاري في إسطنبول والتي من المقرر أن تجمع كلاً من روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا.

إلا أنه مع تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة رغم تأكيد الأخيرة أنها غير مستعدة للدخول في حرب مباشرة مع روسيا في إدلب، استبعد محلل سياسي روسي، عقد القمة الرباعية رغم أن أردوغان كان قد أعلن في وقتٍ سابق الشهر الماضي عن مكانها وموعدها مشيراً إلى أنه سيبحث فيها مصير إدلب مع نظيره الفرنسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل أن يعلن الكرملين أن الأخير لن يلتقي به في إسطنبول.

وقال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف لـ "العربية.نت" إن "القمة الرباعية المزعم عقدها بعد أيام لن تُعقد باعتقادي خاصة أن أردوغان سيزور موسكو في الفترة نفسها، لذلك سنكون أمام لقاء ثنائي بينه وبين بوتين، لاسيما أن موسكو ترفض أي دخول أوروبي لخط الأزمة في إدلب على العكس تماماً من رغبة أنقرة".

وأضاف "موسكو ستطلب من أردوغان في زيارته المرتقبة أن يوقف تصعيده ضد قوات الأسد، وكذلك ستطلب منه أن يتخلى عن مطالبه غير الواقعية والتي تتمثل بضرورة تراجع قوات النظام إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية".

تفاهمات روسية تركية جديدة

إلى ذلك، رجّح المحلل السياسي الروسي حصول تفاهماتٍ روسية ـ تركية جديدة حول إدلب التي تحاول قوات الأسد استعادة أريافها منذ أشهر بدعمٍ جوّي روسي.

وتابع قائلاً "لا أستبعد حدوث توافقٍ روسي ـ تركي بخصوص هدنةٍ جديدة في إدلب، لكن توقف تقدّم قوات النظام في تلك المناطق سيكون مؤقتاً فقط ولا مجال لتجميد العمليات العسكرية بشكل نهائي، فموسكو لن توافق على ذلك وكذلك دمشق ولا يمكن أن تبقى تلك المناطق خارج سيطرة النظام".

كما لفت إلى أن "بقاء المجموعات المسلّحة في إدلب ومحيطها يشكل خطراً على حلب واللاذقية وحتى على قاعدة حميميم العسكرية، لذلك لا يوجد سيناريو آخر سوى استمرار محاربة تلك المجموعات".

وبحسب المحلل الروسي، فإن موسكو تشدد على استمرار محاربة الإرهاب وضرورة عودة مدينة إدلب بالكامل لقوات النظام.

وأشار إلى أن "بقاء مجموعات مسلحة متشددة في إدلب هو أمر غير مقبول، حتى بالنسبة لتركيا، لكن هذا الأمر يثير الكثير من الأسئلة، فأنقرة على سبيل المثال تصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكنها في الوقت عينه تدعم المجموعات الإرهابية في سوريا".

تفلت أنقرة من سوتشي

وتابع "ما يقلق موسكو هو أن أنقرة تدعم وتشارك بقوة في العمليات القتالية للمجموعات الإرهابية والمسلحة في إدلب ولم تلتزم باتفاقية سوتشي التي نصت على إنشاء منطقة منزوعة السلاح أواخر عام 2018 وعلى إعادة فتح طريقي M5 و M4 الدوليين وكذلك لم تقم بفصل الإرهابيين عن المعتدلين، لذلك تصر موسكو على تنفيذ هذه البنود التي اتفقت عليها مع أنقرة قبل سنوات".

كما وصف المحلل الروسي، الهجوم العسكري الّذي شنّه الجيش التركي قبل أيام على قوات النظام تحت اسم "درع الربيع"، بـ "رسالة للداخل التركي"، خاصة أن أردوغان كان قد هدد قوات الأسد كثيراً بذلك الهجوم بعد مقتل ما لا يقل عن 34 من جنوده الأسبوع الماضي في ريف إدلب.

ورأى أن "الهجوم الأخير لم يغير شيئاً على الأرض، فالاشتباكات محدودة وليست واسعة النطاق بين سوريا وتركيا".

إلى ذلك، شدد على أن "حصول أي مواجهاتٍ شاملة بين الطرفين، ستكون نتائجها سلبية للغاية بالنسبة لأنقرة، فهي ستخسر المزيد من الجنود وسيتأثر اقتصادها بذلك، بينما قد تلجأ موسكو حينها للورقة الكردية، لذلك ستتجنب أنقرة حصول هذا السيناريو وستلتزم باتفاقية سوتشي مع تفاهمات جديدة مع موسكو خلال زيارة أردوغان المرتقبة".