العدد 4132
الخميس 06 فبراير 2020
banner
هل انتهى فعلًا الانتقام الإيراني لاغتيال سليماني؟ (1)
الخميس 06 فبراير 2020

بعد اغتيال الأميركيين قاسم سليماني، دخل الشرق الأوسط في منعطف خطير، ويبدو أن إيران لن تكتفي بضرب قاعدة عين الأسد؛ إذ تحتاج لإشعال التوتر مع الولايات المتحدة لحشد جبهتها الداخلية المأزومة. وإذا قُدر لإيران أن تلعب دورًا ثانويًا في “صفقة القرن” التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فقد يكون من الجيد أن نضع في الحسبان أنه في مواجهة الضغوط المتزايدة في الداخل والحاجة الملازمة لتعزيز مواقعها العسكرية الإقليمية في أعقاب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، من غير المرجح أن تتخلى عن تهديداتها بالمزيد من الانتقام.

وعلى الرغم من أن خطر نشوب حرب واسعة النطاق يبدو متراجعًا حاليًا، فإنه سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن واشنطن وطهران سينسجان علاقات طبيعية وفقًا للوضع الراهن، خصوصًا أن الجنرال سليماني كان شخصًا محوريًا في خطط إيران الشرق أوسطية للتخلص من النفوذ الأميركي. إذا كان قرار إيران رفع العلم الأحمر فوق مسجد جامكاران في مدينة قم الإيرانية يجسد دعوة إلى حرب عالمية ضد أعداء الله، وفقًا للتقاليد الشيعية الإسلامية، فإن قرار المرشد الإيراني علي خامنئي بضرب المصالح العسكرية الأميركية في العراق المجاور، في يناير الماضي، لا يمكن اعتباره إلا أول خطوة في خطة هجوم شاملة.

دعونا نقول الأمور كما هي: أصبحت فرص زعزعة الاستقرار أكبر كثيرًا بعد أن دخلت الولايات المتحدة رسميًا السباق الرئاسي، وعلى الرغم من استبعاد احتمال الصدام العسكري، فإن أي انتقام إيراني سيكون مدمرًا للبلدين، وسيولد اضطرابات على مستوى العالم بدفع عدد من الدول للانجرار إلى المعركة، لذلك فإن قدرة طهران على إلحاق الأذى ليست محدودة.

يمكن الاستنتاج مما ذكرته آنفًا أن جهود التخريب ضد منشآت النفط السعودية، والعدوان العسكري من قبل الوكلاء الإقليميين، والهجمات الإلكترونية، والانتشار النووي وغيرها من التفاصيل، قد تصبح قريبًا خبزنا اليومي، بإذن من الرئيس الأميركي. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية