+A
A-

"صحافيون"... حتى نهاية السهرة!

الكرة الطائرة هي لعبة رياضية ولكنها ليست كسائر الألعاب الجماعية الأخرى... فجميع تلك الرياضات مرهونة بتوقيت محدد لفترة المباراة، فكرة القدم تستمر لـ 90 دقيقة وكرة اليد ساعة وكرة السلة 40 دقيقة مع الفارق في قوانين كل لعبة من حيث إطالة أمد المباراة باحتساب الوقت الإضافي والتوقفات أثناء اللعب.

الصحافيون الرياضيون المتخصصون في الكرة الطائرة يتكبدون معاناة أكثر من غيرهم من حيث ساعات تغطية المباراة، فكلما زادت حدة المنافسة طالت فترة المباراة لتصل إلى ساعتين ونصف إلى 3 ساعات يقضونها عندما تصل إلى خمسة أشواط بينما أقل وقت في المتوسط العام ساعة و5 دقائق إذا كانت المواجهة سهلة ومن طرف واحد.

ورغم التعديلات التي أجريت على قانون لعبة الكرة الطائرة بعد النهائي الطويل بين هولندا وإيطاليا في أولمبياد أتلانتا بأمريكا 1996 وذلك بتطبيق نظام "التنس" في إحراز النقاط بعدما كان احتسابها يتم من خلال منح الفريق صاحب الإرسال نقطة عند إنهاء التداول لصالحه فقط، وهو ما كان يستغرق فترة طويلة.

 ومع التعديل فإن المباريات لا زالت تستغرق وقتا مرهقا وتستمر حتى ساعات متأخرة وهذا ما جرى في مواجهتي عالي وبني جمرة والمحرق مع داركليب في القسم الأول من الدوري والتي استمرت كلاهما خمسة أشواط ابتداء من الساعة 6 مساء لغاية 11:30 مساء لتنتهي المواجهات في وقت متأخر، لتقوم لجنة المسابقات بتقديم موعد المباراة الأولى تفاديا لمثل تلك المواقف.

وحول تلك المعاناة يقول الصحفي بجريدة الأيام محمد عطية أن تغطية مباريات الكرة الطائرة عملية متعبة مستذكرا تغطيته لإحدى المباريات بموسم 2007/2008 بشهر رمضان المبارك والتي كانت تبدأ فيها المباراة الأولى الساعة 10:30 مساء تقريبا وقد انتهت المباريات الساعة الثانية صباحا ليكتب العنوان التالي ( صباح الخير يا مساء الطائرة).

وأضاف " أثناء دراستي الجامعية كنت أمارس تحكيم الكرة الطائرة، وكان الدوري بنظام الدمج والتصنيف وكانت تنتهي المباريات في وقت متأخر وأعود إلى منزلي الساعة 12 مساء رغم انني مرتبط في اليوم التالي بالدوام الجامعي وهو ما دفعني لترك التحكيم ..".

وأكد عطية على أهمية وضع الحلول المناسبة للحد من ظاهرة تأخر المباريات بإقامتها في وقت مبكر أو إقامتها بعطلة نهاية الإسبوع لتقام ابتداء من الساعة 4 كما هو مطبق في الدوري السعودي أو إقامة مباراة واحدة في اليوم.

ومن جهته، قال الصحفي بجريدة أخبار الخليج الزميل علي ميرزا أن الكرة الطائرة تختلف عن باقي الألعاب لأنها مرتبطة بالنقاط وليس الوقت، وهو تستهلك الصحفي نفسيا وعقليا وبدنيا وتأخذ من وقته الكثير، مشيرا إلى أن الصحفي يستنزف من المباراة الأولى ومن المستحيل أن يكون بنفس القوة الذهنية في المواجهة الثانية وذلك لأن الصحفي مختلف عن الجمهور فهو ينظر بعين المحلل حول مختلف تفاصيل وجزئيات المباراة وهناك بعض الزملاء يقومون بعمل الإحصائيات وهو ما يستدعي منهم أن لا يغفلوا لحظة واحدة.

وأضاف " الكرة الطائرة هي أصعب لعبة جماعية كممارسة أو من حيث التغطية الصحفية لأنها أكثر لعبة جماعية فيها مهارات متعددة وتفاصيل كثير وهي لعبة فيها جمالية في الأداء .. ومسألة تأخر المباريات اصبحت تقض مضجع الصحفيين وهي معاناة كبيرة لأننا نجلس حوالي 4 ساعات يوميا للتغطية ونعود إلى بيوتنا في ساعة متأخرة".

وبدوره، قال الصحفي بجريدة الوطن أن التأخر في المباريات أكثر أسبابه هو إقامة مواجهتين بنفس اليوم وعندما تصل الأولى والثانية إلى خمسة أشواط فإنها تستغرق وقتا طويلا، مشيرا إلى النتائج السلبية من وراء تأخر المباريات على التغطية الإعلامية تحديدا.

وأضاف " كما هو معروف أن اغلب الصحف مرتبطة بعملية الطباعة في وقت محدد وعند تأخر المباريات لا يمكن نشر المباراة في الصحف الورقية والإكتفاء بالأون لاين، رغم وجود جمهور عريض من القراء لا زال يستمتع بالصحف المطبوعة..".

 وأشار بأن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب اقامة المباريات في وقت مبكر أو أن تبدأ الساعة 5 أو 6 مساء أو إقامة مباراة واحدة فقط.

وبدوره قال المحرر بموقع (سباي سبورت) الزميل محمد عون أن طول مدة المباراة مع وجود القوة والإثارة والمتعة أمر لا ضير فيه، ولكن المشكلة حين تطول فترة المباراة وهي مملة فنيا ومن دون أي حضور جماهيري.

واستذكر عون بعض معاناته قائلا" في احد الأيام وعندما كانت المباريات تقام على صالة مركز الشباب بالجفير كنت اغطي دوري الدرجة الثانية وقبل المباريات كانت تقام منافسات الفئات العمرية وانتهت اللقاءات في وقت متأخر وخرجت من الصالة متوجها للمنزل وكان الضباب كثيفا جدا وكنت اقود السياراة بحذر شديد ..".

كما أوضح بأنه خرج في إحدى مباريات الموسم الحالي من الصالة الساعة 1:20 صباحا، وقال بأن الحلول تكاد تكون صعبة ملتمسا العذر للإتحاد في هذا الجانب بالقول " تقديم موعد المباريات إلى الساعة 5 أو 6 سيؤثر على الحضور الجماهيري لأن معظمهم موظفون في القطاع الخاص ويعودون من أعمالهم الساعة 4 أو 5 وقد لمست استياءا كثيرا من بعض جماهير الأهلي وداركليب، كما أن جماهير المحرق حضرت ضد النجمة بأعداد قليلة ، كما أننا لا نملك صالة أخرى لتقام عليها المنافسات ..".