+A
A-

بعد انتقاد أردوغان.. العدالة والتنمية يقصي داود أوغلو

يبدو أن حزب العدالة والتنمية (الحزب الحاكم في تركيا) قرر أن يعاقب رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، بعد أن وجه انتقادات لاذعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان (دون أن يسميه) وسياسته الاقتصادية، وتلويحه بفتح دفاتر الإرهاب.

ويتوقع أن يصدر قرار فصل أوغلو من الحزب مع 3 آخرين في الأيام القريبة الآتية، بحسب ما أكد مسؤول كبير فيه لوكالة رويترز، الثلاثاء.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز، إن اللجنة التنفيذية المركزية للحزب طلبت في اجتماع يوم الاثنين فصل أربعة من الحزب، بينهم داود أوغلو، بعد اجتماع استمر لساعات حتى مساء الاثنين وترأسه أردوغان في مقر الحزب الرئيسي في العاصمة أنقرة.

وأحالت القيادة المركزية في الحزب الحاكم رئيس الوزراء التركي السابق مع برلمانيين اثنين إلى جانب الأمين العام السابق للحزب إلى لجنة "الانضباط" بعد مطالبتها بطردهم بشكلٍ نهائي بإجماعٍ كلي من أعضاء القيادة المركزية على هذا القرار.

أما البرلمانيان السابقان المعنيان بقرار المحاسبة والطرد مع داود أوغلو فهما آيهان سفر اوستون وعبدالله باشجي، بالإضافة إلى سلجوك أوزجاغ، نائب الأمين العام السابق للحزب الحاكم.

ومن المتوقع أن يصدق مجلس التأديب بالحزب على ذلك خلال الأيام القليلة القادمة.

تمرد رفيق الدرب

ومنذ أشهر يقود داود أوغلو تمرداً على رفيق دربه السابق أردوغان. وانتقده بشدة خاصة في غضون الانتخابات المحلية التي تكررت في اسطنبول مرتين كانت آخرها يوم 24 حزيران/يونيو الماضي. كما ندد قبل أيام بقرار وزارة الداخلية التركية والذي بموجبه تم عزل رؤساء ثلاث بلديات أكراد في البلاد.

إلى ذلك، لوح داود أوغلو (قاصداً أردوغان دون أن يسميه) قبل أيام أيضاً بفتح "دفاتر الإرهاب"، إلا أن الأخير "تحدّاه" في إبرازها.

ويعد هذا الخطاب السبب الأبرز لطرد داود أوغلو، لا سيما أن النظام الداخلي للحزب الحاكم يسمح بطرد "كل من يقوم بالتشهير بشخصيات بارزة واعتبارية" في الحزب.

ومن المتوقع أن يلجأ الأعضاء المطرودون من الحزب الحاكم لطلب استقالاتهم في خطوة تستبق اجتماع "لجنة الانضباط" بعد أيام والتي ستطلب منهم تقديم تبريرات للدفاع عن النفس، خاصة أن داود أوغلو يسعى لتشكيل حزبٍ سياسي جديد.

ويضيف طرد داود أوغلو خسارة جديدة لرصيد الحزب الحاكم بعد خسارته الأخيرة مع استقالة وزير الاقتصاد السابق علي باباجان من الحزب يوم 8 تموز/يوليو الماضي.

ففي يوليو، استقال علي باباجان، نائب رئيس الوزراء السابق من الحزب بسبب ما أسماها "خلافات عميقة"، ولمح إلى تشكيل حزب جديد. وقالت مصادر مطلعة في حينه إن باباجان والرئيس السابق عبد الله جول يعتزمان تدشين حركة منافسة هذا العام.