+A
A-

الحبس سنة لرجل ضرب شاب بساطور بعدما ضبطه بداخل منزله

دانت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى مواطنا يبلغ من العمر 54 عاما، بالاعتداء على شاب لا يتجاوز عمره 21 عاما، بواسطة ساطور، والسبب دخول الأخير مع شخص مجهول إلى منزل المتهم فجرا، ما تسبب بعاهة مستديمة في جمجمة الشاب تقدر بنسبة 30%، بعدما قررت أنه لا توجد حالة دفاع شرعي لوضوح أن ما ارتكبه المتهم كانا عملا انتقاميا وليس دفاعيا، وقضت بمعاقبته بالحبس لمدة سنة واحد فقط.

وقالت المحكمة في أسباب حكمها، أنه نظرا لظروف الدعوى وملابساتها فإنها أخذت المتهم بقسط من الرأفة، وانتهت إلى النزول بالعقوبة إلى الحد الوارد بالمنطوق عملا بحقها المخول لها بمقتضى المادة (72) من قانونا العقوبات.

وبررت المحكمة أسباب إدانتها للرجل أن ظروف الحادث لا ترشح للذهن بأن المتهم كان في حالة دفاع عن النفس تجاه الشاب حتى يرد العدوان الواقع عليه بمنزله من قبل المجني عليه؛ وذلك لأن التحقيقات وجميع ظروفها تدل على أن المتهم ضرب المجني عليه عمدا فأحدث به الإصابات الواردة بتقرير الطبيب الشرعي وتخلف لديه جراءها عاهة مستديمة لا لدرء خطر حال به أو فعل يتخوف منه موته أو جرحه جراحا بالغة، بل مبعثه هو الانتقام من المجني عليه لدخوله دورة المياه داخل منزله دون إرادته في ساعة متأخرة من الليل عبر الجدار المفتوح على الشارع العام، حيث أن الدفاع الشرعي شُرِّعَ لرد العدوان عن طريق الحيلولة بين من يباشر في الاعتداء والاستمرار فيه.

وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهم للمحاكمة على اعتبار انه بتاريخ 16 مارس 2018 اعتدى عمدا على سلامة جسم المجني عليه مع سبق الإصرار والترصد؛ وذلك بأن قام بضربه بواسطة ساطور على وجهه فأحدث به الإصابات الموصوفة بالتقارير الطبية المرفقة بالأوراق، وقد أفضى الاعتداء إلى عاهة مستديمة به، وهي فقد عظمي مقابل الصدغية اليسرى لجمجمته وتقدر العاهة بنسبة 30%.

وثبت للمحكمة بتقارير الطبيب الشرعي التابع لإدارة الأدلة المادية أن إصابة المجني عليه بالرأس والوجه كانت ذات طبيعة رضية قطعية حدثت من المصادمة بجسم صلب ثقيل وله حافة حادة كالساطور أو ما شابه، وفي تاريخ معاصر للواقعة، ومن مثل التصور الواردة بمذكرة النيابة العامة، كما تخلف في المجني عليه جراء إصابته فقد عظمي ملحوظ مقابل الصدغية اليسرى للجمجمة مقابل موضع إصابته في مساحة حوالي 10× 2 سم ومقابلها أثر إلتئامية تمتد إلى الوجه، وأنها تعتبر عاهة مستديمة تقدر بحوالي 30%.

كما ثبت بتقرير مختبر الأحياء والبصمة الوراثية التابع لإدارة الأدلة المادية أن الخلايا البشرية المرفوعة من مقبض العينة "الساطور" مصدره المجني عليه، وأن الدماء المرفوعة من نصله مصدرها كذلك المجني عليه.

وذكرت المحكمة أن تفاصيل الواقعة تتحصل في أنه وبينما كان المتهم نائما بمنزله في الساعة 2:00 فجر يوم الواقعة الحاصلة بتاريخ 16 مارس 2018، استيقظ إثر سماعه أصوات بداخل منزله، وعند خروجه شاهد المجني عليه خارجا وبرفقته آخر مجهول فر هاربا من دورة المياه الخاصة بالمنزل، فاستل "ساطورا" من المطبخ يستعمله في تقطيع اللحوم، وضربه به المجني عليه في وجهه من الناحية اليسرى ضربة واحدة، فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي، والتي تخلف لديه من جراءها عاهة مستديمة تقدر بنسبة 30%.

وبالقبض على المتهم والتحقيق معه بمعرفة النيابة العامة، اعترف أنه قام بضرب المجني عليه بواسطة "الساطور" لكونه تفاجأ به يخرج من دورة المياه الموجودة داخل مسكنه، مضيفا بأقواله أن المجني عليه وصديقه كانا في حالة سكر وكانا يقولون له بعد أن ضرب المجني عليه "sorry"، كما دفع أمام المحكمة بأنه ارتكب الجريمة بمقتضى سبب من أسباب الإباحة، مدعيا أنه كان في حالة دفاع شرعي، وهو ما لم تقبل به المحكمة ودانته بالجريمة.