تناول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه مسألة “الأمن” بشكل علمي مستفيض خلال استقبال سموه المسؤولين والمواطنين في مجلس سموه الثلاثاء الفائت حين قال: (كل أمر قابل للتباين في وجهات النظر إلا أمن بلادنا لا مجال للاختلاف فيه، إن الأحداث التي يموج بها العالم العربي خطيرة، والتحديات التي تحدق بدول المنطقة كبيرة وفي مقدمتها الإرهاب، ولن يكون هناك أي تساهل في أي عمل يؤثر على الأمن أو يُراد منه ترويع الآمنين وعرقلة المسيرة التنموية).

لو ألقينا نظرة فاحصة على تطور الأحداث في المنطقة لقادتنا الشواهد والأدلة إلى حقيقة مهمة هي أن دولنا كان مرسوم لها في الأصل زعزعة الأمن والاستقرار وهي حلقة في المخطط الرهيب للتدمير والتخريب، ومما يؤسف له أن من قام بتنفيذ ذلك المخطط بعض الذين فقدوا وعيهم وتخلوا عن عقولهم وتبنوا الأفكار الشاذة وجندوا إمكانياتهم للعدو المتربص بدولنا، ولكن للبحرين قوة وذكاء وفطنة حيث نجحت في إفشال المخطط العدواني ووقفت بتصميم ثابت وكفاءة عالية أمام العاصفة، ولم تنحن ولم تساوم على أمنها واستقرارها حتى في ذروة احتدام المؤامرة والخيانات، وأثبت الشعب البحريني بوعيه أنه قوي مهما كانت الصعاب أمامه.

كنت أقرأ منذ مدة يسيرة تاريخنا العربي خصوصا في دول الخليج والتغييرات الدولية والأحداث العالمية الأخيرة والظروف التي تتطلبها الأوضاع، واكتشفت أن المغامرات مازالت مستمرة لجعلنا شعوبا مفترقة ودولا متناثرة مغلوبة على أمرها، وكان النصيب الأكبر هو قضية «الأمن» التي تحدث عنها سيدي سمو رئيس الوزراء وشدد عليها دائما، فانعدام الأمن من أشد الأخطار التي تهدد الدول وتتفوق حتى على النظريات العسكرية، فبلد بدون أمن فريسة سهلة لهجمات الأعداء وفي متناول الطامعين ويتعرض لهزات شديدة وصعبة ووعرة، ولهذا السبب لا يمكن فصل الأمن عن التطور والنماء والتقدم ورخاء الشعوب.

سيدي سمو رئيس الوزراء... ستبقى البحرين آمنة مستقرة بفضلكم وصلابة حائط شعبكم الوفي، وسنكون جنودا نذود بعلمنا وفكرنا وقلمنا عن وطننا الغالي.