+A
A-

سجن 10 متهمين 5 سنين لإخفائهم 4 هاربين من "سجن جو"

قضت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة بمعاقبة 10 متهمين بإخفاء وإيواء 5 مطلوبين -اثنين منهم أشقاء- أربعةً منهم هاربين من "سجن جو" بداية العام الجاري، وكانوا يتنقلون بعباءات نسائية من مكان لآخر، ومحكومين بعقوبات تراوحت ما بين الحبس والسجن المؤبد؛ وذلك بسجن كل من المتهمين لمدة 5 سنوات، وأمرت بمصادرة المبلغ النقدي المضبوط.

وذكرت المحكمة أن المتهم السابع أرشد عن مبلغ 3900 دينار ومبلغ 20 ألف ريال سعودي، وهي المبالغ المستلمة لشراء طراد لاستخدامه في هروب المحكومين.

وتتحصل الواقعة فيما قرره ملازم أول بأنه على إثر واقعة هروب مجموعة من المحكومين من سجن جو، فإنه أجرى تحرياته السرية اللازمة، والتي أكدت له أن المتهمين جميعًا تعاونوا فيما بينهم على مساعدة المحكومين الهاربين؛ بأن قاموا بإخفائهم وإيوائهم في منازلهم لإخفائهم عن أنظار الشرطة.

وأضاف أن المتهمين قدموا للهاربين جميع أنواع المساعدات من مأكل ومشرب والتنقل من مكان لآخر، وبعد أن توصلت تحرياته للمتهمين المذكورين تبين أنهم موقوفين على ذمة قضايا أخرى، فتم تسجيل محاضر لهم وإحالتهم للنيابة العامة.

وتتمثل وقائع ضبط المتهمين فيما اعترف به المتهم الأول في القضية، والذي قبض عليه حال دخوله لأحد الصالونات الرجالية، بأنه تربطه علاقة صداقة بأحد المطلوبين أمنيًا كونهما  كانا زملاء على مقاعد الدراسة، وأبناء منطقة واحدة، والذي ذكر بأنه بعد قرابة 3 أسابيع من هروب صديقه من إدارة الإصلاح والتأهيل "سجن جو" بتاريخ 1/1/2017، تواصل معه الأخير عبر برنامج التواصل الاجتماعي "زيلو" وطلب منه النقود، وبالفعل تمكن من تسليمه مبلغًا من المال عدة مرات عن طريق شقيقة صديقه المطلوب أمنيًا.

وأوضح أنه تواصل مع الصديق الهارب من السجن في إحدى المرات عبر برنامج التواصل الاجتماعي "الإنستغرام"، والذي طلب منه استلام جواز سفره بالقرب من إحدى البقالات في منطقة سترة، ووافق على ذلك، وفي المكان والموعد المحدد حضر له شخص لا يعرفه واستلم منه جواز سفر صديقه.

وأفاد أنه بعد مرور قرابة 4 أشهر تواصل معه صديقه مجددًا عبر "الإنستغرام" وطلب منه توفير مكان لإيوائه مع عدة أشخاص مطلوبين أمنيًا، فأخبره بأنه لا يملك المكان، إلا أنه أجابه المطلوب بالاكتفاء بتوصيلهم إلى مكان معين فوافق على ذلك مقابل مبلغ 10 دنانير.

وعندما توجه للمكان المتفق عليه لاستلامهم فيه وهو يقود حافلة صغيرة، التقى بشخص، والذي طلب منه التوجه لحد المنازل، ومنه خرج عدد من الأشخاص المطلوبين، أحدهم كانت عينه مصابة، فيما رمى المطلوبين هواتفهم النقالة بالقرب من أحد المساجد، وطلبوا منه التوجه ناحية أحد المخابز بمنطقة سترة، والذين نزلوا من الحافلة واختفوا عن أنظاره بداخل ممر بين المنازل "داعوس".

وأشار إلى أنه تلقى رسالة عبر "الإنستغرام" من الهارب من سجن جو، يطلب فيها الأخير إحضار الطعام والشراب لهم، مؤكدًا على أنه جلب في أكثر من مرة الطعام والشراب لهم، حتى تلقى اتصالاً من ذات الشخص كان يطلب منه فيه توفير مكان لإيوائهم لمدة 3 ساعات فقط.

ونظرًا إلى أنه لا يمتلك مكانًا يؤويهم فيهم فقد اتصل بخاله، وقال له أنه سيجلب المطلوبين إلى منزل جده، وهو ما حصل فعلاً إذ اصطحبهم إلى المنزل المشار إليه عقب خروج خاله وجده لصيد السمك.

وقرر خال المتهم الأول أنه بعد عودته من البحر تبادل أطراف الحديث مع المطلوبين، والذين أبلغوه عن رغبتهم في الهرب إلى إيران عن طريق البحر، فما كان منه إلا أن نصحهم بأن يستعملوا قاربًا تفوق سرعته قوارب خفر السواحل.

ولفت المتهم الأول إلى أنه بعد أن انتهت مدة مكوث المطلوبين في منزل جده، خرجوا وهم يرتدون عباءات نسائية، فيما كانت تنتظرهم سيارة تقودها امرأة، كانت متوقفة بالقرب من ذلك المخبز، وبعد مغادرتهم توجه إلى أحد صالونات الحلاقة، وما إن دخل حتى تفاجأ بالشرطة تحاصر المكان وتلقي القبض عليه.

واعترف المتهم الرابع أنه وبصفته (ممرِّض) فقد كلّفه المتهم العاشر بعلاج أحد المحكومين الهاربين في منزله الخاص، فيما اعترف جميع المتهمين كل بما قام به من أفعال ساهمت في إخفاء الهاربين.

فوجهت النيابة العامة للمتهمين العشرة، أنهم في غضون العام 2017، أخفوا وآخرين مجهولين أربعة متهمين محكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية بالسجن المؤبد والحبس بأن قاموا بإيوائهم وقدموا العون والمؤونة لهم وذلك على النحو المبين بالأوراق.