+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة "صناعة السفن في البحرين وما يصاحبها من معتقدات شعبية"

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 21 نوفمبر محاضرة بعنوان "صناعة السفن في البحرين وما يصاحبها من معتقدات شعبية" للدكتور يوسف النشابة وأدار الحوار الأستاذ إبراهيم سند.

واستهل الدكتور النشابة حديثه بالإشارة إلى المقر الرئيسي لصناعة السفن في البحرين وهي قرية النعيم حيث تقترب القرية من سواحل البحر وقد استخدم خشب الساي المستورد من الهند لصناعة السفن وذلك لقوته وتحمله لنسبة الرطوبة العالية كما أشار إلى أن القلاف وهو صانع السفينة قد أعتاد العمل من دون خرائط مما أثار استغراب الباحثين البريطانيين.

ومن طرائف المعتقدات الشعبية ذكر الدكتور النشابة أن إحدى هذه المعتقدات كانت أن النساء في القدم اعتقدن أن المرأة التي لا تستطيع الإنجاب قد يساعدها القفز فوق "البيص" سبع مرات وهو قاعدة السفينة وبالنسبة للبحارة كان المعتقد أن ذلك يسبب الشؤم للسفينة فكانت النساء في القدم يتحايلن على البحارة  الذي يحرسون السفن في الليل للقفز على "البيص".  وأضاف الدكتور النشابة أن من العادات القديمة أن يقوم صاحب "البوم" وهو السفينة بإهداء العاملين على صناعة سفينته الهدايا قبل الشروع ببناء السفينة وقد أشار إلى عدم توافر المسامير في السابق فقد استخدم الياف جوز الهند لربط الألواح لقوتها وصلابتها , كما تواجد الحداد في كل منطقة تواجدت فيها صناعة السفن وقد اختلف انواع القلافين وهم صناع السفن إما يصنع السفن وإما يكون عامل صيانة.

ووضح الدكتور النشابة أن صانع السفينة كان يقوم بالتنقل بين المناطق التي تحوي صناعة السفن في البحرين, وكان صناع السفن يعملون تحت إشراف الأستاذ وهو مشرف البناء بدون أي مخطط مرسوم وقد كانت بعض أنواع الحجارة تستخدم في صناعة السفينة بعد طحنها ومن إحدى العادات المتعبة عند صناع السفينة هي عدم الكلام وعدم التوقف عن العمل لأي سبب وإلا يتم نعته بالكسل. ومن العادات الأخرى أن الغداء يجب أن يكون من منزل الأستاذ وهو مشرف البناء ويقوم بإحضاره ولد صغير وهو أحد ابناءهم كما أنه من العادات كانت أن الذي يتوقف عن الأكل من سفرة الطعام لا يعود إليها.  وذكر الدكتور النشابة أن صناع السفينة كان لهم لغة خاصة وشفرات خاصة لا يعلم ما تعنيها غيرهم وتختلف هذه اللغة والشفرات من منطقة إلى أخرى في البحرين.

وفي خضم حديثه أشار الدكتور النشابة إلى تداخل العائلات البحرينية مع العائلات الكويتية والخليجية الأخرى كالعمانية لتنقل صناع السفن البحرينيين بين دول الخليج , وقد تحول صناع السفن مع الوقت إلى نجارين, كما أشار في ختام حديثه إلى تواجد حيوان "العريس" مع الصيادين وصناع السفينة بشكل دائم ليأكل الفئران التي تتلف السفينة.