إن تعثر الوساطة الكويتية سببه تعنت قطر وعدم الامتثال لمطالب الدول الأربع، خصوصا نقض قطر تعهداتها ودعمها الإرهاب واحتضانها الجماعات الإرهابية والمطلوبين أمنيًا وقانونيًا لعدالة بلدانهم العربية بسبب ما ارتكبوه من أعمال وجرائم إرهابية. إن مملكة البحرين حين اتخذت تدابيرها الأمنية بمعية الدول الثلاث لم يكن ذلك تعنتًا ولا خروجًا عن الأعراف والمبادئ الدبلوماسية، بل دفاعًا عن سيادتها وشرعيتها ومحاربة الإرهاب واجتثاث عناصره.

إن القيادة القطرية لم تقبل الوساطة الكويتية، ولم تستمع إلى نصائح ومطالبات الأقطار العربية والدول الأجنبية بالرجوع إلى الحِكمة والرُشد الحميد في حل هذه الأزمة، والتخلص من العبء الإرهابي، لماذا هذا التمادي القطري؟ ولمصلحة من؟ ومَن هو المستفيد من هذه الأزمة؟ لو أن القيادة القطرية استمعت إلى تلك النصائح واستجابت إلى تلك الحلول لما طالت الأزمة.

إن إيران تدبر كل شيء في الخفاء، خلافاتنا تثلج صدرها وأزماتنا تفرحها، تخدع أبناءنا بفكرها الطائفي وتمدهم بالسلاح وتأمرهم بالنهوض على حكومات بلادهم، وتمد الحوثيين بالسلاح والصواريخ لتقتلنا، وتدمر بلداننا، وهي ليست اتهامات كما يدعي وزير خارجية إيران بل حقائق موثقة بالأدلة والبراهين المؤكدة، كما استفاد النظام الإيراني من هذه الأزمة في تحقيق الكثير من المكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأصبح بذلك شريكا سياسيا وعسكريا وتجاريا لدولة قطر على حساب ما حققته أقطار الخليج العربي من خسائر من هذه الأزمة.

إن استمرار تعنت القيادة القطرية وإجهاضها الوساطة الكويتية لا مبرر له، فقد توهمت فرض خياراتها السياسية ضد شقيقاتها من الدول، غير مُدركة حقائق الأمور ولا المشهد السياسي وتحدياته في الوطن العربي، فهي تعيش في هاجس التفوق الوهمي الذي يمتص أموالها وثروات الشعب القطري، ويجعلها أسيرة لأجندات الإرهابيين الذين جلبتهم إلى أرضها، فخسرت ذاتها وشقيقاتها.