+A
A-

الزلاق.. مشاهد الطرق المتعثرة والمظلمة والمستنقعات الخضراء

من المشاهدات المخفية لقرية الزلاق الجميلة، المزدانة بالمنازل الأنيقة المطلة على البحر، اليوميات الصعبة لأهالي مجمع 1056 والتي تخالف بخدماتها المبتورة فكرة المدن المتحضرة، ومن أكثر من جانب.

ورصدت “البلاد” شوارع المجمع الترابية الوعرة، والتي تتغلل بصمت ما بين المساكن وبقسوة ملحوظة، هناك أيضًا الظلمة التي تكسوها لغياب الإنارة، وتجمعات مياه الأمطار والمستنقعات المتناثرة هنا وهناك، والحديث عن هموم الأهالي بذلك يطول.

مندوب “البلاد” أجرى زيارة ميدانية للمنطقة المذكورة، وبمعية نائب المنطقة محسن البكري، حيث تم الالتقاء بجمع من الأهالي، استطلعت آراءهم خلال هذا التحقيق.

بلا خدمات:

وأوضح النائب البكري والذي اصطحب – مشكورًا - مندوب الصحيفة لمجمع 1056 أن المجمع ينقسم إلى قسمين، الأول متكامل الخدمات، والآخر وهو الأحدث من حيث عمر المساكن، أضحى وعلى الرغم من سكن المواطنين به لعدة سنوات بلا شوارع مسفلتة، ومحرومًا بشكل كامل من خدمات الإنارة والصرف الصحي معًا.

وبيّن البكري أن هناك وعودًا من قبل وزارة الأشغال والبلديات ومنذ الدور الماضي بإعادة تهيئة المنطقة وبشكل كامل، إلا أنه لم يطرأ أي مستجد على الأمر حتى اللحظة، مزيدًا “الشوارع وعرة بشكل كبير، هناك ضرر كبير ومريع بسيارات المواطنين، وبطء في وصولهم لمساكنهم، ناهيك عن صعوبة الوضع أثناء موسم الأمطار، حيث يكون كارثيًّا وبكل المقاييس”.

وأكمل “ثلاث سنوات ولم نر موقفًا واحدًا جادًّا من قبل الأشغال لحلحلة الخدمات العالقة، وهو أمر غير مقبول، ويمثل تضاربًا مع مصالح المواطنين، بل هو تعطيل مباشر لها”.

 

 

حال الأهالي:

وفي لقاء مع المواطن فهد يوسف الدوسري قال: “الكثير من السيارات يتعسر وصولها للمساكن بفعل الوعورة الشديدة للطرق الداخلية، خصوصًا السيارات (السيدان)، أما بالنسبة للسيارات الرباعية فوصولها يصبح أيضًا مستحيلاً في موسم الأمطار، حيث يرتفع منسوب المياه بشكل كبير للغاية بأغلب النقاط بالمجمع، وهناك حالات كثيرة غطست بها السيارات بالوحل ولم تخرج إلا بعد أيام”.

ويزيد “يضطر الكثير من أهالي المنطقة لإيقاف سياراتهم في مناطق بعيدة والقدوم سيرًا على الأقدام بفعل وعورة الشوارع، وهو أمر لا يلامون عليه، أضف أن حرمان المنطقة من خدمات الصرف الصحي يصعب من الحال، ويدفعه للتدهور أكثر وأكثر، وبالذات بموسم الأمطار، حيث تتزايد القوارض والحشرات، وترتفع الروائح الكريهة بأغلب إرجاء المنطقة”.

بقعة مظلمة:

إلى ذلك، بيّن فهد مرداس الدوسري لــ”البلاد” غياب خدمات الإنارة التي تحوّل المنطقة ليلاً لبقعة سوداء مظلمة، مزيدًا “تسبب ذلك بسرقة شقيقي مرتين، لك أن تتخيل حال الأهالي وهم يقودون سياراتهم ليلاً في شوارع المنطقة الوعرة، وبلا أي إضاءة تذكر، السيارات تكسرت والكلفة على المواطن ولا غيره”.

وتابع “بيتي أحد أكثر البيوت تضررًا أثناء موسم الأمطار، حيث يغرق الطابق السفلي بالكامل من قبل المياه، ويتعذر لنا استخدامه لفترة طويلة، ناهيك عن كلفة الصيانة والتنظيف وإعادة التهيئة، واستبدال بعض قطع الأثاث والأدوات الأخرى، وهي حالة مستنسخة بكل موسم شتوي ومنذ ثلاثة أعوام”.

المواطن أولاً:

ومن جهته، قال العضو البلدي السابق يوسف فارس الدوسري إن “المجمع لا يزال خارج الخدمات، فالمساكن متناثرة هنا وهناك، ولكن بلا أي خدمات مساندة، ونحن نتحدث هنا عن الخدمات الرئيسية، شوارع، إنارة، خدمات صرف صحي”.

وأردف “خلفت هذه الحالة المؤسفة مجموعة من المستنقعات الخضراء المضرة لصحة الإنسان، ومن سوء حالها أضحت شديدة الاخضرار لكثرة وجود العفن بها، ناهيك عن تراكم الحشرات والقوارض بها وعلى أطرافها، إن صحة الإنسان لهو الأهم هنا، فإلى متى؟”.