العدد 3042
السبت 11 فبراير 2017
banner
هذه الطائفية... وهذا وجهها القبيح
السبت 11 فبراير 2017

أصبحت أخبار القتل والدم في بلاد العرب أخبارا اعتيادية ومألوفة ولا تثير فينا أي شيء، مهما كانت الحصيلة، تمر علينا أخبار القتل الجماعي شأنها شأن الأخبار المتصلة بأسعار الخضروات والفاكهة والمحروقات، بل إن أخبار الأسعار أصبحت تثير الانزعاج أكثر من أخبار القتل الجماعي.

وهذا يرجع بطبيعة الحال إلى كثرة عدد حوادث القتل، سواء القتل الناتج عن الإرهاب أو الاحتلال، وهو ما جعل هذه الحوادث أمرا يوميا مألوفا لا يثير غضبا أو حزنا.

لا يمر يوم واحد دون أن يسقط العشرات، بل المئات أحيانا، إما في العراق، أو سوريا، أو اليمن أو ليبيا أو مصر، على وتيرة لم تتغير على مدار سنوات مضت. ومن الأخبار العجيبة التي لم يتوقف عندها الكثير من الناس بسبب زحام مثل هذه الأخبار، ذلك الخبر الذي يقول إن المئات خرجوا في تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين بالعراق يطالبون بكشف غموض اختفاء ثلاثة آلاف مواطن من تكريت عقب دخول قوات الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران إليها، فهل تم تحرير صلاح الدين من داعش لكي يتم إعطاؤها الحشد الشعبي يفعل بها ما يشاء، أم ماذا يجري هناك؟
أين ذهب هؤلاء البشر؟ ومن المسؤول عن اختفائهم؟ ولماذا الحكومة العراقية تصم أذنا بطين وأخرى بعجين تجاه ما يجري في صلاح الدين وبالخصوص تكريت التي لم يسمح للكثير من أهلها العودة إلى منازلهم التي تم تحريرها من داعش؟ إنهم ثلاثة آلاف من البشر، وليس من الماعز أو الخرفان، فأين اختفوا؟ ولماذا لا تجيب حكومة العراق على أسئلة ذويهم.

في حادثة واحدة، وفي مدينة واحدة، وربما في أيام قليلة يختفي ثلاثة آلاف إنسان، فماذا حدث في بقية المدن، وماذا حدث في بقية الأيام منذ 14 عاما تقريبا منذ أن كذب جورج دبليو بوش على العالم كله وكذب على العراقيين ووعدهم بجنات من الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية على أرض العراق؟
لماذا تسكت الحكومة العراقية عن ما حدث ويحدث في صلاح الدين؟ هذه إذا هي الطائفية وهذا هو وجهها القبيح!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .