إن 16 ديسمبر محطة تاريخية وخالدة في تاريخ البحرين الحديث، ففي هذا اليوم نالت البحرين استقلالها، وفي هذا التاريخ أزيح عن الجسد البحريني الثقل الأجنبي.

إن عظمة هذه الذكرى تستوجب وقفة تأمل في تاريخ البحرين وشعبه الغني بالأمجاد والمحطات المُشرقة من أجل عروبته وسيادة بلاده، حيث كانت له الكلمة الأولى والعُليا في تحقيق هذا اليوم بجانب ما بذلته قيادة البلاد آنذاك من مفاوضات ومشاورات مع الأقطار العربية والخليجية التي كان لها فضلٌ كبير في ذلك. 

وبعد هذه السنوات من الاستقلال المجيد تكون شمس يوم 16 ديسمبر مختلفة بإشراقها عن كل يوم، ففي هذا اليوم يعيش الوطن فرحا، وطن يزهو بمنجزاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والمهنية.

في اليوم الوطني يقف البحريني شاهدًا على كل ما أنجزته البحرين، وفي مقدمتها بعد بناء البحرين ومؤسساتها وهيئاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والحقوقية هو بناء الإنسان البحريني، وهو أثمن ما فيه ومستقبله يعني مستقبل بلاده. البحريني الذي أعطته البحرين كل شيء ها هو الآن يُقدم المصلحة الوطنية لبلاده على مصلحته الخاصة حتى تسمو بلاده أكثر وأكثر، بعد أن سمت في نفسه وعقله، وفكره وسلوكه، فأصبحت شخصيته شخصية البحرين، والبحرين متمثلة في شخصيته. منجزات كثيرة حققتها البحرين بفضل الله وحكمة قيادتها الرشيدة وعزيمة شعبها، منجزات حققتها مؤسسات العهد الزاهر لجلالة الملك عاهل البلاد، مؤسسات سياسية وديمقراطية واقتصادية وقانونية وهيئات حكومية نالت شخصيتها وساهمت كثيرًا في تحقيق تلك المنجزات التي يذكرها ويعرفها جميع المواطنين، إنه يوم المجد الوطني نفخر به جميعًا وبما حققه للبحرين ولنا.

وبهذه المناسبة الوطنية الجليلة يُشرفنا أن نرفع لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء وإلى الشعب البحريني المجيد أخلص التهاني والتبريكات بهذا اليوم المجيد. حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا من كل مكروه. وكل عام وجميعنا بخير.