معهد التنمية السياسية من المؤسسات التي تأسست بعد انطلاق المشروع الإصلاحي بموجب مرسوم رقم (39) لسنة 2005م، ويعمل على ترسيخ المبادئ الديمقراطية ونشر ثقافتها ورفع مستوى الوعي السياسي للمواطنين. ومن ضمن أنشطته النسخة الثانية من مسابقة الخطاب السياسي للشباب البحريني التي نظمها مؤخرًا للفئة العمرية (18 ــ 29)، بهدف اكتشاف المواهب الشبابية من أجل تنميتها وصقل مهارتها وتهيئتها لتصبح من الكوادر السياسية والإعلامية لتحقيق أهداف مشروع الإصلاح الوطني والمسيرة السياسية الديمقراطية لمملكة البحرين. ويأتي تنظيم هذه المسابقة لتعزيز ونشر ثقافة الحوار وتبادل الرأي وإعداد مؤهلين للانخراط في العمل السياسي.

ولم يأت اختيار المعهد الخطاب السياسي كعنوان للمسابقة من فراغ، بل جاء لأهمية هذا الخطاب في التأثير على اتجاهات الرأي العام لمختلف القضايا الوطنية والقومية والدولية ودوره في التوعية والتوجيه الوطني، وإذكاء روح المنافسة الديمقراطية بين شباب البحرين في كتابة الخطاب السياسي وتطويرها. 

إن الشباب من المرتكزات الأساسية للمشروع الإصلاحي الوطني فهم عماد الحاضر وأمل مستقبل البحرين، ولابد من المساهمة في تنشئة كوادر شبابية تتمتع بالوعي والحس السياسي الوطني لإثراء مسيرة العمل السياسي في البحرين وتشجيع الراغبين منهم في الانخراط في مجالات الشأن العام، وتحفيز الشباب على القراءة والاطلاع لتنمية مهاراتهم الفكرية والمعلوماتية.

واختيار موضوع “الخطابة” كونه من المواضيع التي ترقى بالإنسان، وتعتبر أحد مظاهر التقدم الاجتماعي والسياسي، والكثير من الدول تهتم بالخطابة كأداة للتوجيه والإرشاد والتعبئة السياسية، وتاريخنا العربي والإسلامي والأدبي يزخر بالخطباء وأدبياتهم، فإلقاء الخطاب يحتاج إلى فن التحدث للناس واستمالتهم وإقناعهم بمادة الخطاب، وأن يَتميز مُلقي الخطاب بقوة الصوت والشخصية والحضور بين الجماهير حتى يبهر الحاضرين ويقنعهم. 

نتمنى أن تكون المشاركة كبيرة في هذه المسابقة التي ستعلن نتائجها وأسماء الشباب الفائزين فيها، ولابد من التأكيد على أن جميع المشاركين في هذه المسابقة هُم فائزون، إما بفعل المشاركة أو جوائزها. شكرًا لمعهد التنمية السياسية وإدارته ودوره الوطني السياسي والثقافي.